إلهام أبو الفتح تكتب: الصقيع بين تهويل المواقع وتهوين هيئة الأرصاد
استعرضت الإعلامية هند النعساني، خلال برنامج «صباح البلد» على قناة صدى البلد مقال الكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح، مدير تحرير الأخبار، ورئيس شبكة قنوات ومواقع صدى البلد، والذي جاء تحت عنوان « الصقيع بين تهويل المواقع وتهوين هيئة الأرصاد».
وفيما يلي نص المقال:
عواصف رعدية وأمطار غزيرة وتيارات هوائية مصحوبة ببرد شديد ورياح عاتية مثيرة للرمال على مختلف أنحاء البلاد، وتوقعات من 'خبراء السوشيال ميديا' بأيام قطبية ستشهدها مصر وبعض الدول العربية خلال الفترة من 16 إلى 23 فبراير الحالي، كل هذه الأخبار الصادمة تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي عن أحوال الجو، تخيلت حجم الفزع الذي سيطر على قلوب وعقول الناس بهذه التكشيرة المفاجئة التى ينذرنا بها الشتاء بقوة وما يصحبها من برودة قطبية وثلوج وأمطار، وخاصة الذين تضطرهم لقمة العيش أو تعليم الأولاد أو ظروف العمل للنزول للشارع ابتداء من اليومين القادمين.
ومن ناحية أخرى انشغلت كل قنواتنا الفضائية فى ترويج هذه الأنباء والتوقعات الافتراضية وكأنها تتحدث عن نذر يوم القيامة الوشيكة، وهي نفس الهرولة التي تحدث كل يوم عقب ترويج هذه المواقع لفضائح وأخبار فارغة وشائعات تافهة وخوض في الأعراض والذمم واستقالات وإقالات وقرارات مزعومة لا أساس لها من الصحة.
ومن ناحية ثالثة هرع البعض إلى الهيئة العامة للأرصاد الجوية باعتبارها المنوطة والمصدقة بنقل هذا النوع من الأخبار، فجاء نفي الدكتور محمود شاهين مدير إدارة التنبؤات الجوية بالهيئة، وحذر من التهويل الشديد، وما تم تداوله على بعض المواقع الإخبارية بشأن تعرض مصر لأيام قطبية باردة للغاية وتسجيل درجات حرارة غير مسبوقة ستكون يومي 16 و17 فبراير الجاري، كما نصح بعدم التعرض للرياح الباردة لفترة طويلة حتى مع ارتداء الملابس الثقيلة والتقليل من التحركات هذه الفترة. وأقول انه رغم صدى التحذيرات على الناس فإنها لاتنفى حالة الرعب والصدمة والحيرة بين المصدرين الرسمي والافتراضي.
'حتى لا تتكرر هذه الحالة وتصبح أعصاب الناس تحت رحمة المواقع، لماذا لا تصير هناك جهات محددة يلتزم الجميع بالرجوع إليها فى قضايا وموضوعات بذاتها؛ كالتنبؤات الجوية يلجأ إليها الناس ويثقون فيها كمصدر لهذه الأنباء، ولماذا تُرِكَتْ الساحة فارغة من المعلومات الصحيحة عن حالة الجو أولًا بأول، كما تركناها فى مجالات وميادين عديدة ترتع فيها مواقع التواصل والنميمة بلا رقيب ولا حسيب؟!.
إلهام أبو الفتح تكتب: نريد عين القاهرة حارسة وليست مدمرة!
إلهام أبو الفتح ضمن أكثر القيادات النسائية تأثيرا في مصر والشرق الأوسط 2020.
https://www.youtube.com/watch?v=FTUU4WZrQTE