الدخان ومياه البحر.. خطة إسرائيل للقضاء على أنفاق «حماس»

مع بدء عملياتها العسكرية جنوبًا في قطاع غزة واستمرار توغلها شمالًا، تظل الأنفاق التي بنتها حركة حماس خلال السنوات الماضية تشكل التحدي الأكبر أمام الجيش الإسرائيلي، والتي تُعَتَبر أكبر من نظام قطارات الأنفاق في لندن، والتي يحتجز بها 130 أسيرا من الإسرائيليين.

صعوبة تدمير الأنفاق

في السياق ذاته، أكد الجيش الإسرائيلي أن تدمير الأنفاق هو أمر ذو أولوية، لكنه لم يوضح كيف ينوي تحقيق ذلك، بالتزامن مع صعوبة المهمة؛  بسبب طول الشبكة الذي يزيد عن 500 كم، وتواجد فتحات الأنفاق في المنشآت المدنية مثل المستشفيات والمساجد والمدارس.

عوائق تدمير أنفاق حماس

بدوره أكد أحد القادة العسكريين الإسرائيليين صعوبة إنهاء أمر الأنفاق، معلقا: 'قامت حماس بزرع أجهزة تفجير في الداخل ووضعت عوائق في طريق حركتنا داخل الأنفاق، مما يزيد من خطورة مواجهتنا لقواتهم'.

بناء حماس أنفاق جديدة

وبنت المقاومة الفلسطينية أنفاقًا قادرة على مقاومة القنابل الموجهة بالليزر مثل GBU-2، وهي قنابل تزن 5000 رطل، ومن المعروف أن إسرائيل استخدمتها خلال هجومها في عام 2021 بهدف تدمير 'مترو غزة'.

وبنت حماس الأنفاق بعدة طبقات ومستويات متعددة، خاصة أن الطبقة العلوية للدفاع تحتوي على أجهزة تفجير وأنفاق ضيقة جدًا وأبواب مقاومة للانفجار، والطبقة الثانية طبقة هجومية أعمق وأوسع وتحتوي على منشآت مثل المراكز اللوجستية ومساكن السكان ومخازن الأسلحة.

وسائل إسرائيل لتدمير الأنفاق

وبدوره، أفاد مسؤول إسرائيلي بأن الخطوة الأولى لتدمير الأنفاق تتلخص في تحديد مواقع الأنفاق، حيث أوضح أن أجهزة الرادار والاستشعار الصوتي التي تخترق الأرض تقوم بهذه المهمة رغم التحديات الناتجة عن البيئة الحضرية الكثيفة في غزة والأنقاض الناتجة عن القصف الجوي الإسرائيلي، مضيفا أن هناك تكتيكاً بسيطة يعرف باسم 'الشعر الأرجواني'، وهو عبارة عن إلقاء دخان بمدخل النفق ثم يُغلق لمعرفة ما إذا كان الدخان سيظهر في مكان آخر، وعندئذٍ يتم تدميره.

من جهة أخرى، وأكد مهندسون وخبراء عسكريون أن تدمير الأنفاق بشكل كامل يتطلب وضع متفجرات على طول أجزاء طويلة من هذه الممرات تحت الأرض، مشددا على أن إحدى طرق تدمير الأنفاق تكمن في استخدام المتفجرات السائلة التي تملأ المساحة الداخلية للنفق ومن ثم تنفجر.

ويُشار أيضًا إلى إمكانية استخدام الأسلحة الحرارية التي تمتص الأكسجين لتوليد انفجار عالي الحرارة، ولكن يثير هذا الأسلوب جدلاً بسبب الأضرار التي قد يتسبب فيها، خاصة في المناطق المأهولة بالسكان، ومن الممكن أيضًا أن يقوم الجيش الإسرائيلي بحفر أنفاق تقاطع شبكة حماس وتخترق نقاط سيطرتها

استخدام مياه البحر في تدمير الأنفاق

وتحاول إسرائيل انتهاج خطة أخرى لتدمير الأنفاق، وذلك من خلال ضخ مياه البحر تحت ضغط عالٍ، وبدأت إسرائيل في استخدام هذه التقنية، على غرار استخدامها في صناعة النفط والغاز، لكن المشكلة تكمن في عدم معرفة النتائج المحققة بالضبط، بالإضافة إلى كمية المياه المطلوبة تعتمد على حجم الأنفاق وامتصاص التربة للمياه، ولكن هذه الطريقة قد تشكل خطرًا أقل على سلامة الأسرى.