بعد بدء استخدامها فى مصر.. كيف تستخدم بلازما المتعافين فى علاج المصابين بفيروس كورونا؟

أعلنت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، عن بدء تجربة حقن المصابين بفيروس كورونا المستجد ببلازما المتعافين من الفيروس وذلك لعلاج الحالات الحرجة لتدخل مرحلة جديدة في التجارب الطبية للتصدي للفيروس وعدم الاكتفاء بالدراسة ولكن دخلنا مرحلة التجارب الفعلية وذلك لعلاج الحالات الحرجة.

ويتسابق العالم لإيجاد علاج لفيروس كورونا للحد من آثاره الصعبة على أغلب الدول وتتعامل مصر مع الملف باحترافية شديدة من بداية الأزمة باتباع إجراءات وقائية جعلت الأزمة تحت السيطرة وتشارك مصر في سباق إيجاد العلاج وتجربة أكثر من دواء مثل الدواء الياباني أفيجان الذي يتم تجربته بالإضافة إلى الخطوة الجديدة بتجربة بلازما المتعافين والتي لقيت تأييدا من مراكز امريكية وأعلنت الصين من قبل نجاحها.

وأكدت وزيرة الصحة والسكان، أن مصر لديها الخبرة الكافية في نقل البلازما، مشيرة إلي أن الوزارة تسعي جاهدة بشتي السبل من خلال البحث العلمي لإيجاد طرق علاجية للمصابين بفيروس كورونا المستجد.

البداية

وأوضح الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، أنه منذ إعلان هيئة الغذاء والدواء الأمريكية عن إمكانية استخدام البلازما الخاصة بالمرضى المتعافين من فيروس كورونا المستجد لتستخدم في علاج الحالات الحرجة، نظرا لكونها تحتوي على الأجسام المضادة للفيروس مما يعطي احتمالية لتحسن تلك الحالات خاصة مع الشواهد البحثية في العديد من دول العالم، فقد قامت وزارة الصحة والسكان بالعمل على ذلك من خلال الفريق البحثى الذى يعمل ضمن اللجنة العلمية المشكلة بقرار وزير الصحة والسكان والتي تتولى وضع وتحديث بروتوكولات العلاج والإشراف على وضع وتنفيذ البروتوكولات البحثية بالتعاون مع العديد من الجهات البحثية في العالم.

خطوة أولى

وكشف مجاهد، عن البدء في استخلاص بلازما من 6 مرضى متعافين من الإصابة بفيروس كورونا، حيث تم إجراء التحاليل الخاصة بمأمونية البلازما بعد استخلاصها، بالإضافة إلى إجراء قياس لمستوى الأجسام المضادة بالبلازما، لافتا إلى أن النتائج اثبتت صلاحية استخدام البلازما من ثلاثة من أصل ستة متعافين.

وأضاف مجاهد أنه تم البدء في حقن أول مريض مصاب بفيروس كورونا بالبلازما المستخلصة من المرضى المتعافين، مشيرا إلى أنه سيتم خلال الايام القادمة استكمال الحقن بالبلازما لمرضى آخرين طبقا لاشتراطات البروتوكول البحثي فى هذا الشأن، وسيتم الإعلان عن النتائج أول بأول.

وأوضح أنه فور التأكد من استجابة المرضى سيتم التوسع في حقن بلازما المتعافين كعلاج لمرضى فيروس كورونا المستجد، وذلك من خلال دعوة المتعافين للتبرع بالبلازما لمساعدة المرضى ذوي الحالات الحرجة، كما سيتم تبادل نتائج الأبحاث مع الجهات  الدولية ونشرها في المجلات البحثية الطبية العالمية.

العالم يتابع

لم تكن مصر بمعزل عن العالم وأصبح البحث الآن عن مدى نجاعة هذه الطريقة في العلاج وما هي طريقة استخدامها وهو ما سنحاول الإجابة عليه في السطور التالية ..

وضع الأطباء في بريطانيا خططا لحقن مرضى فيروس كورونا ومقدمي الرعاية لهم ببلازما الدم التي يتم "حصادها" من الأشخاص الذين يعانون من "فرط المناعة" وتعافوا من مرض "كوفيد-19".

وسيتم توجيه العلاج التجريبي إلى المرضى الذين يدخلون إلى المستشفى ويعانون من الإصابة بالالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد على أمل أن يقلل من عدد المرضى الذين ينتهي بهم الأمر على أجهزة التنفس الصناعي في وحدات العناية المركزة.

حقائق علمية

يعتمد الإجراء على حقيقة أن الأشخاص الذين تعافوا من فيروس كورونا الجديد لديهم أجسام مضادة في بلازما الدم تحافظ على دفاعها ضد العدوى.

والهدف من ذلك هو تحديد أولئك الذين يعانون من "فرط المناعة" للفيروس ودعوتهم للتبرع بالدم للعلاج، بحسب ما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية.

وسيتم إعطاء ما يسمى بـ"بلازما النقاهة"، وهو المستمد من أشخاص يستعيدون صحتهم تدريجيا بعد المرض لكنهم قد يظلون مصدرا للعدوى حتى وإن شعروا بالتحسن، وبهذا المعنى، فإن "التماثل للشفاء" للمرضى ومن على اتصال مباشر بهم في سلسلة من التجارب السريرية التي تخضع لاعتبارات هيئات التمويل الطبي.

بلازما النقاهة

وتقدم كبير الباحثين في جامعة جلاسكو، البروفيسور ديفيد تابين، بطلب للمعهد الوطني للبحوث الصحية لإجراء تجربتين سريريتين بواسطة "بلازما النقاهة"، مشيرا إلى ضرورة الإسراع في البدء بهذا الأمر.

وستبحث التجارب عن أدلة على أن "بلازما النقاهة" يمكن أن تقلل من عدوى مقدمي الرعاية حتى يتمكنوا من مواصلة عملهم، ومنع تدهور الحالة الصحية للمرضى بحيث لا يحتاجون إلى أجهزة التنفس في وحدات العناية المركزة، وتحسين حالة أولئك الذين يعانون بالفعل من مرض شديد، لتقليل الوفيات.

وقال رئيس أكاديمية العلوم الطبية والمدير التنفيذي لشركة كينجز هيلث بارتنرز، البروفيسور روبرت ليشلر، إن المجموعة تعتزم إجراء تجارب موازية على "بلازما النقاهة".

وستحتوي البلازما المستمدة من المرضى الذين تعافوا من كوفيد-19 على أجسام مضادة أنتجتها أجهزتهم المناعية في محاربة الفيروس.

ويمكن نقل هذه البلازما إلى المرضى الضعفاء للغاية الذين تكافح أنظمتهم المناعية لتطوير أجسامهم المضادة الخاصة، وبالتالي، فإن نقل البلازما يهدف إلى تزويد المريض الضعيف بالأجسام المضادة من مريض تعافى لمساعدة أجسامهم على محاربة فيروس كورونا.

يشار إلى أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وافقت على هذا الإجراء، وبالتالي أصبح الأطباء الأمريكيون قادرين الآن على إعطاء البلازما للمرضى بموجب قواعد الاستخدام الرحيم.

وبحسب اختصاصي الأمراض المعدية في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور بولاية ماريلاند، البروفيسور أرتورو كاساديفال فإن ضخ الأجسام المضادة في دم المريض قد يكون أكثر فعالية إذا تم إعطاؤها لهم في وقت مبكر للقضاء على الفيروس قبل أن يتسبب في أضرار خطيرة، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن يتيح ضخ "بلازما النقاهة" حماية الناس من الفيروس لعدة أسابيع.

ويوم الجمعة الماضي، أشار باحثون صينيون إلى أن "بلازما النقاهة" قد تساعد مرضى كوفيد-19 على التنفس، إلا أن دراستهم التي توصلت إلى هذه النتيجة شملت خمسة مرضى فقط.