الإفتاء تطالب بالإبلاغ عن قنوات قراءة القرآن المصحوبة بالموسيقى
حذَّرت دار الإفتاء المصرية عموم الناس من تتبع مقاطع قراءة القرآن الكريم المصحوبة بالموسيقى أو الترويج لها، مشيرة إلى أن هذا الأمر ممنوع شرعًا؛ لما فيه من الاطلاع على المنكر وتهوين شأن القرآن في القلوب. والأصل هو إماتة المنكر بالإعراض عنه، والابتعاد عن الانشغال باللغو الممنوع، حيث وصف الله عباده المؤمنين بقوله: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 3]. كما أن متابعة تلك المقاطع المسيئة تُعد إعانةً على إذاعة الباطل والمنكر وتساعد على انتشاره من خلال زيادة عدد مرات المشاهدات.
وأشارت دار الإفتاء إلى ضرورة المبادرة بالإبلاغ عن هذه القنوات التي تدعو إلى الكراهية وتسيء إلى الأديان، معتبرةً ذلك واجبًا تجاه كتاب الله. وقد أكَّدت في بيان سابق أن قراءة القرآن الكريم بمصاحبة المعازف والآلات الموسيقية محرم شرعًا بإجماع الأمة، لما في ذلك من التهاون والتلاعب بمكانة القرآن وقدسيته، مما يؤدي إلى انتقاص شأنه في نفوس الناس. من حق القرآن أن يُسمع في جو من السكينة والاحترام، كما قال الله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204].
وأكدت دار الإفتاء أن جميع محاولات الاعتداء على القرآن قد باءت بالفشل وارتدت على صاحبها، حيث ازداد القرآن نورًا وانتشارًا بحفظ الله وتمسك المسلمين به.
كما نبَّهت إلى أن تحسين الصوت بالقرآن الكريم أمر مستحب شرعًا، مستشهدةً بالحديث الشريف: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ». الضابط في ذلك هو مراعاة الأداء المعتبر وعدم الإخلال بالقراءة الصحيحة من حيث مخارج الحروف وأحكامها المتلقاة بالسند المتصل من أهل الإقراء إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ختامًا، تُهيب دار الإفتاء المصرية بالجميع ضرورة المحافظة على قدسية القرآن الكريم وعدم المساس بها لتحقيق الغاية التي من أجلها نزل؛ فهو كتاب هداية أنزله الله تعالى على رسوله الكريم هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان.