بيوتنا فى زمن الكورونا

هل يمكن ان تغير كورونا طبيعة حياتنا؟

وهل يكون هذا التغيير ايجابيا أم سلبيا؟

مؤسسات العمل فى العالم كله بدأت تلجأ إلى اتباع نظام العمل من المنزل، فالى اى متى يمكن ان يستمر هذا الأمر،

والسؤال الأهم هل سيسهل عودة الناس لحياتها الطبيعية،

ماذا لو اكتشفت الشركات أن هذا الوضع أفضل لمصالحها

فى أوروبا وأمريكا يتوقعون أن الوضع لن يعود أبداً إلى ما كان عليه، وأن كثيرا من موظفى الشركات الذين اعتمدوا مؤخراً العمل عن بعد سيتساءلون عن سبب اضطرارهم إلى الذهاب إلى المكتب.

أما فى مصر فالتخوف من نوع آخر، والخوف الأكبر أن تعتاد المؤسسات على العمل بنصف طاقتها وتقرر خفض العمالة.

لكن فى النهاية لابد أن نعترف أن أزمة كورونا ستخلق انماطا جديدة فى العمل والحياه،

فإلى جانب ترسيخ فكرة العمل عن بعد، والعلاج عن بعد والتعليم عن بعد، فإن كورونا فرصة لتعلم فن البقاء فى البيت، ومحاولة ابتكار اساليب للاستمتاع بهذا الوقت، وعودة الحوار العائلى، والاجتماع على مائدة الطعام،

المصريون كعادتهم تناولوا الأزمة بروح الفكاهة، وظهرت مئات النكات والقفشات حول خطورة اجتماع الزوجين فى البيت لفترات طوبلة، لكنى أتمنى أن نعيد النظر فى هذه النظرة، ونحاول استغلال ساعات البيت الطويلة فى ابتكار اشياء ممتعة، فى ممارسة هوايات منسية، أو قراءة كتب تراكمت عليها الأتربة داخل المكتبة، أو حتى الاجتماع الأسرى على مشروب ساخن او فيلم ممتع، بشرط ان نتحدث ونتبادل التعليقات والقفشات ونختلف ونتفق، ونتخانق مفيش مانع، المهم أن نكسر حاجز الصمت بين أفراد الأسرة، ونعيد التعرف على بعضنا، وسنكتشف بعد انتهاء هذه الأزمة أننا عشنا حياه جديدة وأننا لم نكن نعرف المثير عن أقرب الناس إلينا.