الإفتاء: زواج التجربة يحمل معاني سلبية دخيلة على قيم المجتمع المصري

أكدت دار الإفتاء المصرية، أن زواج التجربة يخالف الشرع والقيم الاجتماعية.

وذكرت الإفتاء في بيان اليوم الثلاثاء «هذا جزء مما توصلت إليه لجان دار الإفتاء الشرعية التي شكلها فضيلة المفتي بشأن ما أُطلق عليه إعلاميا بزواج التجربة، انتظروا التفاصيل والأحكام الشرعية المتعلقة بهذا الأمر غدا صباحا بإذن الله».

وتابع «ما يُسْمَّى إعلاميًّا بـ'زواج التجربة' مصطلح يحمل معاني سلبية دخيلة على قيم المجتمع المصري المتدين الذي يَأبى ما يخالف الشرع أو القيم الاجتماعية وتم استخدامه لتحقيق شهرة زائفة  ودعاية رخيصة في الفضاء الالكتروني».

وأهابت دار الإفتاء المصرية  بجميع فئات المجتمع عدم الانسياق وراء دعوات حَدَاثة المصطلحات في عقد الزواج التي ازدادت في الآونة الأخيرة والتي يَكْمُن في طَيَّاتها حَبُّ الظهور والشُّهْرة وزعزعة القيم، مما يُحْدِث البلبلة في المجتمع، ويُؤثِّر سَلْبًا على معنى استقرار وتَماسك الأسرة التي حَرَص عليه ديننا الحنيف ورَعْته قوانين الدولة المصرية.

جدل مواقع التواصل

حالة من الجدل تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي بشأن مبادرة زواج التجربة المؤقت ، والتي أطلقها أحمد مهران أستاذ القانون العام ومدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، في منتصف ديسمبر الماضي للحد من ظاهرة الطلاق.

أول عقد

قصة زواج التجربة أثيرت مجددا بعدما قام مهران بنشر نموذج لعقد زواج تم وفقا للمبادرة وذلك عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» حيث كتب: 'بناء على طلب الكثيرين، أنشر لكم أحد نماذج عقود زواج التجربة بعد موافقة الزوجين'.

وأضاف مهران، 'زواج التجربة هو الأنسب لهذه المرحلة ويستهدف الحد من انتشار الطلاق في المجتمع العربي، المهم الالتزام والحفاظ على كيان الأسرة واستبعاد الطلاق كحل لأي من المشاكل التي تواجه الزوجين في السنوات الأولى من الزواج'.

وأرفق مهران في منشوره عددا من الصور لنموذج 'زواج التجربة'، تضمن عدد من الشروط التي وضعها الزوجان، بالإضافة لقائمة بالجزاءات في حال مخالفة أيًا من طرفي العقد للشروط المذكورة سلفًا.

زواج التجربة وعلاقته بقائمة المنقولات

والفكرة من زواج التجربة مشابهة لفكرة قائمة المنقولات ، حيث يوقع طرفي عقد القران، قسيمة قانونية، تتضمن بعض الشروط التي تنظم حياة كلًا منهما مع الآخر وفقًا لرؤيتهما المشتركة، كالأمور المادية، أو أمور عمل الزوجة من عدمه، ومدى موافقة الزوجة لتعدد زيجات زوجها من عدمه، ومدى الرغبة المشتركة في الإنجاب، وغيرها من الأمور التي تعد بمثابة دستور حياتهما، ويعد عقد القران لاغيًا في حالة تراجع أيًا من الطرفين عن أي بنود تضمنها تلك الوثيقة.

شروط إضافية

واقترحت المبادرة، أن يحدد المقبلون على الزواج مدة معينة في العقد، تكون بمثابة فترة معايشة أولية، تتراوح ما بين 3 إلى 5 سنوات، ولا يجوز الطلاق في هذه المدة، لكي يستطيع الزوجان الحكم على التجربة، وإصدار نتائج حقيقية بعد اكتمال فترة المعايشة، ولكل طرف منهما الحق في إنهاء الزواج إذا أراد بعد تلك الفترة دون شروط.

أما في حالة طلب أحد الزوجين الطلاق قبل انتهاء المدة، فإذا كان الرجل هو من طلب، فيمنحها نفقتها وعدتها ومتعتها كاملة ومؤخر صداق وقائمة المنقولات كاملة، ومسكن الزوجية في حالة إذا كانت حاضنة، أما إذا كانت الزوجة هي من طلبت الطلاق فلابد أن تعيد الشبكة والمهر فقط.

هجوم مجتمعي

هجوم حاد شنه رواد مواقع التواصل الاجتماعي على مبادرة زواج التجرية وعلى صاحبها، الأمر الذي دفع مهران لبث مقطع فيديو عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك'، قال خلاله: 'قررت أن أكون أول من يطبق على نفسه زواج التجربة في مصر، ومنتظر أن أرى من هي التي ستشاركني وتوافق أن تتزوج بنظام التجربة'.

وأوضح مهران، خلال حديثه: «ما أعنيه بزواج التجربة ليس ما يعرف بزواج المتعة أو المسيار، ولكن التزام الزوجين بالشروط التي اتفقا عليها في العقد الملحق لعقد القران وفقًا للمدة المحددة قبل الحكم على تجربتهما بالنجاح أو الفشل.

الأزهر يحرم ..ودار الإفتاء تدرس

وحسم مركز الأزهر للفتوى، الجدل بشأن زواج التجربة، مؤكدًا أن الزواج ميثاق غليظ لا يجوز العبث به، واشتراط عدم وقوع انفصال بين زوجين لمدة خمس سنوات أو أقل أو أكثر في ما يسمى بزواج التجربة اشتراط فاسد، لا عبرة به، واشتراط انتهاء عقد الزواج بانتهاء مُدة مُعينة يجعل العقد باطلًا ومُحرَّمًا.

أزمة زواج التجربة.. بعد نشر أول عقد.. الأزهر يحرم و الإفتاء تدرس

الإفتاء عن مبادرة «زواج التجربة»: ندرس جوانبها للوصول للرأي الشرعي