الإمام الطيب يعلن إطلاق الأزهر منصة عالمية للتعريف بنبي الرحمة.. ومسابقة عالمية عن أخلاق محمد

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، يشهد احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف.

وقال فضيلة الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر خلال كلمته «يسعدني أن أتقدم إليكم وشعب مصر العريق والأمتين العربية والإسلامية ملوكا وحكاما وشعوبا بأطيب التهاني بحلول ذكرى مولد نبي الإنسانية ورسول السلام».

وتابع «إننا نحتفل اليوم بذكرى مولد محمد وهو لا يعني الاحتفال بمجرد شخص بلغ الغاية في مراتب الكمال القصوى، إنما نحتفل في حقيقة الأمر بتجلي الإشراق الإلهي على الإنسانية جمعاء، وظهوره في صورة رسالة إنسانية ختمت جميع الرسالات».

وأضاف «ما لبث الإسلام أن انتشر انتشار الشمس تحقيقا لمعجزة من معجزات الرسول فحواها أن هذا الدين سيطوي الكون ويلف الوجود بأسره، وموقع المعجزة أن الرسول كشف لأصحابه وأعدائه عن بلوغ الإسلام ما بلغ الليل والنهار في وقت كان الإسلام فيه لم يتجاوز حدود شبه الجزيرة العربية، لكن الرسول كان واثقا من وعده، هذا الحديث وأمثاله يبعث في نفوس المسلمين أن بقاء الإسلام وخلوده أمرا تولاه الله لنفسه وأراه لنبيه رأي العين، والأمر ذاته فيما يتعلق ببقاء القرآن وحفظه وخلوده».

وأكمل «نحن المسلمين لا نرتاب لحظة في أن الإسلام والقرآن ومحمد مصابيح إلهية تضئ على الأرض طريق الإنسانية وهي تبحث عن سعادتها في الدنيا والآخرة، وهذه المصابيح الثلاثة محفوظة بحفظ الله، ولا نرتاب في دحر المعتدين عليها مهما كانت أجنساهم ومللهم، وكيف نخاف ويقول الله يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواهم والله متم نوره ولو كره الكافرون».

وأردف «محمد رسول من الله به على عباده المؤمنين، لولاه صلى الله عليه وسلم وما أرسل به من عنده الله لبقيت الإنسانية في ظلام دامس وضلال مبين إلى يوم القيامة، ومحمد بنص القرآن هو النور الذي يبدد الله به ظلمات الشكوك والأوهام، كما سماه الله سراجا منيرا حينما قال يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا».

وتابع «محمد هو الرحمة المرسلة من الله إلى العالمين أجمع مؤمنين وكافرين، هذه قليل من كثير قدمه صاحب الذكرى العطرة وأنقذ به الشعوب، وهو ما يجدر علينا الدفاع عنه بأراوحنا وأنفسنا وأهلينا وكل ما نملك من غالي ونفيس، فاعلموا أن محبته فرض عين على كل مسلم».

وأضاف «من كان أبوه وعائلته وماله أحب عليه من الله ورسول الله فعليه أن ينتظر ما سيحل به عاجلا وآجلا، وليس المراد الحب العاطفي الحسي كونه خارج عن اختيار المرئ واستطاعته بل المطلوب الحب العقلي والاختيار الذي يتكون نتيجة العلم والمقايسة كمحبة الأبطال وأصحاب الأخلاق».

واستطرد «الحفل الكريم إن العالم الإسلامي ومؤسساته الدينية وفي مقدمتها الأزهر قد سارع إلى إدانة حادث القتل البغيض للمدرس الفرنسي في باريس وهو حادث مؤسف، لكن من المؤسف أشد الأسف أن نرى الإساءة للإسلام والمسلمين في عالمنا وقد أصبحت أداة لحشد الأصوات والمضاربة بها في أسواق الانتخابات، الرسوم المسيئة التي تتبناه المجلات والسياسات عبث وتهريج وانفلات من كل قيود المسؤولية والخلق والقانون العام وعداء صريح للدين ونبيه، وإننا من موقع الأزهر نرفض وبقوة مع كل دول العالم الإسلام هذه البذاءات التي تسئ إلبى النبي بقدر ما تسئ إلى هؤلاء الذين يجهلون عظمة النبي العظيم.

ودعا المجتمع الدولي إلى إقرار تشريع عالمي يجرم معاداة المسلمين والتفرقة بينهم وبين غيرهم في الحقوق الواجبات، كما دعا المسلمين في الدول الغربية إلى الاندماج الإيجابي الواعي في مجتمعاتهم مع الاحتفاظ بهويتهم الدينية والتقيد بالطرق السلمية والعقلانية في مقاومة خطاب الكراهية اقتداء بأخلاق نبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم.

وأكمل «إني لأعجب الأعجب كله أن توقد نار الفتنة والكراهية والإساءة في أقطار لطالما تغنت أنها مهد الثقافة وحاضنة الحضارة والحداثة وحقوق الإنسان، حتى بتنا نراها تمسك بيد مشكاة الحرية وحقوق الإنسان ثم تمسك بيد أخرى دعوة الكراهية».

وأردف «أيها المسلمون لا تبتئسوا بما حدث وما سيحدث فقد تعرض النبي لأشد من ذلك وكان يقابله بالصفح والإحسان والدعاء للجاهلين بالهداية عملا بما أمره الله فاصفح الصفح جميع».

وواصل «يشرفني غاية الشرف الإعلان عن إطلاق الأزهر الشريف منصة عالمية للتعريف بني الرحمة ورسول الإنسانية يقوم على تشغيلها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بالعديد من لغات العالم، فضلا عن تخصيص مسابقة علمية عالمية عن أخلاق محمد وإسهاماته الكبرى في مسيرة الحب والسلام».

واختتم «شكرا سيادة الرئيس وأدعو الله أن يوفقك بالنهوض بمصر وتحقيق آمال شعبها».

إيقاف وكيل معهد أزهري عن العمل بعد ثبوت قيامه بالتعرض لشخص الرسول

شيخ الأزهر يهنئ السيسي بالمولد النبوي الشريف