العشر الأوائل من ذي الحجة.. هل يجوز صيام يوم النحر ؟

أصدرت  دار الإفتاء المصرية بعد مغرب أمس الأحد، بيانا بشأن رؤية هلال شهر ذي الحجة والذي ثبتت رؤيته، ليصبح اليوم الإثنين أول أيامه بعام 1444، وقد بدأ المسلمون حول العالم لاحتفال بروائح شهر الله الحرام، من خلال صيام العشر الأوائل من ذي الحجة 1444، بالتزامن مع بدء مناسك الحج واستقبال عيد الأضحى المبارك.

حكم صيام العشر من ذي الحجة

وورد حكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجة في القرآن والسنة المطهرة، حيث أقسم الله تعالى بـ العشر الأوائل من ذي الحجة   قائلا في كتابه الكريم: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾، وذهب كثير من المفسرين إلى أن هذه الليالي هي العشر الأوائل من ذي الحجة كما أوضحت دار الإفتاء.

  فضل العشر من ذي الحجة

والعشر من ذي الحجة هي أيام شريفة ومفضلة يضاعف العمل فيها، ويستحب فيها الاجتهاد في العبادة، وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه ومنها الصيام والدعاء والأذكار وقراءة القرآن والصدقات وغيرها من سائر الطاعات والأعمال الصالحة.

وورد في السنة النبوية فضل العشر من ذي الحجة، وقد أخبرنا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أن العمل الصالح في تلك الأيام أفضل من العمل الصالح فيما سواها من باقي أيام السنة، وقد روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» أخرجه أبوداود وابن ماجه وغيرهما.

حكم صيام العشر من ذي الحجة

ويسحب صيام الـ9 أيام الأوائل من ذي الحجة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أوضحت دار الإفتاء أن صيام من جملة العمل الصالح الذي حث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على فعله في هذه الأيام، كما مر في حديث ابن عباس.

وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، و3 أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخمي، فورد عن حفصة رضي الله عنها قالت:» 4 لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صيام يوم عاشوراء، والعشر، و3 أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة. رواه أحمد والنسائي وابن حبان وصحيحه.

فضل صيام يوم عرفة

وصيام يوم عرفة يوافق اليوم التاسع من شهر ذي الحجة 1444، وهو من السنن المؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسنة قولية حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى أبوقتادة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» أخرجه مسلم.

وصيام يوم عرفة لغير الحاج سنة، فصيام اليوم التاسع من ذي الحجة يكفر سنة ماضية وسنة مستقبلة كما ورد في الحديث النبوي.

حكم صيام يوم العاشر من ذي الحجة

وقد أفتت دار الإفتاء المصرية أنه حكم يوم العاشر من ذي الحجة محرم شرعا، وقد اتفق العلماء على تحريم صيام يوم العاشر من ذي الحجة؛ لأنه يوم عيد الأضحى.

وقد نهانا نبينا صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى وأيام التشريق وهي 3 أيام بعد يوم النحر؛ وهي ثاني وثالث ورابع أيام عيد الأضحى، وورد حديث أبي سعيد رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ؛ يَوْمِ الْفِطْرِ، وَيَوْمِ النَّحْرِ».

أما أيام التشريق، فيحرم صومها، فقال عناه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ للهِ» أخرجه مسلم في «صحيحه».