
إلهام أبو الفتح تكتب: لبيك اللهم لبيك
يا رايحين للنبي الغالي… هنيّالكم وعقبالي،
كلّما سمعت هذه الأغنية يخفق قلبي واتمني لو كنت معهم فهنيئا لكم يامن كتب لكم الحج هذا العام ، أشعر أنني أقف وسط الزحام ، الحجاج بملابسهم البيضاء، يتجهون بخطى ثابتة للكعبة، وقلوبهم تلبي: “لبيك اللهم لبيك.”هنيّالكم يا من كتب لكم ربنا أن تكونوا من ضيوفه، وهنيّالكم يا من تطوفون حول بيته الحرام. يا بختكم وإنتم تدعون امام الكعبة، ودموعكم تسيل دون أن تشعروا.
الناس موج بحر يطوفون .. لا تستطيع ان تميّز واحدا من آخر. الغني بجوار الفقير، العربي بجوار الأعجمي، جميعهم يقولون "يا رب"، ويتمنون المغفرة وفي عرفات، الدعوات تصعد للسما، والقلوب معلّقة بالرحمة، والمغفرة، والعفو… يا رب اجعل لنا نصيبنحن هنا في بيوتنا، يمكن بعيد عن المشهد، لكن قلوبنا هناك… نجهز للأضحية، ونردد التكبيرات : “الله أكبر،الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
هنيئًا لكم يا من وصلتم إلى رحاب النبي، ووقفتم عند بابه الكريم، تسلّمون عليه بدمعٍ لا يُكبح، وقلوبٍ تحمل الشوق واليقين ومن المدينة المنوّرة إلى مكة المكرّمة، تتدرج مقامات النور. في الطواف حول الكعبة، كل شيء يتجرد من الدنيا وزخرفها ، الوجوه تتجه نحو واحدٍ أحد، والقلوب تخفق: "لبيك اللهم لبيك " موجات البشر ينسابون، كبارًا وصغارًا، رجالًا ونساء، من كل لون ولسان.. "عقبالي يا رب، عقبالي إلى عرفات، إلى مزدلفة، إلى منى." ومع اقتراب يوم عرفه تبدأ البيوت بالاستعداد. تُشترى الأضاحي، تُنظَّف الساحات، وتُعدّ القلوب لاستقبال يوم التضحية. عيد الأضحى ليس فقط لحظة فرح، بل لحظة وعي بطاعة سيدنا إبراهيم، وتسليم سيدنا إسماعيل، وتجديد العهد مع الله .. اعلم ان الكثرين تقدموا بطلبات للحصول علي فيزا للحج ولكن لم يشأ الله أن تكون من نصيبهم وان شاء الله يكون هناك تسهيلات اكثر الأعوام القادمة وربنا يكتبها لكل مشتاق