الصحة تكشف تطورات جديدة بشأن التعامل مع جدري القرود
أصدر رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان، تعليمات مهمة إلى مديرية الشؤون الصحية، والمستشفيات والمعاهد العامة، بشأن جدري القرود، والحالات المشتبهة والحالات المحتملة بالإصابة والأعراض وطرق علاج المرض، والإجراءات الوقائية الواجب اتباعها.
وقال رئيس قطاع الطب الوقائي، في منشور جرى توزيعه على العديد من المستشفيات والمعاهد العامة، إنه إيماءً إلى ما يتم تداوله من تنبيهات الصحة العامة عالمياً بخصوص رصد حالات مصابة بمرض جدري القرود (MonkeyPox) بعدد من الدول كما ورد على البريد الإلكتروني الخاص بمنظمة الصحة العالمية والخاص بأحداث الصحة العامة (Event Information Site) فإنه يرجى التنبيه بأهم النقاط الأساسية وهي كالآتي:
ما هو جدري القرود
جدري القرود هو مرض فيروسي حيواني المنشأ يحدث بشكل أساسي في مناطق الغابات الاستوائية المطيرة في وسط وغرب إفريقيا ويتم انتقاله نادراً إلى مناطق أخرى.يعد جدري القرود أقل عدوى من الجدري ويسبب أمراضا أقل خطورة عادة ما يكون جدري القرود مرضا يشفى ذاتيا تستمر أعراضه من ٢ إلى 4 أسابيع.
تحدث الإصابة بجدري القرود بسبب فيروس جدري القرود، وهو من جنس الفيروسات الأورثوبوكس.
أعراض جدري القرود
يظهر المرض (جدري القرود) بعد فترة حضانة من 5-٢١ يوم، وتتبعها فترة بداية الإصابة وتتمثل أعراضها في الحمى والطفح الجلدي وتضخم الغدد وتتراوح من 1 إلى 4 أيام وبعدها تظهر التقرحات الجلدية وتستغرق من ٢ إلى 4 أسابيع وبعدها فترة التعافي.ينتقل فيروس جدري القرود إلى الإنسان من خلال الاتصال الوثيق مع شخص أو حيوان مصاب، أو بمواد ملوثة بالفيروس.
ينتقل فيروس جدري القرود من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال الوثيق (التلامس) مع التقرحات وسوائل الجسم والرذاذ التنفسي والمواد الملوثة مثل فراش النوم أو المستلزمات الشخصية وغيرها.تعريف الحالة لمرض جدري القرود MonkeyPox حسب منشور منظمة الصحة العالمية
الحالة المشتبهة
أي حالة مرضية تعاني من ارتفاع درجة حرارة فوق 38.3 درجة مئوية مع صداع شديد والتهاب بالغدد الليمفاوية مع آلام بالظهر وألم عضلات ووهن شديد، يليه بعد يوم إلى ثلاث أيام ظهور طفح جلدي يتطور تدريجياً يبدأ عادة من الوجه ثم ينتشر في أجزاء أخرى من الجسم بما في ذلك باطن القدمين وراحتي اليدين.الحالة المحتملة
هي الحالة المستوفية للأعراض الإكلينيكية للحالة المشتبهة ولها صلة وبائية بحالة مؤكدة أو محتملة وهي ليست مؤكدة معملياً.الحالة المؤكدة
هي الحالة المستوفية للأعراض الإكلينيكية وتم تأكيدها معملياً.إجراءات الوقائية من المرض كما يلي:
- أولاً: لا توجد أي إجراءات استثنائية فيما يخص المرض حتى الآن ويتم تقييم الوضع الوبائي للمرض بصفة دورية تبعاً لدراسة تقييم المخاطر والوضع الوبائي العالمي.
- ثانياً: الترصد النشط للمرض ونشر تعريف الحالة بالمنشآت الصحية.
- ثالثاً: الإبلاغ الفوري في حالة الاشتباه في حالة مرضية تستوفي تعريف الحالة.
- رابعاً: عند الاشتباه في حالة مرضية لجدري القرود يتم عزل الحالة فوراً.
- خامساً: الالتزام التام بإجراءات مكافحة العدوى داخل المنشآت الصحية وتشمل:
- غسل الأيدي (5Moments).
- ارتداء كافة أدوات الوقاية الشخصية أحادية الاستخدام (قفازات- ماسك- واقي الوجه الطبية – العباءات الطبية / جاون- واقي القدمين).
- التنظيف والتطهير.
- النظارات
- التعامل السليم مع ملاءات الأسرة.
- التخلص الآمن من النفايات الطبية.
- سادساً: متابعة المخالطين للحالة المشتبهة أو المؤكدة مع المتابعة الصحية المستمرة لمدة 3 أسابيع.
منشأ جدري القرود
جدري القرود هو مرض فيروسي حيواني المنشأ (فيروس ينتقل إلى الإنسان من الحيوانات) مع أعراض مشابهة جدا لتلك التي شوهدت في الماضي لدى مرضى الجدري ، على الرغم من أنها أقل خطورة من الناحية السريرية.مع القضاء على الجدري في عام 1980 وما تلاه من توقف عن التطعيم ضد الجدري، ظهر جدري القرود باعتباره أهم فيروس أورثوبوكس للصحة العامة. يحدث جدري القرود في المقام الأول في وسط وغرب إفريقيا ، وغالبا ما يكون بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة، وقد ظهر بشكل متزايد في المناطق الحضرية.
تشمل الحيوانات المضيفة مجموعة من القوارض والرئيسيات غير البشرية.
طبيعة الفيروس
فيروس جدري القرود هو فيروس DNA مزدوج الشريط ومغلف ينتمي إلى جنس الفيروسات القشرية الأورثوبوكس من عائلة Poxviridae.هناك نوعان من الفصائل الجينية المتميزة لفيروس جدري القرود – كليد (Clade) وسط إفريقيا (حوض الكونغو) وكليد (Clade) غرب إفريقيا.
تاريخيا تسلسل جيني حوض الكونغو يتسبب في مرض أكثر خطورة وأعراض شديدة وكان يعتقد أنه أكثر قابلية للانتقال.
كان التقسيم الجغرافي بين الفئتين حتى الآن في الكاميرون - البلد الوحيد الذي تم العثور فيه على كلا التسليلين (Clades 2).
المضيف الطبيعي لفيروس جدري القرود
تم التعرف على أنواع مختلفة من الحيوانات على أنها معرضة للإصابة بفيروس جدري القرود . ويشمل ذلك السناجب الحبلية وسناجب الأشجار، والفئران الجامبية (Gambian pouched rats)، والفئران الزغبية (Dormouse)، والرئيسيات غير البشرية وأنواع أخرى. علما بأن القوارض هي المستودع الرئيسي للفيروس ولا يزال هناك عدم يقين بشأن التاريخ الطبيعي لفيروس جدري القردة وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد العامل الوسيط بدقة وكيفية قدرة الفيروس على الحفاظ على انتقاله في الطبيعة.التفشيات الوبائية للمرض
يعد جدري القرود مرضا ذا أهمية للصحة العامة العالمية لأنه لا يؤثر فقط على بلدان غرب ووسط إفريقيا، بل يؤثر على بقية العالم.في عام 2003، كان أول انتشار لجدري القرود خارج إفريقيا في الولايات المتحدة الأمريكية وأدى هذا التفشي إلى أكثر من 70 حالة إصابة بجدري القرود في الولايات المتحدة ، كما تم الإبلاغ عن جدري القرود في مسافرين من نيجيريا إلى إسرائيل في سبتمبر 2018، وإلى المملكة المتحدة في سبتمبر 2018، وديسمبر 2019، ومايو 2021 ومايو 2022، إلى سنغافورة في مايو 2019، وإلى الولايات المتحدة الأمريكية في يوليو ونوفمبر 2021.
في مايو 2022، تم تحديد حالات متعددة من جدري القرود في العديد من البلدان غير الموبوءة.
الدراسات جارية حاليا لفهم علم الأوبئة ومصادر العدوى وأنماط الانتقال.
منذ عام 1970، تم الإبلاغ عن حالات إصابة بشرية بجدري القرود في 11 دولة أفريقية هي بنين، والكاميرون، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والغابون، وكوت ديفوار، وليبيريا، ونيجيريا، وجمهورية الكونغو، وسيراليون وجنوب السودان.
إن العبء الحقيقي لجدري القرود غير معروف. على سبيل المثال، في 1996-1997، تم الإبلاغ عن تفشي في جمهورية الكونغو الديمقراطية مع نسبة إماتة أقل للحالات ومعدل إصابة أعلى من المعتاد. منذ عام 2017 ، شہدت نيجيريا تفشيا كبيرا، مع أكثر من 500 حالة مشتبه بها وأكثر من 200 حالة مؤكدة ونسبة إماتة للحالات تقارب 3%. ويستمر الإبلاغ عن الحالات حتى اليوم.
طرق انتقال العدوى
من حيوان إلى إنسان
يمكن أن يحدث الانتقال من الحيوان إلى الإنسان (حيواني المصدر) من الاتصال المباشر بالدم أو سوائل الجسم أو التقرحات الجلدية أو المخاطية للحيوانات المصابة.في أفريقيا، ثبت الإصابة بفيروس جدري القرود في العديد من الحيوانات بما في ذلك السناجب الحبلية، وسناجب الأشجار، والجرذان الغامبية، والفئران الزغبية Dormice، وأنواع مختلفة من القرود وغيرها.
لم يتم تحديد المستودع الطبيعي لجدري القرود بعد، على الرغم من أن القوارض هي الأكثر احتمالا.
يعد تناول اللحوم غير المطبوخة بشكل كاف والمنتجات الحيوانية الأخرى للحيوانات المصابة أحد عوامل الخطر المحتملة. قد يكون الأشخاص الذين يعيشون في مناطق الغابات أو بالقرب منها معرضين بشكل غير مباشر أو منخفض المستوى للحيوانات المصابة.
من إنسان إلى إنسان
يمكن أن ينتج انتقال العدوى من إنسان إلى آخر عن الاتصال الوثيق بإفرازات الجهاز التنفسي أو التقرحات الجلدية لشخص مصاب أو أشياء ملوثة حديثا. يمكن أن يحدث الانتقال أيضا عن طريق المشيمة من الأم إلى الجنين (مما قد يؤدي إلى جدري القرود الخلقي) أو أثناء الاتصال الوثيق أثناء الولادة وبعدها. في حين أن الاتصال الجسدي الوثيق هو عامل خطر معروف جيدا للانتقال ، فمن المرجح أن ينتقل جدري القرود من خلال طرق الانتقال الجنسي. هناك حاجة لدراسات لفهم هذا الخطر بشكل أفضل.الأعراض
عادة ما تتراوح فترة الحضانة لجدري القرود من 6 إلى 13 يوما ولكن يمكن أن تتراوح من 5 إلى 21 يوما.يمكن تقسيم العدوى إلى فترتين:
فترة بداية الإصابة ومهاجمة الجهاز المناعي (تستمر ما بين 0-5 أيام) تتميز بالحمى والصداع الشديد والتهاب العقد اللمفية (تورم الغدد الليمفاوية) وآلام الظهر وآلام العضلات (آلام العضلات) والوهن الشديد (نقص الطاقة). التهاب العقد اللمفية هو سمة مميزة لجدري القرود مقارنة بالأمراض الأخرى التي قد تظهر في البداية متشابهة (جدري الماء، الحصبة، الجدري). يبدأ التقرح الجلدي عادة في غضون 1-3 أيام من ظهور الحمى. يميل الطفح الجلدي إلى أن يكون أكثر تركيزا على الوجه والأطراف وليس على الجذع. يصيب الوجه (في 95% من الحالات)، وراحتي اليدين وباطن القدمين (في 75% من الحالات).كما تتأثر الأغشية المخاطية للفم (في 70% من الحالات)، والأعضاء التناسلية (30%) ، والملتحمة (20%)، وكذلك القرنية.
يتطور الطفح الجلدي بالتتابع من تقرحات بسيطة (تقرحات ذات قاعدة مسطحة) إلى تقرحات اكبر (تقرحات صلبة مرتفعة قليلاً) حويصلات (تقرحات مليئة بسائل صاف)، بثور (تقرحات مليئة بسائل مصفر)، وقشور تجف وتسقط.عادة ما يكون جدري القرود مرضا محدودا يشفى ذاتيا تستمر أعراضه من 2 إلى 4 أسابيع. قد تحدث الحالات الشديدة وترتبط بمدى التعرض للفيروس والحالة الصحية للمريض وطبيعة المضاعفات.
يمكن أن تشمل مضاعفات جدري القرود الالتهابات الثانوية والتهاب الشعب الهوائية وإنتان الجلد والتهاب الدماغ وعدوى القرنية مع فقدان البصر.
التشخيص والمعمل
تشخيص المرض
يشمل التشخيص التفريقي السريري الذي يجب مراعاته أمراض الطفح الجلدي الأخرى ، مثل جدري الماء والحصبة والتهابات الجلد البكتيرية والجرب والزهري والحساسية المرتبطة بالأدوية. يمكن أن يكون التهاب العقد اللمفية أثناء المرحلة الأولى من المرض سمة سريرية لتمييز جدري القرود عن جدري الماء أو الجدري.سحب العينات
في حالة الاشتباه في وجود جدري القرود ، يجب على العاملين الصحيين جمع عينة مناسبة ونقلها بأمان إلى المعمل ذي القدرات المناسبة.يعتمد تأكيد الإصابة بجدري القرود على نوع العينة وجودتها ونوع الاختبار المعملي. وبالتالي ، يجب تعبئة العينات وشحنها وفقا للمتطلبات الوطنية والدولية. (PCR) هو الاختبار المخبري المفضل نظرا لدقته وحساسيته.
العلاج
يجب تحسين الرعاية السريرية لجدري القرود بشكل كامل للتخفيف من الأعراض وإدارة المضاعفات ومنع العواقب طويلة المدى.يجب تقديم السوائل والطعام للمرضي للحفاظ على الحالة التغذوية المناسبة.
يجب معالجة الالتهابات البكتيرية الثانوية كما هو محدد.
تم ترخيص العامل المضاد للفيروسات المعروف باسم Tecovirimat الذي تم تطويره لمرض الجدري من قبل الجمعية الطبية
الأوروبية (EMA) لجدري القرود في عام 2022 بناء على بيانات من الدراسات التي أجريت على الحيوانات والبشر. اللقاحاتثبت أن التطعيم ضد الجدري من خلال العديد من الدراسات القائمة على الملاحظة السريرية يكون فعالا بنسبة 85% في الوقاية من جدري القرود.
وبالتالي، قد يؤدي التطعيم المسبق ضد الجدري إلى مرض أقل أعراضاً. يمكن العثور على دليل على التطعيم المسبق ضد الجدري على شكل ندبة في أعلى الذراع.
تمت الموافقة على لقاح جديد قائم على فيروس لقاح موهن معدل للوقاية من جدري القرود في عام 2019. وهو لقاح من جرعتين لا يزال توافره محدودا.
تم تطوير لقاحات الجدري وجدري القرود في تركيبات تعتمد على فيروس اللقاح بسبب الحماية المتقاطعة Cross protection الممنوحة للاستجابة المناعية لفيروسات الأورثوبوكس.
الصحة: جدري القرود لا ينتقل عبر الهواء لمسافات طويلة