محمود حميدة عن الإسكندرية: أصبحت «كركوبة وسنانها واقعة» وليست عروس البحر

عبّر الفنان محمود حميدة عن حزنه الشديد لما آلت إليه مدينة الإسكندرية، واصفًا إياها بأنها فقدت بريقها ومكانتها كـ'عروس البحر المتوسط'.
وأوضح محمود حميدة، خلال مشاركته في ندوة ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي للفيلم القصير، قائلاً: 'الإسكندرية دلوقتي مش عروس البحر المتوسط، ولو خرجت تتمشى فيها مش هتشوف لا عروسة ولا حاجة، دي بقت كركوبة وأسنانها واقعة مش قادرة حتى تتكلم'.
هذا التصريح جاء في سياق نقده للحالة العامة للمدينة من حيث البنية التحتية والمظهر الجمالي، معبرًا عن أمله في استعادة الإسكندرية لمكانتها وسحرها الذي طالما جذب الزوار والمبدعين من كل مكان.
محمود حميدة يرفض تلوين أفلام الأبيض والأسود
عبّر الفنان القدير محمود حميدة عن رفضه لممارسات تلوين أفلام الأبيض والأسود، معتبرًا أنها تضر بجماليات الصورة السينمائية وتُفقد العمل الفني بريقه الأصلي، في تصريح يحمل نبرة الغيرة على التراث الفني.وقال محمود حميدة خلال مشاركته في ندوة بعنوان 'رقمنة التراث وأرشفة التاريخ السينمائي'، التي أقيمت يوم الأربعاء بالمتحف اليوناني الروماني، ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، أن عملية تلوين الأفلام القديمة أشبه بـ'مذبحة فنية'، لأنها تمحو النور والظل الذين يمثلان جوهر الصورة السينمائية في حقبة الأبيض والأسود، موضحًا أن هذه الأفلام صُنعت لتُشاهد بهذه الصيغة البصرية لا غير، وأن التلاعب بكوادرها الأصلية من خلال إضافة لون اصطناعي يُخل بجمالياتها وتكوينها الفني.
وأوضح محمود حميدة، أن السينما، ومنذ بدايتها، مرت بمراحل تطور كبيرة، بدأت بالصورة الصامتة، ثم أُضيف إليها شريط الصوت عام 1932، قبل أن تدخل مرحلة الألوان بعد عقود من الاعتماد على الأبيض والأسود، الذي لم يكن مجرد غياب للألوان بل أسلوب بصري فني متكامل يعتمد على درجات الضوء والظل، قائلاً: 'حين تم تلوين النيجاتيف الأصلي، لم نُضِف قيمة فنية، بل خسرنا الأصل'.
وتطرق محمود حميدة، في كلمته أيضًا إلى التحديات التقنية المعاصرة التي تواجه حفظ التراث السينمائي، مؤكدًا أن الوسائط الإعلامية تطورت وتنوعت بين سمعية وبصرية وسمعية-بصرية، وأصبح من الضروري استخدام التكنولوجيا لحماية الأعمال من التلف، خاصة في ظل دخول الذكاء الاصطناعي إلى صناعة الفن، قائلاً: 'الإنسان الذي يقبل التطور يظل في المشهد، والذي يرفضه يدفن نفسه'.
الندوة التي نُظمت تحت رعاية هيئة تنشيط السياحة، شهدت حضور نخبة من الفنانين والخبراء، من بينهم الفنانة بشرى، التي تحدثت عن أهمية رقمنة التراث في الحفاظ على الهوية الثقافية، وخالد حميدة الرئيس التنفيذي لشركة Digitized، التي تعمل على توثيق الأرشيف الفني المصري، وحازم عطار مؤسس مبادرة 'تراثنا وأجيالنا' المعنية بتوعية الأجيال الجديدة بتاريخ مصر الفني والتراثي.
وتستمر فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير حتى الثاني من مايو، حيث يتضمن المهرجان عروضًا محلية ودولية، بالإضافة إلى ندوات وورش عمل تهدف إلى دعم المواهب الشابة وتشجيع الحوار حول مستقبل الفن والسينما.