جدال ساخن بين خالد منتصر وعبد الغني هندي حول مرجعية الأزهر الدينية والدستورية

شهدت حلقة برنامج نظرة المذاع على قناة صدى البلد تقديم الإعلامي حمدي رزق نقاشًا محتدمًا بين الكاتب خالد منتصر والدكتور عبد الغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، حول دور مؤسسة الأزهر في الحياة العامة، وما إذا كانت تمثل بيئة حاضنة للفكر المتشدد، في ظل استمرار الجدل بشأن المرجعية الدينية في الدستور المصري.

وخلال المناقشة، شكك الدكتور خالد منتصر في جدوى بقاء مؤسسة الأزهر كمصدر مرجعي وحيد في القضايا الدينية والدستورية، قائلاً: 'هل من المنطقي أن ننفق 22 مليار جنيه سنويًا على مؤسسة من المفترض أن تساهم في مواجهة الإرهاب، بينما يخرج من بعض أروقتها من يحملون أفكارًا متشددة؟'، مشيرًا إلى أمثلة على تصريحات متطرفة نُسبت إلى قيادات أزهرية سابقة.

من جانبه، رفض الدكتور عبد الغني هندي اختزال دور الأزهر في مواقف أفراد بعينهم، معتبرًا أن الهجوم على الأزهر 'استهداف لكيان وطني عريق له تاريخ طويل في محاربة الغلو والتشدد'، مؤكدًا أن 'المنهجية الأزهرية واضحة وتقوم على الاعتدال، وأن الأزهر لا يمكن أن يُتهم بأنه بيئة حاضنة للإرهاب لمجرد وجود تيارات داخلية تحاول التأثير عليه'.

النقاش توسّع ليشمل مرجعية الأزهر في الدستور، حيث اعتبر منتصر أن المادة التي تنص على أن 'الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع' تحتاج إلى تعديل بإضافة مقاصد الشريعة، لضمان التوازن بين الطابع الديني والمدني للدولة، فيما تمسك عبد الغني بهوية الدولة الدستورية الحالية، موضحًا أن المصريين صوتوا لصالحها.

وفي ختام الحلقة، أثار الدكتور خالد منتصر قضية ختان الإناث، متسائلًا: 'هل يُعقل أن شيخًا من شيوخ الأزهر يصرّح بأن ختان البنات واجب على ولي الأمر؟'، في إشارة إلى فتاوى سابقة أثارت جدلاً واسعًا. وهنا تدخل الدكتور عبد الغني هندي مؤكدًا أن 'الأزهر كمؤسسة لم يتبنَّ يومًا هذه الفتوى رسميًا، وأن ما يُروّج عن نسبتها للشيخ جاد الحق غير دقيق'، مشددًا على أن المؤسسة لها منهج علمي واضح، وأن القانون الحديث لا يسمح بمثل هذه الممارسات.