محكمة العدل الدولية تطلق صفارات الإنذار

حكم محكمة العدل الدولية برفض طلب اسرائيل بوقف الدعوي ضدها واقرارها بحقوق الفلسطينين هو بمثابة إطلاق صفارات إنذار وهو ليس فقط انتصارا للحق والشرعية والقانون ولكنه انتصاراً للإنسانية في مواجهة القسوة والغزو والانحياز المجتمعي الدولي .. البعض كان يتمني قرار أشد بوقف إطلاق نار فوري وإدانة إسرائيل وصرف تعويضات ولكن القرار في حد ذاته نصرا كبيرا.. فهذه هي المرة الأولي التي تدان فيها إسرائيل أو توافق محكمة العدل الدولية علي النظر في جرائمها العنصرية ضد الشعب الفلسطيني من قتل الأبرياء وذبح الاطفال والنساء والتجويع وهدم المنازل علي رؤوس ساكنيها.

أحي بشدة دولة جنوب أفريقيا علي انحيازها للحق وجرأتها في مواجهه الباطل، ووقوفها بصلابة وبأدلة قوية وفريق عمل مهني وأحي محكمة العدل الدولية التي استطاعت بشجاعة علي الأقل أن تدق ناقوس الخطر وأن تقول أن اسرائيل تقوم بعمل غير إنساني بقتلها للمدنيين ومنع الدواء والغذاء عنهم، وأنها تري خطرا في تفاقم المعاناة في قطاع غزة. وتري أن الشروط متوفرة لفرض التدابير المؤقتة.

ولكن ماهي أليه تنفيذ القرار؟

نحن نحتاج الإرادة السياسية وان يظل المجتمع الدولي ضاغطا حتي لاتصدر أمريكا حق الفيتو في مجلس الأمن وحتي يتم تنفيذ القرار الذي يطالب إسرائيل باتخاذ جميع الإجراءات لمنع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، واتخاذ تدابير فورية لمنع التدمير ، وأن ترفع تقريرا للمحكمة بشأن كل التدابير المؤقتة المفروضة خلال شهر، وتتخذ إجراءات لتحسين الوضع الإنساني، وأن تتأكد فورا من أن جيشها لا يرتكب الانتهاكات .

أكثر من ١٠٠ يوم ويعيش أهل فلسطين مأساة إنسانية بشعة لكن المحكمة استطاعت أن تكسر حاجز عدم إدانة إسرائيل والاتهامات الباطلة بمعاداة السامية وشعوب العالم كلها وقفت معها .. وان شاء الله لو استمرينا في هذه المواجهة قد يأتي يوم ويأخذ الشعب الفلسطيني حقه أو علي الأقل قد يأتي يوم وتقف آلة الشر والاستيلاء علي بيوت المواطنين وأملاكهم.

موقف مصر الحاسم محل إعجاب العالم كله وموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الحازم برفضه تهجير أهالي غزة أو ترك أراضيهم وموت القضية الفلسطيني وتمسكه بحل الدولتين موقف قوي وشجاع.

المحكمة الدولية أطلقت صفارات الإنذار بهذا الحكم الي العالم كله كي يستيقظ ويأخذ موقفا من الوحشية وبعد الحكم يجب أن يكون هناك ضغط دولي كبير فقد قامت الجزائر بالدعوة لمؤتمر قمة عربي طارئ ومجلس الأمن يجتمع خلال أيام ، أتمنى أن تنتصر الإنسانية وتقف أمام الوحشية، وأن يعود الحق إلى فلسطين.