أحمد عكاشة: المصريون يختزلون الدين في الطقوس.. وربنا لم يأمر بتكرار الحج.. فيديو

أكد الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي، ومستشار رئيس الجمهورية للصحة النفسية، أهمية النهوض بالأخلاق، مشددا على أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يولي أهمية كبيرة لهذا الملف.

أضاف خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، عبر برنامج «نظرة»، المذاع على قناة صدى البلد، أن نهضة الأمم تعتمد على أخلاق المواطن، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن تكون هناك نهضة إذا لم تتوافر الأخلاق لدى المواطن.

وأوضح مستشار رئيس الجمهورية للصحة النفسية، أن ترتيب مصر في التعليم رقم 17 بين الدول العربية، موضحا أن مصر كانت في الماضي في المرتبة الأولى، مؤكدا أهمية القضاء على الأمية والتعليم جزء كبير في بناء الإنسان والأمم.

دور الأسرة في الأخلاق

ولفت عكاشة، إلى أن التعليم يحتاج إلى دراسة كبيرة، مشيدا بإنشاء المدارس اليابانية التي تم إنشاؤها مؤخرا في مصر والتنوع في مجالات التعليم للطالب المصري، بالإضافة إلى زرع الانتماء والتوعية وزرع قيمة الأخلاق لدى الطلاب خلال العملية التعليمية، وهي البداية لوجود التعليم السليم.

وشدد على أهمية دور رب الأسرة (الأب – الأم)، في بناء شخصية الإنسان، قائلا: «الأمر اختلف حاليا في انشغال بالتليفون المحمول والنت، والطفل يفضل أن يلجأ للأخرين بدلا من الأب والأم لانشغالهما عنه».

وأكد مستشار رئيس الجمهورية للصحة النفسية، أن تكوين شخصية الإنسان اختلفت عن الماضي، وأيضا طريقة الحديث بين الشباب سواء في المدرسة أو الشارع، مبينا أنه في الخارج الوضع مختلف وعلى سبيل المثال «لا يمكن أن يحصل العامل على بقشيش، يرد يقول دي كرامتي».

الدكتور أحمد عكاشة تحدث أيضا عن ثقافة المصريين التي ربط بين تغيرها وتولي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حكم مصر بعد ثورة عام 1952 قائلا « ثقافة الشعب المصري تغيرت منذ فترة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وظهر شعور بالعزة والفخر»، مشيرا إلى أن الرأسمال الاجتماعي يعني الثقة والمحبة والمواطنة».

وأضاف «تم إجراء إحصائية في الخارج توصلت إلى أن الثقة في رجال الصحافة تصل إلى 20%، بينما تصل الثقة في الآخر في النرويج وبعض الدول إلى 70%»، مشيرا إلى أن الدراسات التي أجريت على مواطنين في دول غنية وأخرى فقيرها، أثبتت أن الثقة في الأسرة والأصدقاء -وخاصة الأصدقاء- تزيد نسبة السعادة أكثر من الأموال، وبالتالي رأسمال الاجتماعي من عوامل سعادة الإنسان.

وتابع «الأمن والسكن يليهما المواطنة ثم التعليم ثم الثقافة من العوامل التي تكون الإنسان»، مردفا «الأخلاق من أهم أركان الدين، والبعض يختزل الدين في الطقوس فقط، وهذا غير صحيح، الدكتور علي جمعة كان معنا في إحدى المناسبات وقال إن 95% من القرآن توجيهات خاصة بالأخلاق و5% طقوس».

التدين الشكلي

أحمد عكاشة وجه انتقادا لما أسماه التدين الشكلي لدى الشعب المصري، مشيرا إلى أن المصريين يختزلون تعاليم الدين في الطقوس فقط.

أزمة التدين الشكلي

قال عكاشة «لا أستطيع التعميم، المصريون مازلوا شعبا طيبا، الشعب المصري متدين، لكن من ناحية الطقوس، المصريون أكتروا ناس بيحجوا ويعملوا عمرة، وطقوس رمضان، لكن ربنا مطلبش كده أبدا، الأولى أن توجه هذه الأموال للحج كل عام، بدلا من الحج كل عام، وأداء العمرة كل 6 شهور»، مضيفا «زبيبة الصلاة مرض جلدي ومش موجودة غير في مصر، ما شوفتش أندونيسي أو أفغانستاني أو سوري أو تركي عنده زبيبة صلاة وكلهم بيصلوا، الدليل على كلامي أن شيخ الأزهر والمفتي ليس لديهما زبيبة صلاة، والمرأة أيضا كوني ترتدي حجابا».

وأضاف  عكاشة  «بعض الحالات لا تحتاج إلى علاج نفسي لكن مؤخرا حدث تسليع لكافة الأشياء، قديما كنا نترك الشخص لمدة 6 شهور يحزن، والآن يوجد تيار آخر يمنح أدوية بأقصى سرعة، على سبيل المثال يأتي شخص ويرد علاج ابنه من الخجل، أنا شخصيا لا أمنحه دواء كون الخجل شئ طبيعي»، معلقا «شركات الأدوية تسلع كل شئ وربحت الملايين من الفاكسيم على سبيل المثال، رغم عدم وجود علاج بشكل أساسي للفيروسات».

وواصل عكاشة «التدين لدى المصريين شكلي يغلب عليه الطقوس، لكن ليس هذا الإسلام».

وأوضح عكاشة إن الاكتئاب يؤدي إلى فقدان الرغبة في العمل، مشيرا إلى وجود 400 مليون مصاب بالاكتئاب على مستوى العالم، بينهم حوالي 4 ملايين في مصر، معلقا «واحد من كل 4 مصريين لديه مرض نفسي، الاكتئاب يجعل الشخص لا يستطيع العمل وبالتالي يؤثر على العمل والإنتاج، مريض الاكتئاب دائما لا يرغب في الذهاب إلى العمل، ويصبح لديه زهدا في كل أمور الحياة.