أحمد موسى لـ محمد حسان: «كنت أتمنى أن تعتذر وتعلن ندمك أمام المحكمة».. فيديو

قال الإعلامي أحمد موسى، إن عبد الله عزام، الذي تحدث عنه الشيخ محمد حسان اليوم أمام محكمة داعش، يعد أول شخص أطلق مصطلح السلفية الجهادية.

وتابع موسى خلال برنامج «على مسؤوليتي» على قناة صدى البلد «محمد حسان بيقول إن الشباب فهم كلامه بشكل خاطئ في عام 2021، وكنت أتمنى أن يعتذر الشيخ للشعب المصري ولأهالي الشهداء وللدين»، مردفا «مقاصدكم كانت ستضيع مصر، ودفعنا الثمن غالي، نتيجة لما وصفته بالفهم الخاطئ».

وتساءل «لماذا الصمت على الفهم الخاطئ في ظل تعرض البلاد لعمليات إرهابية خلال السنوات الماضية؟ ألا يستحق ذلك الاعتذار والندم الشديد ؟ لماذا لم نتحدث عن ضرورة المواجهة الأمنية مع من يرفع السلاح من قبل ؟»، مضيفا «لو حدث اعتذار لغيرت أشخاص كثيرة فكرها».

شهادة محمد حسان

استمعت الدائرة الخامسة إرهاب، المُنعقدة بمجمع محاكم طرة، لشهادة الشيخ محمد حسان، الأحد، وذلك في القضية المعروفة إعلامياً بـ'داعش إمبابة'، الذي حضر للشهادة بعد تخلفه عن الشهادة بجلسات سابقة..

عقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني، وبعضوية المستشارين عصام أبو العلا وغريب عزت وسعد الدين سرحان، وأمانة سر أشرف صلاح.

وأثبتت المحكمة في بداية الجلسة حضور 'حسان'، وأمرت بإحضار كرسي للجلوس وزجاجة مياه.

هجوم على داعش

ووجه محمد حسان هجوماً لاذعاً  لتنظيم داعش، مؤكداً أن فكرهم هو امتداد لفكر الخوارج الذين ظهروا قديماً في بداية الدعوة الإسلامية.

وقال حسان في شهادته أمام المحكمة إن داعش تنظيم جديد منبثق من تنظيم القاعدة في العراق الذي أسسه أبو مصعب الزرقاوي، وتابع قائلاً بإن تنظيم داعش استقل في 2014، حين سمى التنظيم أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين.

وعدد 'حسان' جرائم 'داعش' ومنها حرق الأحياء ليُعقب قائلاً :'بأي دين ودليل من كتاب الله وسنة رسوله قاموا بذلك'، وتابع :'قُلت بأن أصول هذا التنظيم هو امتداد علمي وعملي لفكر الخوارج الذين كفروا سيدنا علي ابن أبي طالب، واستحلوا دمه وقتلوه رغم علمهم بأن الرسول بشره بالجنة'.

وتابع حسان :'هم يستحلون دم من خالفهم في المعتقد والمنهج والمشروع وهو أمر في غاية الخطورة، ومُعالجة هذه الأفكار تحتاج لجهود هاجم محمد حسان، شاهد النفي في قضية 'داعش إمبابة'، تنظيم ما يُسمى بـ'أنصار بيت المقدس'، مؤكداً على أنهم ليسوا على الطريق الصحيح، وفق قوله.

وقال حسان في شهادته أمام المحكمة بأن أنصار بيت المقدس الذين غيروا اسمهم إلى 'ولاية سيناء' خرج زعيم تنظيمهم بشريطٍ صوتي به مُخالفات خطيرة، حيق قال حسان :'لقد خرج بعد قتل أولادنا من أفراد الجيش ليقول بإنهم قتلوهم لأن الله أمرهم، كيف لهؤلاء وغيرهم أن يكونوا على الطريق الصحيح وهم يستحلون الدماء المحرمة والمعصومة'.

وشدد 'حسان' على أن الإسلام لم يأمر بالقتل، ومن يقول بغير ذلك فقد خالف القرآن والسنة وخرج عن جادة الصواب، وشدد على رغبته أن تُعيد الدولة ملف المُراجعات فالفكر يُواجه بالفكر على حد قوله.

وأكد 'حسان' على أن من حمل السلاح واستحل الدماء يجب أن يُواجه أمنياً ولا خلاف ذلك، على حد قوله.

وأشار في شهادته إلى أن الصغار المُتأثرين بأفكارهم علينا أن نناقشهم فكرياً ونبين الحق بالدليل، وشدد على أن المُواجهة الفكرية يجب أن تكون مع المُواجهة الأمنية وإلا سنخسر المعركة، وأضاف :'أقول ذلك بصفتي مسلم أغار على أمته ودينه، الفكر المُنحرف يجب أن يتوقف'.

ونفى محمد حسان أن تكون أفكاره وخطبه سبباً في تطرف الشباب، مؤكداً على وجود سوء فهم على حد قوله.

وأجاب الشاهد على السؤال بأن بعض الشباب استندوا في إباحة أفعالهم على ما كانوا يسمعونه من شيوخ ومنهم هو نفسه، وشدد على أن العيب في إساءة الفهم من السامعين.

وقال :'يُساء فهم الشيخ والداعية، فكم من أباء أفاضل في كثير من البيون يُوجهون توجيه صحيح مُنضبط، وينحرف ابن هنا أو هُناك، ليس معنى ذلك أن الوالد قد قصر'، وضرب مثالاً بعلاقة نوج بابنه وسيدنا محمد مع عمه أبي طالب.

الأزهر الشريف

ودافع الشيخ 'حسان'  عن مكانة الأزهر الشريف ممن يُحاول النيل منه، مؤكداً على أنه صمام أمان للأمة.

وقال حسان في شهادته أمام المحكمة :'الأزهر قامة وقيمة بل يجب على الأمة أن ترفع شأن الأزهر، لأنه صمام أمان لكثير من الشباب، والطعن لإسقاط مكانته وهيبته العليمة والتاريخية يأتي حتى يبرز أولئك  الذين يبثون الأفكار المنحرفة .

وتابع حسان :'بكل أسف لم أدرس فيه بل درست في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وانتفعت بذلك في الدعوة، وحصلت على الدكتوراه بإشراف كوكبة من علماء الأزهر'.

ودافع حسان عن المنهج السلفي، مؤكداً على أن مُحاولات ربطه بالفكر التكفيري أمر غير صائب، على حد قوله.

وقال حسان في شهادته أمام المحكمة :'الفكر التكفيري لا علاقة له إطلاقاً بمنهج السلف الصالح، هم أول من عالجوا هذا الفكر التكفيري'.

وأشار حسان إلى أن السلفية الجهادية كانت مُصطلح أطلقه عبد الله عزام، وأطلق المُسمى ليضم كل من ينتسب للسلفية للجهاد في أفغانستان ضد السوفييت.

رسالة إلى التكفيريين

وفي رسالته للتكفيريين ومن يستحلون دماء المُسملين :' لو علمتم وعيد الله ورسوله لفكرتم ألف مرة قبل أن تُقدم على قتل امرأ مسلم بغير حق'.

وقال محمد حسان بأن علاقته مع جماعة الإخوان كانت علاقة نصح، على حد قوله.

وقال في شهادته :'كُنت أنصح لله عزل وجل حباً لدني ولوطني'، وتابع :'كُنت مؤيداً للإخوان، وكُنت مرشحاً لهم بعد أحداث يناير، لظني بأنهم أكفأ الموجودين لتاريخهم الماضي، ونضحت على المستوى الخاص والعام'.

وتابع مُشيراً للفارق بين أصول المنهج السلفي وأصول جماعة الإخوان، حيث قال بأن أصول السلفية تدعو للتوحيد الخالص وإتباع الرسول والتزكية وإصلاح الدنيا بالدين، ولكن الإخوان ركزوا على أمور السياسة لاسيما في السنوات الأخيرة.

الإخوان

وعن أخطاء الإخوان، قال حسان :'لهم أخطاء، ما من جماعة وإلا لها أخطاء، كانوا يسعون للوصول للحكم ووصلوا، ولكنهم لم يوفقوا، والخطأ جزء من الحياة'.

وفي نهاية الشهادة، عرضت المحكمة في قضية 'داعش إمبابة' مقطعاً مصوراً للشيخ محمد حسان في مؤتمر دعم سوريا في فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي.

وظهر في الفيديو محمد حسان وهو يُخاطب في وجود 'مرسي' قائلاً :'الجهاد واجب بالنفس والمال والسلاح، كل على حسب استطاعته'

وتابع  حسان حديثه في الفيديو  مُخاطباً 'مرسي' :'نناشدكم وأخوانكم حكام وملوك ورؤساء الدول الإسلامية أن تتحركوا قبل فوات الأوان، وأن تنصروا هؤلا المظلومين'، وتابع :'لا تفتحوا أرض مصر الطاهرة للرافضة'.

وعلق محمد حسان على الفيديو مُجيباً على أسئلة المحكمة :'جهاد الدفع واجب عيني على كل من يتعرض لسفك الدم، ومن قتل دون ماله ودون عرضه ودون دمه فهو شهيد'، وأجاب :'من أقصد بالرافضة هم الشيعة'.

الجهاد

وأجاب 'حسان' على سؤال المحكمة حول استغلال بعض الشباب تصريحه للسفر لسوريا للجهود والانضمام لداعش، وقالوا بأن قاموا بذلك تلبية لدعوة مشايخ وعلماء، قائلاً :'ما قُلته كان حديثاً مُوجهاً للملوك والحكام، سوء القصد عند البعض لا يتحكم فيه القائل أو المُتكلم'.

واختتم حسان بالقول :'مصر هي من نصر الإسلام من أول يوم دخل إليها نوره، في هذه الظروف الحرجة يجب أن يقف الجميع مع مصر وأن ينصروا هذا البلد، الذي طالما نصر الإسلام وقضايا الأمة من أول التاريخ'.

وقررت المحكمة في نهاية الجلسة إعفاء 'حسان' من الغرامة لتخلفه عن الشهادة بجلسات سابقة، مع التأجيل لجلسة 9 أكتوبر لتنفيذ القرارات السابقة.

وأسندت النيابة للمتهمين تولى قيادة جماعة إرهابية الغرض منها الدعوة إلى الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع ومصالحه وأمنه للخطر، وتعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحريات والحقوق العامة والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي والأمن القومي.

وأوضحت أن المتهم الأول تولى تأسيس وإدارة خلية بالجماعة المسماة 'داعش' التي تدعو لتكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه وتغيير نظام الحكم بالقوة والاعتداء على القضاة وأفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهم، واستباحة دماء المسيحيين واستحلال أموالهم وممتلكاتهم ودور عبادتهم، واستهداف المنشآت العامة، وكان الإرهاب من الوسائل التي تستخدمها هذه الجماعة لتحقيق وتنفيذ أغراضها الإجرامية على النحو المبين بالتحقيقات.

وأسندت النيابة للمتهمين تهم الانضمام لجماعة إرهابية مع علمهم بأغراضها، وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب وكان التمويل الجماعة إرهابية، بأن حازوا وأمدوا ووفروا للجماعة أموالا ومفرقعات ومعلومات، بقصد استخدامها في ارتكاب جرائم إرهابية.

محمد حسان في المحكمة: أقصد من الدعوة للجهاد في سوريا رؤساء وملوك الدول وليس الشباب 

سماع شهادة محمد حسان فى جلسة داعش إمبابة