الحزن يكتب نهاية طبيب نفسي.. لحق بابنه المتوفى من شهور في حادث بالدقهلية| صـور

على مدى 8 أشهر كاملة، لم يغادر الحزن ولو للحظة واحدة منزل الدكتور محمد عبد الوهاب، أخصائي الطب النفسي بقرية العزازنة التابعة لمركز دكرنس بالدقهلية، بعد رحيل مفاجئ لنجله «عمر» في حادث سيارة في سبتمبر الماضي، ليأبى الحزن أن يفارفهم مجدداً برحيل «الدكتور محمد عبد الرحمن» نفسه حزناً على ابنه.

تفاصيل رحيل مؤثر لطبيب نفسي حزناً على فقدن نجله

عبر مجموعته الخاصة التي أنشأها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» باسم «الصحة النفسية أهم من الفول والطعمية» اعتاد أهالي قرية العزازنة والقرى القريبة منها على منشوراته الدكتور محمد ذات الحس الفكاهي التي تصحح مفاهيمهم عن العلاج النفسي، وتدعوهم لرواح النفس وترك الحزن.

غير أنه وعلى مدار 8 أشهر منذ رحيل نجله عمر، 13 عاما طالب بالصف الأول الإعدادي، في سبتمبر الماضي، بعدما صدمته سيارة مسرعة على طريق «العزازنة – دكرنس» حال عودته من درس خصوصي، أفل ربيع الدكتور محمد وسيطر عليه الحزن وساءت حالته النفسية للحد الذي أنهى حياته اليوم، وسط حالة من الحزن العارم لأهالي قريته وعموم قرى مركز دكرنس.

وعلى أثر الرحيل المؤثر، امتلأت صفحات أهالي مركز دكرنس بالدقهلية بمئات المنشورات التي تنعي الققيد وتدعوا له بالرحمة وتربط بين واقعتي وفاته اليوم ووفاة نجله عمر قبل 8 أشهر، ومن بينها ما كتبه رفيق سلام، صديق الراحل، والذي قال : « لا حول ولا قوة الا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون وداعا الزميل والصديق دكتور د.محمد عبد الوهاب، أشهد الله اني ما سمعت عنه إلا كل خير، فلَحِق الحبيب بحبيبه».

وكتب صديقه وزميله السابق في الدراسة الصيدلي محمد البدوي : «والله إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا محمد لمحزونون.. أخي و صديقي وزميل الدراسة د محمد عبد الوهاب أخصائي الطب النفسي صاحب الاخلاق الرفيعة والعلم الغزير في ذمة الله بعد شهور من وفاة ابنة في حادث.. مات حزنا وكمدا علي ابنة الذي لم يجد القصاص العادل ممن قتلة وابتلاة الله بالمرض الخبيث قبل الوفاة بشهرين.. لا حول ولا قوة الا بالله.. أي ابتلاء وأي صبر ولا نقول الا ما يرضي الله عز وجل .. انا لله وانا اليه راجعون اللهم اغفر له وارحمه واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة واجمعة بابنة وفلذة كبدة عمر في اعلي الجنان والهم اهلة وذوية الصبر والسلوان اللهم آمين د.محمد عبد الوهاب».

نعى نجله بالشعر قبل رحيله

جولة سريعة في الصفحة الشخصية للدكتور محمد، سيتوصل مجريها بلا شك لكم الحزن الذي سكن قلب الراحل على وفاة نجله، الذي كان مشهوداً له بالذكاء الدراسي والتفوق العلمي.

فلم يغب عن الغالبية العظمى من منشوراته ذكر ابنه «عمر» وطلب القصاص من المتسبب في دهسه وقتله خطأ بالسيارة، ولعل أبرز ما يدلل على حالة الحزن تلك، أبيات شعر كتبها الطبيب المتوفى في ابنه الراحل قال فيها :

سأبكي على 'عمر' مدتى وحياتي

يبكيه عنى الشعر بعد مماتي

وأقطع أيامى عليه بلوعة

يعبر عن مكنونها عبراتي

وفاة «عمر» قبل شهور

وفي 11 سبتمبر 2022 شيّع المئات من أهالي قرية العزازنة مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية،جنازة الطالب عمر محمد محمد عبدالوهاب، 13 عاما طالب بالصف الأول الإعدادي، والذي صدمته سيارة مسرعة  على طريق «العزازنة – دكرنس» حال عودته من درس خصوصي، وهو ما تسبب في حالة من الحزن الشديد بين أهالي القرية لما يعرفونه على الطفل بذكائه ونبوغه منذ صغره، وهو نجل طبيب مخ وأعصاب شهير بمركز دكرنس.

استقبل أهالي قرية العزازنة جثمان الطالب «عمر» وسط حالة من الحزن الشديد وبكاء هستيري من أسرته وزملائه، وبحضور عدد كبير من معلميه في المرحلتين الابتدائية والإعدادية.

وقال الدكتور محمد عبد الوهاب، والد الطفل عمر،  في تصريحات صحفية وقتها، إنه يحتسب ابنه عمر عند الله تعالى، وفراقه موجع أثر في جميع من يعرفه لذكائه ونبوغه، ونسال الله الصبر والثبات.

وكان مأمور مركز شرطة دكرنس، تلقى بلاغا من مستشفى دكرنس العام، بوصول جثة عمر محمد محمد عبدالوهاب، 13 عاما طالب بالصف الأول الإعدادي، إلى استقبال المستشفى متأثرا بإصابته بنزيف بالمخ ونزيف بالبطن ادعاء حادث طريق، وتم التحفظ على الجثة بثلاجة حفظ الموتى إلى أن صدر قرار النيابة العامة، بتسليم الجثة لذويه.

مشاهد بطولة انتهت بكارثة.. تفاصيل غرق مهندسيّن وعاملين ببيارة صرف صحي بدكرنس «صور»

اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشاب أحمد البرعي في دكرنس

بعد فصله دراسياً.. العقوبة المنتظرة لطالب دكرنس المتهم بالاعتداء على مديرة المدرسة (القصة الكاملة)