عالم أزهري: الزوجة ملزمة بإرضاع طفلها طالما تأكل وتشرب وتكتسي من مال الزوج

جدل واسع أثير مؤخرا حول الحكم الشرعي في إرضاع الزوجة لطفلها، بعد تصريحات المحامية نهاد أبو القمصان التي تمسكت فيها بأن المرأة ليست ملزمة بإرضاع أطفالهما، مستشهدة بآيات من القرآن الكريم في سورتي البقرة والطلاق.

على ذات الوتيرة سارت الدكتورة هبة قطب، المتخصصة في العلاقات الزوجية، حيث قالت في تصريحات تلفزيونية، إنه لا يوجد سند شرعي أو قانوني يجبر المرأة على الالتزام بالطهي لزوجها دون مشاركة أو تبادل للأدوار.

تعليقًا على ذلك، قال الشيخ علي المطيعي، أحد علماء الأزهر الشريف، إنه لا يوجد واجب إلزامي في مسألة خدمة المرأة في منزلها، لكن تعتبر من مبدأ المعاشرة بالمعروف والكرم والفضل بين الزوجين والمودة والرحمة.

أما عن الآية الكريمة في سورة الطلاق حين قال عز وجل: {فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}، أوضح العالم الأزهري، أن المقصد هو دفع أجرة الأم نظير إرضاع طفلها من طليقها في حالة الطلاق، لكن طالما تعيش معه وينفق عليها ويطعمها ويكسوها بالمعروف فإلزاما عليها إرضاع طفلها.

خدمة الزوجة لزوجها من باب الطاعة

بيّن علي المطيعي في تصريحات خاصة لموقع «قناة صدى البلد»، أن العلاقة الزوجية أساسها التعاون والمودة والرحمة، وخدمة الزوجة لزوجها من باب الطاعة، وطاعة الزوج واجبة.

وأردف العالم الأزهري، أن خدمة الزوجة في بيتها، من ضروريات الحياة طالما لم يستطع الزوج توفير خادمة تقوم بأعباء المنزل ومهام النظافة وخدمة أفراد الأسرة.

الشيخ علي المطيعي الشيخ علي المطيعي

خدمة الزوجة في بيتها واجبة

أكد علي المطيعي، أن طاعة الزوجة لزوجها واجبة ومدخل من مداخل الجنة، إذ روى الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن عوف، قال رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «إذا صَلَّتْ المرأةُ خمسَها، وصامَتْ شَهْرَها، وحفظَتْ فَرْجَها، وأَطَاعَتْ زَوْجَها، قيل لها: ادْخُلِي الجنةَ من أَيِّ أبوابِ الجنةِ شِئْتِ».

أوضح العالم الأزهري، أنه من المستحب أن يساعد الزوج زوجته في أعمال المنزل، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يساعد زوجته في الأعمال المنزلية، مردفا: «لو عندك وقت فاضي ساعد لأن الحياة الزوجية قائمة على المودة والرحمة».

الدليل من القرآن

فسر علي المطيعي أن المقصد من الآية الكريمة في سورة البقرة: «وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ» هو أن الزوج يطعم زوجته وجلب لها كسوتها بالمعروف، وهو ما يحدث في العادة خلال الحياة الزوجية.

الزوجة ليست ملزمة بخدمة أهل الزوج

أشار علي المطيعي، إلى أن فتح الباب في هذا الكلام يجر علينا فتن ومشكلات كثيرة، والمقصد منه تهييج الزوجة على زوجها، وهدم أسس الأسرة المصرية، مؤكدا أن الزوجة ليست ملزمة بخدمة أهل الزوج، وإن فعلت فذلك تفضلا منها، لأن خدمة الأبوين على الأبناء وليست على أزواجهم.

إرضاع المرأة لطفلها يثير الجدل.. نهاد أبو القمصان: ليست ملزمة بالدليل.. وأزهري: واجب عليها