القصة الكاملة لجريمة الهرم المأساوية.. المتهم أنهى حياة الأم وأبنائها بوضع السم في العصير
تحولت قصة حب محرّمة إلى واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها الجيزة، بعدما أقدم صاحب محل أدوية بيطرية على إنهاء حياة سيدة وأطفالها الثلاثة بالسم، في واقعة مأساوية كشفت عن خيانة، وانتقام، ونهاية مأساوية لأسرة دفعت ثمن علاقة آثمة انتهت بالموت.
بدأت فصول القصة قبل نحو شهر من الجريمة، حين نشبت خلافات أسرية بين السيدة المجني عليها وزوجها، فقررت ترك منزل الزوجية واصطحبت أبناءها الثلاثة معها، دون أن يعرف الزوج إلى أين ذهبت.
الزوج حرر محضرًا بغياب زوجته وأبنائه، أملاً في العثور عليهم، لكن لم يكن يتخيل أن بلاغ الغياب سيتحول لاحقًا إلى بلاغ وفاة.خلال فترة غيابها عن منزلها، ارتبطت السيدة بعلاقة غير شرعية مع صاحب محل أدوية بيطرية بمنطقة الهرم، الذي وفر لها ولأطفالها شقة مستأجرة للإقامة معه.
ووفقًا للتحريات، فقد استمرت العلاقة لفترة قصيرة قبل أن تتوتر، بعدما بدأ المتهم يشك في سلوكها، وادّعى أنها تخونه، ليقرر التخلص منها بطريقة وصفتها الأجهزة الأمنية بأنها "شيطانية ومدبرة".
في يوم 21 أكتوبر الجاري، نفّذ المتهم جريمته الأولى، حيث حصل على مادة سامة من داخل محل الأدوية البيطرية الذي يملكه، ووضعها في كوب عصير وقدّمه للضحية دون أن تشك في شيء.
بعد دقائق بدأت علامات الإعياء تظهر عليها، فسارع المتهم بنقلها إلى أحد المستشفيات مدعيًا أنها زوجته، وسجّل بياناته باسم مستعار، ثم تركها جثة هامدة وغادر المكان بهدوء.
لم تتوقف الجريمة عند هذا الحد، فبعد أيام قليلة من وفاة الأم، وتحديدًا في 24 أكتوبر، قرر المتهم التخلص من أطفالها الثلاثة بالطريقة نفسها، حتى لا يُكشف أمره.
اصطحبهم في نزهة خارجية، وقدّم لهم عصائر ممزوجة بنفس المادة السامة. تناول اثنان منهم العصير فلفظا أنفاسهما بعد ساعات من الألم، بينما رفض الطفل الثالث – ويبلغ من العمر 6 سنوات – شرب العصير، فقام الجاني بإلقائه في مجرى مائي "ترعة" بدائرة قسم الأهرام، حيث تم انتشال جثمانه لاحقًا.
تلقى قسم شرطة الأهرام بلاغًا من الأهالي بالعثور على جثتي طفل (13 عامًا) وفتاة (11 عامًا) في حالة إعياء شديدة توفيت لاحقًا بمنطقة اللبيني بفيصل.
انتقلت الأجهزة الأمنية على الفور، وبدأت في جمع المعلومات وفحص كاميرات المراقبة وسماع أقوال الشهود، لتتكشف أمامها خيوط الجريمة الكبرى.
كشفت التحريات الدقيقة أن وراء الواقعة مالك محل أدوية بيطرية يقيم بالجيزة، كان يرتبط بعلاقة مع والدة الأطفال.
بإعداد الأكمنة اللازمة تم ضبطه، وبمواجهته اعترف تفصيليًا بارتكاب الجريمة، مؤكدًا أنه “قتلها أولًا بالسم، ثم تخلّص من أطفالها بالطريقة نفسها خوفًا من انكشاف أمره”.
كما تبين أنه استعان بأحد العاملين لديه وسائق “توك توك” لنقل الطفلين بعد وفاتهما دون علمهما بما حدث.
النيابة تبدأ التحقيقات وإخلاء سبيل الأب
باشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، وأمرت بحبس المتهم الرئيسي على ذمة التحقيقات، فيما قررت إخلاء سبيل والد الأطفال بعد ثبوت عدم تورطه في الجريمة.
أقوال الأب والجد تكشف مأساة إنسانية
قال الأب في التحقيقات: "زوجتي سابت البيت ومعاها العيال من شهر، وكنت فاكرها عند أهلها، حررت محضر بغيابهم، ولما عرفت اللي حصل كانت صدمة عمري.. مراتي ماتت وولادي كمان.. أنا اتحطمت."
فيما قال الجد، ناصر عبدالمجيد: "الأم كانت محترمة وبتكافح علشان ولادها، منتقبة ومحفظة أولادها القرآن، ومالهاش علاقة بحد، اللي حصل فيها ظلم، والأطفال ذنبهم إيه؟ حسبي الله ونعم الوكيل في اللي عمل كده."
تابعوا قناة صدى البلد على تطبيق نبض