السفير ماجد عبدالفتاح: قرار وقف إطلاق النار في غزة نقطة انطلاق حقيقية لدور الأمم المتحدة

قال المندوب الدائم لجامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة السفير ماجد عبدالفتاح، إن صدور قرار مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار في غزة شكل نقطة انطلاق حقيقية لدور الأمم المتحدة في التوصل لذلك القرار، موضحا أن واشنطن كانت تقف ضد أي قرار ينص على ذلك، وكانت تطلب النص على هدن إنسانية لتمكين المفاوضات التي تتم خارج الأمم المتحدة من التوصل إلى اتفاق يتم إحضاره للأمم المتحدة للتصديق عليه.

وأضاف عبدالفتاح- في تصريحات إعلامية، أن واشنطن تشاطر بعض الشيء ما تقوله إسرائيل في تلك الأيام بأن الأمم المتحدة منظمة متحيزة ضد إسرائيل، موضحا أن واشنطن لا تريد أن تترك لمجلس الأمن أو الأمم المتحدة الفرصة لاتخاذ قرارات ملزمة لإسرائيل؛ ما يعرضها للالتزام بتلك القرارات وإلا ستكون مخالفة لقواعد الشرعية الدولية ويعرضها للعقاب سواء من خلال الفصل السابع للأمم المتحدة أو من خلال محكمة العدل الدولية أو محكمة الجنائية الدولية.

وأعرب عبدالفتاح عن اعتقاده بأن موافقة الولايات المتحدة على السماح بهذا القرار للمرور يتضمن إشارة إيجابية فحواها أننا نقترب من اتفاق في المفاوضات التي تتم برعاية مصرية قطرية خارج الأمم المتحدة.

وقال المندوب الدائم لجامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة، إن هناك ترابطا بين ما يحدث في الأمم المتحدة وخارجها، فلا ينبغي أن نخرج عن ذلك، مضيفا أن القرار الصادر بوقف النار ملزم لإسرائيل بموجب أحكام المادة 25 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تنص أن قرارات مجلس الأمن ملزمة، ويلتزم جميع الدولة الأعضاء بتنفيذها.

وأضاف أنه حال عدم التنفيذ فيمكن في المرحلة الثانية اللجوء للفصل السابع من الميثاق واستصدار إجراءات قصرية يتم بموجبها فرض التنفيذ على الدولة التي تمتنع عن التنفيذ، مشيرا إلى أن الفصل السابع يترتب عليه فرض عقوبات، وأن هناك توجها حقيقيا لفرض تلك العقوبات حال عدم التنفيذ.

وأشار السفير ماجد عبد الفتاح إلى أن قرار المجلس واضح في ذلك الشأن، حيث لم يستخدم في القرار كلمة يناشد، بل استخدم كلمة " يطالب"، وهي أقصى كلمة من الممكن أن تستخدم في قرار بموجب الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، موضحا أن نص القرار جاء بأن "مجلس الأمن يطالب بقوة بوقف فوري لإطلاق النار طوال شهر رمضان، على أن يعقبه وقف فوري مستدام ودائم وتبادل للأسرى، ومراعاة إنسانية للأسرى ودخول مساعدات إنسانية للفلسطينيين".

وأكد أن القرار يحل محل القرار الأمريكي الذي وقفت ضده المجموعة العربية في نيويورك؛ لتضمنه تجاوزات كثيرة جدا، خصوصا فيما يتعلق بإدانة حماس، منوها أن إدانة حماس خط أحمر للمجموعة العربية لأنها منظمة مقاومة فلسطينية لدولة الاحتلال وليست منظمة إرهابية كحركة مثل بوكوحرام، كما حاول سفير إسرائيل إثبات ذلك.

وأشار إلى أن حماس حركة شعبية مقاومة للاحتلال، وإذا كان لدى إسرائيل أي اعتقاد بأنها من الممكن أن تقضي على المقاومة الفلسطينية للاحتلال فهي واهمة، مشددا على "أنه إذا لم تكن حماس موجودة ستظهر 10 منظمات أخرى لتقاوم الاحتلال الإسرائيلي لحين تنفيذ حل الدولتين".

كما أكد السفير ماجد عبدالفتاح، أن ملاحظات مصر على القرار في محلها، موضحا أن منبع وجهة النظر المصرية في ذلك الشأن يأتي من التفاوض السابق الذي تم مع الولايات المتحدة على القرار 2720.

وقال إن الولايات المتحدة تفاوضت مع مصر والإمارات، في نوفمبر العام الماضي، على نفس الموضوع، لافتا إلى أنه بعد التوصل إلى اتفاقيات مع السفيرة الأمريكية في نيويورك ظهرت أصوات من واشنطن ومجلس الأمن القومي ومن مستشار الرئيس للأمن القومي تطالب بإقامة تعديلات جذرية تم بسببها تغيير مسار القرار 2720.

وأضاف السفير ماجد عبد الفتاح أن تلك التغييرات سمحت للولايات المتحدة بأن تتقدم بتفسيرات مغلوطة لهذا القرار في مشروع القرار الذي حصل على الفيتو الروسي والصيني منذ حوالي 7- 10 أيام تقريبا، موضحا أن مصر لديها الكثير من الحذر فيما يتعلق بالتفاوض مع الولايات المتحدة؛ لأن واشنطن تستخدم في الغالب عبارات وإشارات تكون ذات مغزى آخر، ويتم العمل على تحقيقه في مراحل لاحقة.