«راحت المدرسة مُجبرة».. قصة تلميذة الابتدائي «ريناد» ضحية الضرب بمدارس أسيوط
'خايفه أروح المدرسة يابابا' بهذه الكلمات ترجت الطفلة ريناد سيد صلاح، 11 عاماً، التلميذة بالصف الخامس بمندرسة عبد الله النديم، بإدارة قبلي أسيوط التعليمية، والدها أن يجد لها حلاً جذرياً لمشكلة ضربها بعنف على يد الأستاذ مصطفى.ع، مدرس اللغة العربية بالمدرسة، وهو الذي تسبب في تورم يدها من الضرب في اليوم السابق.
لم تجد 'ريناد' ما تستقوى به على خوفها العارم من عصا الأستاذ مصطفى، إلا أن طلبت من أبيها قبل ذهابها للمدرسة يوم الإثنين الماضي، أن يدون لها رقم هاتفه في ورقه، حتى تتصل به وتطلب حضوره لنجدتها وإعادتها للمنزل حال تعرضها للضرب من استاذها المرعب، وبالفعل دون لها الوالد رقمه، غير أن أنفاسها البريئة لم تسعفها حتى الاتصال بوالدها، إزاء تعرضها للضرب المبرح من أستاذها على نحو أودى بحياتها.
تفاصيل القبض على المدرس المتهم وحبسه
وكرد فعل رسمي على الواقعة المأسوية التي هزّت الشارع الأسيوطي، أصدر النائب العام المستشار حمادة الصاوي، أمراً بحبس المدرس المتهم 4 أيام بتهمة ضرب الطفلة ريناد ضرباً أفضى إلى الموت.ويرصد موقع «قناة صدى البلد» في هذا التقرير القصة الكاملة للواقعة، من واقع المحاضر الرسمية وتحقيقات النيابة العامة وأقوال أسرة التلميذة، وأقوال تلاميذ المدرسة التي أكدواْ فيها أن المدرس المتهم دائم التعنيف والضرب فيهم.
والد ريناد : عايز حق ينتي من الأستاذ مصطفى
وهناك أمام مستشفى أسيوط الشاملة، وقف والد 'ريناد' المواطن سيد صلاح، 58 عاماً، في انتظار استخراج تصريح دفن ابنته، بملامح يكسوها الحزن العارم على وفاتها، فيما تسيطر عليه في الوقت ذاته مشاعر قلة الحيلة والحسرة على عدم ذهابه معها إلى المدرسة لمحاولة إنقاذها من مصيرها المأساوي.الطفلة ريناد
والد رينا لا تتردد على لسانه سوى جملة واحدة : 'عايز حق بنتي من الأستاذ مصطفى'، مؤكداً أنه رجل فقير وعلى المعاش ولم يقوى على مؤازرة ابنته حية والوقوف إلى جوارها حيّة، وبالتالي فمن حقها عليه أن يستعيد لها حقها بعد موتها، قائلاً: ' عايز القصاص العادل منه'.
وأكد أنه يوم الواقعة فوجئ باثنين من مدرسي المدرسة قد حضروا إلى منزله لإبلاغها بإصابة نجلته بحالة إعياء جرى على أثرها نقلها إلى مستشفى أسيوط العام.
وأضاف: ذهبت بالفعل إلى المستشفى وجدت ابنتي ملقاة على أحد الأسرة الطبية ويخرج من فمها سائل أبيض، حيث أبلغني المدرسين أنها ماتت نتيجة تناولها وجبة الشعرية سريعة التحضير إندومي، وتعجبت وقتها وأبلغتهم بأنها لم يك معها ثمن الإندومي فكيف وصل لها،
وتابع الوالد المكلوم: 'ووقتها عثرت على 3 أكياس إندومي في حقيبتها منتهية الصلاحية، وأبلغني الأستاذ مصطفى نفسه بأنها ماتت نتيجة تناول الإندومي'.
واستطرد: ' إلا أن زميلاتها في الفصل أبلغونا بأنها توفت نتيجة ضربها على يد الأستاذ مصطفى، وأنا عايز حق بنتي منه'.
النيابة العامة تنسب 3 اتهامات للمتهم
وبحسب بيان النيابة العامة، فلقد استند قرارها بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامه بضربها ضرباً أفضى إلى الموت، واستعماله القسوة ، وضربه أطفالًا آخرين بالمدرسة بعصا يحملها دون مسوغ قانوني، أو مبرر من الضرورة المهنية، أو الشخصية.المدرس المتهم
وكانت النيابة العامة قد استمعت بعد تلقيها بلاغ وفاة المجني عليها لأقوال أحد عشر طفلًا من زملائها بالفصل الدراسي، ووقفت من حاصل أقوالهم على تعدي المتهم على بعض منهم وأطفال آخرين من الطلاب بالضرب على أيديهم بعصا، وأنه حال إقدامه على ضرب الطفلة المتوفاة على يديها رفضت تقديمها، فضربها بمواضع متفرقة من جسدها فارتعدت خوفًا حتى تمكن من ضربها على يديها، فخارت قواها وسقطت أرضًا، واصطدم رأسها بمقعدٍ وأغشي عليها، فحاول المتهم إفاقتها حتى نُقلت للمستشفى.
التلميذة توفت داخل الفصل
و انتقلت النيابة العامة لمناظرة جثمان الطفلة المجني عليها، وعاينت المدرسة محل الواقعة، وشاهدت ما سجلته آلات المراقبة فيها من حمل المتهم الطفلة المتوفاة مغشيًا عليها خارجًا من فصلها الدراسي، ثم خروج موظفة بالمجني عليها مهرولة خارج المدرسة.وسألت النيابة العامة مدير إدارة حماية الطفل المختص فقرر أنه بفحص الحالة ومناقشة أولياء أمور الأطفال، توصل إلى إيذاء المتهم الأطفال بالمدرسة بدنيًّا بدلًا من توجيه النصح لهم، وانتهى مبدئيًّا إلى مخاطبة مديرية التربية والتعليم المختصة لاتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة لإزالة الخطر وتقديم الدعم النفسي اللازم للأطفال.
المدرس المتهم ينكر : أصابها إغماء
وباستجواب النيابة العامة المتهم أنكر ضربه المجني عليها، مدعيًا تفاجؤه بسقوطها مغشيًا عليها، فحاول والعاملون بالمدرسة إفاقتها، ولعدم استجابتها نقلوها للمستشفى.وكانت النيابة العامة قد كلفت الطب الشرعي بإجراء الصفة التشريحية لجثمان الطفلة المجني عليها وقوفًا على ما بها من إصابات، وتحديد سبب وفاتها، وجارٍ استكمال التحقيقات