المخدرات الرقمية.. تبدأ بهواية وخطرها يعادل الشابو والاستروكس

شباب مدمنون على نوع جديد من المخدرات، حياتهم غريبة، فالواحد منهم يجلس في غرفته مظلمة ويغلق الباب جيدا ويسدل الستائر ويخرج سماعة أذنه وينطلق في رحلة النشوة، هذه هي المخدرات الرقمية التي انتشرت في الآونة الأخيرة، وهي عبارة عن موسيقى تعمل على تذبذبات مختلفة لكل أذن، وتسبب نوع من النشوة التي سرعان ما تتحول إلى إدمان لا يقاوم يجعل صاحبه منطويا على نفسه تحت تأثير هذا المخدر وغائبا عن حياته العملية.

متى ظهرت المخدرات الرقمية؟

المخدرات الرقمية ليست وليدة اللحظة فبداياتها تعود للقرن الثامن عشر بعد اكتشاف عالم الفيزياء هنرك دوف، أنه إذا سلط ترددان مختلفان قليلا على كل أذن فإن المستمع سيدرك صوت نبض سريع، وهو ما يعرف بتقنية النقل بالأذنين.

وفي سبعينيات القرن الماضي، استخدمت هذه الآلية لأول مرة لعلاج بعض المرضى النفسيين، لاسيما الاكتئاب الخفيف والقلق، لكن هذه الطريقة بدأت تلقي سبيلا آخر بعيدا عن الاستخدامات الطبية، بدأ في الانتشار مع بدايات القرن الحالي في العديد من دول العالم، حتى تنبه الغرب لمخاطرها، وأنها نوع جديد من الإدمان يتربص بالشباب.

تعرف المخدرات الرقمية على أنها ملفات صوتية تعمل على تذبذبات مختلفة لكل أذن، وتتراوح موجاتها ما بين 'ألفا' و'جيتا' و'نيتا' وصلا إلى 'دلتا'، وهي موجات الدماغ في جميع حالاته، من اليقظة إلى الاسترخاء، بحسب المنظمة العربية للمعلومات.

مخاطر الاستماع إلى المخدرات الرقمية

الاستماع إلى المخدرات الرقمية لفترات طويلة يؤدي إلى الوصول إلى أحاسيس تحاكي التغيرات التي تحدثها المخدرات الحقيقية، وبدأت عدة مواقع دولية على الإنترنت التسويق لهذا النوع من الملفات الموسيقية، وتقديم المخدرات الرقمية تحت مبررات واهية، على أنها آمنة وتساعد على الاسترخاء، وكل هذا دون رقابة أو قانون يجرم الاستماع إليها.

ولم تتوصل التقارير الطبية حتى الآن من التيقن من تسبب هذه الملفات الصوتية في موت مستمعيها.

ووفقا لتقارير أممية أن هذه الذبذبات والأمواج الصوتية تترك تأثيرا سيئا على المتعاطي من حيث مستوى كهرباء المخ، كونها لا تشعر المتلقي بالابتهاج فحسب بل تسبب له ما يعرف بـ'الشرود الذهني' وهي من أخطر الحالات التي يصل إليها الدماغ.

المخدرات الرقمية.. من الهواية إلى النشوة والإدمان

من ناحيته، حذر الدكتور أسامة أرميا، الباحث في مجال الدواء، من المخدرات الرقمية، وهي مقاطع موسيقية ثنائية التردد، تؤدي إلى الإصابة بخلخلة في كهرباء الدماغ، لكن مع كثرة التعرض لهذه الموسيقى يبدأ الشخص يشعر ببعض الارتياح الذي يتحول إلى نشوة وإدمان.

وبيّن 'أرميا'، في مقطع فيديو عبر حسابه على فيسبوك، أن الاستخدام الزائد لتلك الملفات الصوتية يجهل تأثيرها على المخ مثل التأثيرات التي يحدثها مخدر الشابو والآيس والاستروكس.

المخدرات الرقمية

ملفات صوتية ذات ترددات أعلى

وكشف أن المتعاطي لهذه المخدرات الرقمية يبحث دائما عن ملفات صوتية ذات ترددات أعلى على الأذن، للحصول على جرعة أكبر، والوصل إلى نشوة كبيرة.

وأوضح أن المخدرات الرقمية ليست أغاني أو ألعاب فيديو لكنها مقاطع موسيقية تباع على الإنترنت بأسعار هزيلة، ويؤدي تعاطيها إلى الإصابة بنوبات الصرع والتشنج العصبي والعضلي، والرعشة أثناء الاستماع إليها، مع كوابيس وهلوسة.

تأثير المخدرات الرقمية

وأشار إلى أن المخدرات الرقمية تسبب صداع مستمر وشرود عن الذهن وانفصال عن الواقع، وتحول سلوك الشخص إلى عدواني وانطوائي، وقد يلجأ إلى جرح نفسه أو إيذاء الآخرين.

ونصح أولياء الأمر بضرورة تتبع سلوكيات أبنائهم وحال اكتشاف أيا من تلك الأعراض عليهم، الإسراع بعرضهم على طبيب سلوكيات نفسية، موضحا أن المخدرات الرقمية لها علاج بالموسيقى.

مصر تفوز بجائزة أسرع إنترنت ثابت بأفريقيا خلال 2022