كيف جسدت السينما المصرية ملحمة حرب أكتوبر عبر أعمال خالدة

رغم مرور أكثر من نصف قرن على انتصار السادس من أكتوبر، لا تزال السينما المصرية تحتفظ بذاكرة بصرية للأحداث التي صنعت تاريخ الأمة.

أفلام عدة تحولت إلى وثائق فنية تجسد بطولات الجيش المصري وتضحياته، وجعلت الأجيال الجديدة تعيش لحظة العبور وكأنها تحدث أمامهم الآن.

في مقدمة هذه الأعمال يأتي فيلم "أيام السادات" الذي أعاد رسم السيرة الذاتية للرئيس محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، بدءًا من نشأته البسيطة وصولاً لقيادته لحرب العبور عام 1973. العمل، الذي تألق فيه أحمد زكي، لم يكن مجرد فيلم سياسي بل لوحة تاريخية تربط بين شخصية القائد وحكاية النصر.

أما فيلم "الطريق إلى إيلات"، فرغم أنه تناول عملية جريئة من حرب الاستنزاف عام 1969، إلا أنه يُعتبر مقدمة مهمة لانتصارات أكتوبر.

جسد الفيلم بطولة رجال الضفادع البشرية في البحرية المصرية الذين نفذوا مهمة نوعية ضد سفن إسرائيلية، ليبقى من أقوى أفلام البطولات العسكرية في السينما.

ومن زاوية إنسانية، قدم فيلم "العمر لحظة" صورة مختلفة عن الحرب، من خلال قصة صحفية تعايش تفاصيل الجبهة وتقع في حب أحد الضباط. الفيلم كشف الجانب الإنساني من حياة الجنود واللحظات التي سبقت المعركة، ليجمع بين الدراما العاطفية والتوثيق الوطني.

كما جاء فيلم "يوم الكرامة" ليعيد إلى الأذهان انتصار البحرية المصرية في تدمير المدمرة الإسرائيلية "إيلات" عام 1967، وهو الانتصار الذي اعتُبر شرارة لرفع الروح المعنوية ومقدمة مباشرة لانتصار أكتوبر، حيث أظهر الفيلم أن المعركة لم تكن بالسلاح فقط، بل بالإرادة والإصرار على الدفاع عن الأرض.

في المقابل، ركز فيلم "أبناء الصمت" على تفاصيل حياة الجنود المصريين، بين الجبهة والبيت، وكيف كانوا يعيشون لحظات الانتظار حتى ساعة الصفر. هذا العمل قدم صورة حقيقية عن البساطة والقوة التي امتزجت في شخصية المقاتل المصري.

أما فيلم "الوفاء العظيم"، الذي عرض بعد الحرب مباشرة، فجاء ليؤكد على القيم العسكرية مثل الانضباط والالتزام، مقدماً مزيجاً من الدراما الاجتماعية والبطولة الوطنية، ليظل مرتبطاً وجدانياً بذكرى أكتوبر حتى اليوم.