احتفلت بعيد ميلاده وماتت.. أحمد يودع زوجته ضحية السرطان بكلمات مؤثرة: كنت بستقوى بيكي
أحمد وسلمى، عنوان عريض للحب والسند الحقيقي في الحياة والإخلاص بعد الوفاة، فقد تمسك الزوج بزوجته قبل الزواج منها، حينما علم أنها أصيبت بالسرطان وأصر على التعجيل في عقد القران، وعاش معها قصة حب أسطورية في بيت الزوجية حيث حاربا سويا المرض اللعين بالابتسامة والعزيمة، دون أن يعكر ذلك صفو علاقتهما.
أخذ مرض سرطان الغدد الليمفاوية المتوحش ينهش في عظام سلمي منذ 2018 حتى توفيت قبل أيام، وخلال تلك الفترة كان أحمد يعين زوجته ويستعين بها في عبور أزمة المرض لكن القدر قال كلمته الأخيرة.
تحارب السرطان بقلب شجاع
كانت سلمى، تحارب السرطان بقلب شجاع يأبى الاستسلام، تفوقت عليه في جوالات وانهارت قواها في أخرى، لكنها ورغم كل الألم الذي عانت منه إلا أنها أخفته في نفسها ولم تبده لزوجها حرصا على سلامة قلبه، وقبل رحيلها بأيام نظمت دعوة لأهلهما وأصدقائهما للاحتفال بعيد ميلاد أحمد الذي فات عليه أيام، وكان ذلك عقب خروجها من المستشفى، فلم يروق لها أن تفوتها هذه المناسبة أثناء تلقيها العلاج وهي التي اعتادت أن تصنع الفرحة بيديها دائما.وودع أحمد سمير، زوجته التي توفيت منذ أيام، متأثرة بإصابتها بمرض السرطان بكلمات مؤثرة، سرد فيها رحلة المرض التي خاضها هو وزوجته سلمى على مدار السنوات الفائتة.
أحمد في وداع زوجته سلمى:
وكتب أحمد سمير: آخر صورة ليا مع سلمى حبيبة قلبي قبل وفاتها بـ 4 أيام، هزار على التورتة.. ولكن هاجرت هي إلى الجنة ونحن لها لاحقون إن شاء الله.سلمى تحتفل بعيد ميلاد زوجها قبل رحيلها بأيام
وتابع: قصتي أنا وسلمى مختلفة حبتين.. يمكن محدش يعرفها من معارفي غير أقرب الأقربون.. كنا بنحب بعض وبعدها ربنا، عشان بيحبنا، ابتلانا بشيء خلانا نحب بعض أكتر واكتر، سلمى تشخصت في 2018 بمرض سرطان الغدد الليمفاوية.
وأردف: من هنا علاقتنا اخدت منعطف جديد ومشاعر عمري ما كنت أتخيل أنها موجودة أصلا جوايا.. الابتلاء ده خلانا نحب بعض أكتر ومتمسكين ببعض أكتر وأكتر ومتوكلين على ربنا في أي أمر في حياتنا أكتر وأكتر.
وأضاف: بنتعامل إننا في اختبار من ربنا وقررنا نعديه سوا من غير ما يجب على أي حاجة في حياتنا.. وقد كان.. رغم كل خوفي عليها وتوتري مع كل تحليل أو أشعة أو جرعة كيماوي أو حتى زيارة دكتور.. لكن بنتعامل فعلاً كأن عندنا دور إنفلونزا وحيروح لحاله.
واستطرد: المهم أن احنا في وسط جرعات الكيماوي قرينا الفاتحة.. و بننزل ونخرج ونجهز للخطوبة و بنستغل كل دقيقة مع بعض.. وخفينا الحمد لله واختطبنا وقعدنا زي أي 2 مخطوبين وأهلهم مشغولين بالبيت والفرح والتجهيز وكانت أيام جميلة عمري ما هنساها، وللأسف المرض رجع بعد شفائها منه بـ 4 شهور أشرس من الأول وقبل الفرح بأسابيع قليلة … ولا هزنا ولا غيرنا أي حاجة في خطتنا.. كل ما في الأمر أننا بقينا عايزين بعض أكتر.. وأسرع!
قرار الزواج
واستكمل: اتجوزنا في 2019 وسافرنا شهر العسل ولما رجعنا بدأنا رحلة العلاج الجديدة ولكن للأسف المرة دي الكيماوي مجابش نتيجة.. مجرد آثار جانبية كثيرة أوي كان لها تأثير نفسي وجسدي عنيف علينا.. وانتقلنا من دواء أحدث ثم أحدث.. فيه اللي يجيب نتيجة فترة واللي يجيب نتيجة فترة أقصر وهكذا.. كان صراع بمعنى الكلمة.وواصل: في وسط كل ده حياتنا وقفت لحظة.. كنا بنعمل كل حاجة بمعنى كل حاجة.. خروج كتير وسفر كتير وتخطيط لمستقبل قريب وبعيد.. عملنا كل حاجة نفسنا فيها وكل وقعة بتخلي علاقتنا أقوى وأقوى مكناش بنضيع وقت.. وتمسكنا ببعض أكتر وأكتر.. وتأثيرها على حياتي وحبي ليها بيكبر كل يوم عن اللي قبله، الحاجة اللي لم تفارق سلمى من أول يوم هي الصبر والجلد والرضا.. كانت راضية وعارفة إن ربنا اختارها هي لسبب معين عشان يبتليها الابتلاء ده.. كنت اهزر معاها وأقولها إن شاء الله أنا.. تقولي: بس أنت مكنتش هتستحمل شكة الإبرة بتاعة التحاليل!
وتابع: في علاقة زي دي.. كان بيحصل عكس اللي المفروض يحصل، كنت أنا اللي بستقوي بيها، كانت هي اللي بتطمني وتطبطب عليا بعد كل تحليل مش كويس ليها. هي اللي بتبقي خايفة عليا وشايلة همي في وسط تعبها تلاقيها حبيبتي مهتمة بيا جدا.
أحمد وسلمى خلال حفل زفافهما
قصة الصورة
وأضاف: وهنا تيجي قصة الصورة دي.. في يوم عيد ميلادي سلمي دخلت المستشفى ولم تحتفل وكل خططها باظت، وسلمي عندها شرط في اللعبة (أنا متقبلة كل حاجة في حياتي.. إلا أن مرضي يجي على حاجة تبسطني.. أنا هعمل اللي يبسطني بعد كده نشوف المرض السخيف ده عايز إيه). وقد كان، أول ما خرجت من المستشفى قررت تحتفل بعيد ميلادي الـ30 حتى لو متأخر شوية على طريقتها.. ورغم اعتراضي لظروفها الصحية.. عزمت كل الناس وكان كله طبعاً جاي مش عشان عيد ميلادي ولا بتاع.. كله جاي عشان نفسيتها تفضل كويسة ويطمن عليها.. وقد كان اتصورنا الصورة دي و اتوفت بعدها بـ 4 أيام.. وربنا عشان بيحبها أوي وكانت حرفياً بشهادة كل الناس ملاك من عنده كان عايزها عنده قبلنا كلنا.وأردف: ولا نزكيها على الله كانت بتحب أوى الجملة دي (إن صبرتم؛ أُجِرتُم، وأمر الله نافذ. وإن ضَجرتم؛ كفرتم، وأمر الله نافذ)، كان عندها رضا غريب وصبر عجيب، كل يوم حبي ليها بيزيد أكتر.. وراحتي بتبقي جنبها هي فقط، كانت بتخليني أقرب من ربنا بكل المقاييس، كانت بريئة وجميلة، كانت ملاك ربنا نزله على حياتي وحياة أهلي لمدة 4 سنين، خلتني ليا عيلة تانية محدش يحلم بيها بحبهم ويحبوني. كانوا أجمل 4 سنين أي حد ممكن يعيشهم 4 سنين عمر قصير ولكن كانوا مكثفين جداً، كمية مشاعر وذكريات ممكن ناس متحسش بيهم 30 سنة، عملنا كل حاجة وحسينا بكل حاجة وعرفنا يعني أيه نسلم أمرنا لربنا وهو يختار لنا الخير، كان الصبر على الابتلاء هو رفيقنا، كانت دايما حبيبتي ملازماها الآية دي (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ).
سلمى
رسالة مؤثرة من أحمد لسلمي زوجته بعد وفاتها بالسرطان
واستكمل: كل ما في الأمر أنا معنديش فكرة هعمل إيه من غيرها، ازاي هستحمل روتين حياتي من غير حنيتها ورحمتها بيا، أشهد الله إنها كانت تحبه وتحب رسوله وكانت تتمني لقائه وأنها صبرت على ابتلائها ورضت به لآخر يوم في عمرها ولم تعترض ولم تشتكي وكانت حسنة الظن بالله دائماً ومتفائلة دائما، بتخطط لقدام سنين. كان قلبها طيب يحبه الله فيحبب فيها خلقه، أشهد الله إني مطمئن عليها عنده الآن أكثر من أي وقت مضى، أشهد الله أني راضٍ بقدره وابتلاءه عليّ الآن وـن كلي شوق لألحق بها ولا اطلب منه إلا أن يربط على قلبي ويصبرني على فراق قلب كنت أحبه أكثر من نفسي حتى ألقاه، وكان اكتر هدية بتحبها لما حد يدعيلها وكانت بتتبسط وتبتسم أوي.. وممكن حد فينا بيقرا الكلام ده يبقي دعاءه مستجاب، أرجوكم، فضلاً وليس أمرا، أن تجعلوا هذا الدعاء يوصل لأكبر عدد من الناس.. وكل الناس تدعيلها بإخلاص لعلها المنجية.محمد صبحي يودع سامي فهمي: شريط الذكريات بيننا لم يتوقف