«سألتها ابنتها.. هتموتي يا ماما؟».. السرطان ينهي حياة حنان كمال بعد صراع 6 سنوات
كتب - عمر حسن
خيّم الحزن على العاملين بالمجال الصحفي والإعلامي، فور علمهم برحيل الكاتبة الصحفية حنان كمال، التي حاربت السرطان لست سنوات، لتغادر اليوم عالمنا، بعد أسبوع واحد فقط من مؤازرتها للإعلامي شريف مدكور، فور إعلانه عن إصابته بسرطان القولون، وذلك عبر حسابها الشخصي على موقع «فيس بوك».
أصدرت ديوانا شعريا تقاوم فيه المرض اللعين بالشعر، وحمل الديوان عنوان «كتاب المشاهدة»، صدر في عام 2018، وحاولت حنان من خلاله التعبير عن آلامها ومشاعرها تجاه تجربة المرض وكيف غيرها وكيف قاومته.
شهد يوم 25 إبريل الماضي آخر إطلالات «حنان» عبر «فيس بوك»، من خلال تدوينها لرسالة أصابت محبيها بالإحباط، إذ كتبت حنان وهي تكاد تمسك بهاتفها لتعلن عن تدهور حالتها الصحية: «في الحقيقة في أسوأ وضع عشته حتى الآن.. أنا معادش عندي قوة أكتب كلمتين على الكيبورد ولا أقف لوحدي ولا أعدل جسمي في النوم، وطبعا المشي ده أصلا بقى من أحلامي، النهاردة جبت كرسي متحرك علشان أنزل اشوف الشمس شوية تحت العمارة، ولو خرجت في العربية للضرورة القصوى باخد مخدة وبأنام في الكرسي الوراني»، متابعة: «بالنسبة للأكل أنا فاقدة الشهية تماما.. ولولا الشديد القوي مكنتش ابقى صاحية دلوقتي باصارع الم مش لاقية له حل».
أما آخر نشاطها في ذات الليلة فكانت رسالة مساندة للإعلامي شريف مدكور، والذي شاركت خبر إصابته بسرطان القولون، وعلقت: «يارب اشفيه يارب».
رحلة المرض
في مارس 2013، شعرت «حنان» بأعراض غريبة في جسمها، فأشارت عليها والدة زوجها بالذهاب للطبيب، الذي بدوره شخَص المرض بشكل خاطئ، وأعطاها أكثر من مضاد حيوي، حتى جاءت اللحظة الفارقة في يوم عيد ميلادها الأربعين، فلاحظت ظهور تكتلات أسفل الإبط، وحينها علمت بأن الخلايا السرطانية تهاجمها، وفق ما أوضحت في لقاء تليفزيوني سابق.
حنان ظهرت بعد ذلك في لقاء تليفزيوني آخر، وقد سلبها السرطان أعز ما تملك وفق تعبيرها، وهو شعرها المنسدل، فقالت: «كنت أبكي بالأيام حزنا على سقوط شعري، نتيجة جلسات الكيماوي، ورغم ذلك حولت المرض لتجربة ساخرة من خلال الكتابة»، متابعة: «بنتي كانت تسألني أنت هتموتي يا ماما؟، فقلتلها الكانسر خلايا مجنونة ومش هخليها تنتصر عليا».
حنان كانت دخلت في حرب مع مرض صعب، على حد تعبيرها، لكنها خرجت من مرحلة العلاج الأولى وهي في حالة استسلام لله، قائلة: «عارفة إني هموت، وإن النهاية قربت».