«الزعيم عادل إمام 85 عامًا»(3).. نجم استثنائي صنع تاريخًا لن يتكرر في المسرح والسينما والتلفزيون

تفصلنا ساعات قليلة، عن الاحتفال بالذكرى الـ 85 على ميلاد النجم الكبير عادل إمام، والذي يوافق يوم السبت القادم 17 مايو الجاري، ومن المتوقع أن يحتفل بهذه المناسبة مع أبنائه وأحفاده والأصدقاء المقربين للأسرة مثلما يفعل كل عام، بعيدًا عن الأضواء.

وفي إطار سلسلة حلقات موقع 'صدى البلد'، التي تحمل اسم «الزعيم عادل إمام 85 عامًا»، بمناسبة الاحتفال بعيد ميلاده الـ85، نستعرض في الحلقة الثالثة محطات مسيرته الفنية في السينما والمسرح والتليفزيون، حتى أصبح زعيمًا للفن المصري والعربي.

عادل إمام

نشأة الزعيم عادل إمام

ولد عادل إمام في أسرة بسيطة بمدينة المنصورة يوم 17 مايو 1940، وكان والده يعمل 'صول' في وزارة الداخلية، والدته مثل حال الكثير من الأمهات في تلك الفترة تهتم بأولادها وأمور أسرتها.

عبّر عادل إمام في مناسبات عديدة عن حبه العميق لوالدته، موضحًا مدى تأثره الكبير بفقدانها، أما والده، محمد إمام، فقد كان رجلاً متديناً يعمل صول في الشرطة، وتوفي في عام 1997 بعد معاناة مع مرض الزهايمر.

لعادل إمام شقيق واحد هو المنتج المعروف عصام إمام، بالإضافة إلى شقيقتين هما إيمان ومنى، كما أن الفنان الراحل مصطفى متولي كان متزوجًا من شقيقته إيمان، وانجب منها الفنان عمر متولي.

مصطفى متولي وعادل إمام

حياته بين المنصورة والسيدة زينب

انتقل عادل إمام بصحبة أسرته من المنصورة إلى القاهرة وتحديدًا في منطقة السيدة زينب، ثم منطقة الحلمية، والعمرانية؛نظرًا لطبيعة عمل والده، وبعدما أصبح الزعيم ميسور الحال من خلال مهنته بالفن، انتقل بهم إلى منطقة المهندسين ثم حاليًا في منطقة المنصورية، حيث قام بشراء قطعة أرض كبيرة وقام ببناء قصرًا كبيرًا له ولزوجته ثم فيلل لأبنائه لكي يكونوا بالقرب منه.

عشقه للتمثيل منذ الصغر

لم يكن عادل إمام مثل الأطفال من نفس المرحلة العمرية، كل ما يشغل تفكيره اللهو واللعب، بل كان له طموح أكبر من ذلك، حيث كان يهتم بالقراءة والثقافة منذ الصغر، وبدأ يدخل السينما الصيفية مع أصدقائه في الأعياد لمشاهدة الأفلام، ومن تأثر بهذه المهنة وعشق التمثيل وشعر أن لديه موهبة يجب أن تظهر إلى النور.

على صعيد التعليم، بدأ دراسته في مدرسة الحلمية، ثم انتقل إلى مدرسة بنباقدان الثانوية، قبل أن يكمل المرحلة الثانوية في المدرسة المرقصية بمحافظة الإسكندرية، حيث أنهى تعليمه المدرسي هناك.

وبعدها إلتحق بكلية الزراعة جامعة القاهرة، وكان من أصجقائه من ذات الجامعة الفنان الراحل صلاح السعدنين والتي كانت تجمعه صداقة بالزعيم قبل الشهرة، بالإضافة إلى صداقة عادل إمام مع سعيد صالح، ووصفهم في إحدى لقاءته التليفزيونية بأنهم 'رفقاء السلاح'، في إشارة إلى مدى صداقتهم العميقة التي لا يجب أن تنفصل أبدًا، حيث لا يستطيع الجندي الإستغناء عن سلاحه في المعركة أو أي وقت.

حلم التمثيل من المسرح المدرسي

في مرحلة الجامعة إلتحق عادل إمام بالمسرح الجامعي لكلية الزراعة، وكانت دفعته في ذلك الوقت تضم عددًا من النجوم أبرزهم الفنان الراحل صلاح السعدني، ومن هنا بدأ يستقي الفن من خشبة المسرح 'أبُ الفنون'، كما قدم روايات مسرحية من الأدب العالمي مثل : رواية 'موتى بلا قبور'، للكاتب العالمي جان بول سارتر، ورواية 'ثورة الموتى' من تأليف الكاتب الأمريكي إرون شو.

من مسرح الجامعة لاحتراف التمثيل

بدأ عادل إمام مشواره الفني من باب المسرح، حيث كانت أولى خطواته الاحترافية في مسرحية 'أنا وهو وهي' عام 1964، من تأليف سمير خفاجي، وبطولة فؤاد المهندس وشويكار، وقدّم 'دور صغير' - وكيل المحامي، لكنه لفت الأنظار بموهبته الحاضرة وبخفة ظله، ليبدأ بعدها مسيرة طويلة لم يعرف فيها سوى الصعود، حتى لقبه الجمهور بـ 'الزعيم'.

واستطاع عادل إمام بمرور الوقت أن يثبت موهبته ويشق طريقه نحو النجومية، وشهدت مسيرته تحولاً جذريًا، حيث لمع اسمه بشكل لافت في الساحة الفنية، خاصة من خلال الأدوار الكوميدية التي لم تخلُ من البعد السياسي والاجتماعي، ما منحه طابعًا مميزًا بين أبناء جيله.

وكانت نقطة الانطلاق الحقيقية لـ عادل إمام، نحو النجومية المطلقة من خلال مشاركته في المسرحية الشهيرة 'مدرسة المشاغبين' عام 1973، التي شكلت علامة فارقة في مسيرته، ورسّخت مكانته كواحد من أبرز نجوم الكوميديا في العالم العربي.

زواجه من هالة الشلقاني

تزوج الفنان عادل إمام من السيدة هالة الشلقاني، التي شاركته حياته العائلية بعيدًا عن الأضواء، وأثمر هذا الزواج عن ثلاثة أبناء: الابن الأكبر رامي، والابنة سارة، ثم محمد، أصغر أبنائه.

ويمتلك عادل إمام عائلة كبيرة تضم ثمانية من الأحفاد، توزّعوا بين أبنائه الثلاثة، حيث رُزق رامي بثلاثة أبناء هم: 'عادل، عز الدين، ورقية'، بينما أنجبت سارة ثلاث بنات هن: 'هالة، كاميليا، وأمينة'، أما محمد، فأنجب ابنتين هما: 'خديجة وقسمت'.

عادل إمام وزوجته

الأعمال السينمائية: أكثر من 120 فيلمًا

يُعد الزعيم عادل إمام من أكثر النجوم إنتاجًا في تاريخ السينما المصرية، حيث شارك في ما يزيد عن 120 فيلمًا، تنوعت بين الكوميديا، والدراما، والسياسة، والتشويق، والرومانسية.

واستطاع عادل إمام أن يناقش من خلال أعماله الفنية الأزمات الإجتماعية والإنسانية بالإضافة إلى التحولات السياسية والثقافية لمصر والعالم العربي، واستطاع أن يعكسها على الشاشة بحرفية وصدق، مثل أفلام: 'احنا بتوع الأتوبيس، الحريف، الإرهابي، طيور الظلام، الإرهاب والكباب، السفارة في العمارة'.

من أبرز أفلامه:

• الحريف (1983) من تأليف وإخراج محمد خان، وسيناريو بشير الديك.

• بخيت وعديلة (1995)
• كراكون في الشارع (198)

• الإرهاب والكباب (1992)

• المنسي (1993)

• الإرهابي (1994)

• عمارة يعقوبيان (2006)

• مرجان أحمد مرجان (2007)

وفي الجدول التالي نستعرض أهم أفلام الزعيم عادل إمام خلال فترة الثمنينات

الأعمال المسرحية: 10 مسرحيات صنعت مجده فوق الخشبة

قدّم الزعيم 10 مسرحيات شهيرة، كان لها تأثير بالغ في ترسيخ مكانته الفنية، واستمرت عروضها لفترات طويلة تخطّت المعتاد في المسرح المصري:

'بودي جارد' تُعد أطول عرض مسرحي قدم في تاريخ المسرح المصري والعربي، ما يؤكد جماهيرية عادل إمام الطاغية.

الأعمال التلفزيونية: نجم الدراما الرمضانية

رغم أن بدايته كانت سينمائية ومسرحية، فإن عادل إمام ترك بصمة قوية في الدراما التلفزيونية، حيث قدم 14 عملًا دراميًا، كان من أبرزها:

• دموع في عيون وقحة (1980): واحد من أهم المسلسلات الوطنية التي تناولت قصة ضابط المخابرات المصري 'جمعة الشوان'، وحقق نجاحًا ساحقًا.

• أحلام الفتى الطائر (1978): تعاون فيه مع الكاتب أسامة أنور عكاشة، وناقش من خلاله مشكلات الطموح والتحديات الاجتماعية.

ومن أبرز أعماله الحديثة:

• فرقة ناجي عطا الله (2012)

• العراف (2013)

• صاحب السعادة (2014)

• مأمون وشركاه2016

• عوالم خفية (2018)

• فلانتينو (2020)

وفيما يلي نرصد المسلسلات التي شارك في بطولتها الزعيم عادل إمام، ويعتبر أول بطولة مطلقة له في التليفزيون بمسلسل 'أحلام الفتي الطائر' عام 1978، وحقق نجاحًا كبيرًا بمسلسل 'دموع في عيون وقحة'، والذي يُعد من أهم المسلسلات الوطنية التي تناولت قصة ضابط المخابرات المصري 'جمعة الشوان'.