الاستحمام بالترع.. «بورتو» الموت والمرض في مواجهة حر الصيف
يَفِرُّ الأطفال في محافظات الجنوب من حرارة الصيف إلى الاستحمام في الترع والمصارف المائية، فيتسربون من منازلهم في وقت الظهيرة ويشكلون مجموعات فيما بينهم ويتوجهون إلى ترعة تكون عميقة وعليها كوبري أو هضبة مرتفعة حتي يقفزون منها ويمارسون ألعاب السباحة المختلفة.
وفي محافظات الوجه البحري لم يختلف الأمر كثيرًا، فالسيناريو ذاته يتكرر كل يوم في فصل الصيف على غفلة من أولياء الأمور الذين يخشون على أبنائهم من الغرق، والأمراض الخطيرة التي قد تصيبهم جراء تلك اللذة المحفوفة بالمخاطر.
السباحة في الترع
مصيف محفوف بالمخاطر
قد يضطر الطفل السابح في الترعة من ابتلاع كميات كبيرة من المياه الملوثة والمليئة بالفيروسات عندما يقفز من أعلى كوبري أو مكان مرتفع، وأحيانًا يُصاب بعضهم بجروح عميقة عند الضغط على بقايا الزجاج الملقاة بالمصرف المائي.تتعرض بعض الترع ذات المساحة الكبيرة والتي لم تطالها أعمال التبطين إلى إلقاء المخلفات في جوفها، والتي عادة لا تخلو من الأدوية الفاسدة والمبيدات والزجاج المحطم وغيرها من الأشياء الأكثر ضررًا.
إحدى الترع
يوسف ضحية السباحة في الترعة
تنمو البلهارسيا بكثرة في تلك الترع، مما يجعل الأطفال الذين يسبحون فيها أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض أو أمراض أخرى ذات خطورة مرتفعة، مثلما حدث مع الطفل «يوسف» الأخ الأصغر لأحمد عثمان أحد أهالي محافظة سوهاج، والذي أصيب بسرطان نادر في معدته بسبب الاستحمام في الترعة، أدى إلى وفاته بعد صراع طويل مع المرض.أطفال يقفزون من أعلى كوبري إلى الترعة
يقول «عثمان» لموقع قناة صدى البلد، إنّ شقيقه «يوسف» كان دائم التردد على الاستحمام في الترعة التي تبعد عن منزلهما مسافة 5 كيلومترات ويقطع المشوار سيرًا على الأقدام في عز وهج الحرارة بفصل الصيف، ثمّ يقفز في المياه ويظل يسبح لغروب الشمس، لكنه مع الوقت اشتكى من ألم شديد بمعدته وبعدما فحصه الأطباء اكتشفوا إصابته بالسرطان، وتوفى بعد معاناة.