الغيرة القاتلة.. سم في الجاتوه ينهي حياة طالبة بالإسكندرية واكتشاف لغز الجريمة بعد عام

فيلم سينمائي يتسجد على أرض الواقع، داخل شوارع مدينة الإسكندرية، وتعتبر الأبشع بعد الواقعة الشهيرة لعصابة ' ريا وسكينة'، حيث دفعت الغيرة والحقد ثلاثة فتيات ' طالبات ' لتفوق زملائهن الدراسي عنهن، بإرتكاب جريمة شنعاء في حقهن، كان الغرض منها كما جاء على لسان إحدى المتهمات التعطيل عن أداء الإمتحان في اليوم التالى، ولكن تأتى الرياح بما لاتشتهي السفن، فقد لفظت إحدى الفتيات المتفوقات أنفسها الأخيرة، وكادت أن تموت الواقعة وتقيد ضد مجهول، لمرور عا على حدوثها، وتشاء الأقدار أن يتم أكتشافها بإجراء التحريات والفحص المستمر لرجال المباحث.

كشف الجريمة

واقعة تحقق فيها نيابة العامرية بالإسكندرية، عندما كشف قطاع الأمن العام برئاسة اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية، غموض إصابة ٥ فتيات بتسمم ووفاة أخرى وتبين بأن وراء ارتكاب الواقعة ٣ طالبات بسبب الغيرة من التفوق الدراسى .

البلاغ

تلقى قسم ثان العامرية بلاغا من إحدى المستشفيات بإصابة ستة طالبات جميعهن 14 سنة بتسمم غذائي وما قررنه بحدوث إصابتهن عقب تناولهن حلوى 'جاتوه' ووفاة إحداهن متأثرة بإصابتها.

التحريات

توصلت تحريات مفتشي قطاع الأمن العام بمشاركة ضباط إدارة البحث الجنائي بأمن الإسكندرية إلى وجود شبهة جنائية بالواقعة وأن وراء ارتكابها ثلاثة طالبات جميعهن 15 سنة مقيمات بدائرة القسم.

وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافهن بمأمورية برئاسة قطاع الأمن العام أسفرت عن ضبطهن , بمواجهتهن بما توصلت إليه التحريات أقررن بها واعترفن تفصيلياً بارتكابهن الواقعة.

الغيرة والحقد

وقررن بأنه نظراً لشعورهن بالغيرة من المجني عليهن لتفوقهن الدراسي أتفقن فيما بينهن على دس مادة سُمية ببعض الحلوى وتقديمها للمجني عليهن لمنعهن من استكمال الدراسة حيث قامت احداهن بشراء كمية من الحلوى 'جاتوه' وقامت بدس ماده سامة تستخدم في المبيدات الزراعية اعدتها مسبقا بالحلوى وتقديمها للمجني عليهن فحدثت إصابتهن والتي أودت بحياة أحداهن .

وتم اتخاذ الإجراءات القانونية وباشرت النيابة العامة التحقيقات، التى أمرت بحبسهن.

الرأي النفسى

ومن جانبه يقول الدكتور عمرو عز الدين خبير علاقات إسرية، أن الغيرة إنفعال مركب من الغضب والحقد والخوف، يشعر به الشخص عندما يدرك وجود من ينافسه على مركز أو مكانة.

وأشار الدكتور عمرو الغيرة ليست صفة وراثية إنما تحدث بسببب التربية، وليس المقصود بالتربية دوما الوالدين، إنما المقصود العوامل التي أثرت على سلوكيات الطفل في الصغر، فهناك دوائر تأثير دوما موجودة عند الطفل، الأهل والأصدقاء والإعلام والمدرسة والألعاب التي يمارسها، كما يؤثر فيها سلوكيات المجتمع الذي يعيش معه سواء مجتمع حقيقي او افتراضي كالسوشيال ميديا كمثال.

ويؤكد أن هذة الجريمة مثل تلك الجريمة ليست دوافعها غيرة فقط، وإنما استعجال نتيجة مرجوة بإزاحة طرف أخر من المعادلة، كما يحدث في المجتمع حاليا وخصوصا على السوشيال ميديا

ينجح فلان بمنافسة غير شريفة مع فلان عن طريق ازاحته بأيا كان الوسيلة، والحل هنا ليس في عرضهم على طبيب نفسي فقط، يكون في دور الإعلام ومؤسسات الدولة في نشر ثقافة التربية الناضجة لأبنائنا، وأتبرها صرخة في وجه مجتمع مطلوب منه ان يوفر المزيد من الوقت للحوار مع ابنائهم.

الرأي القانونى

يقول شريف الحصرى الخبير القانونى، أن لنيابه ستوجه لهم تهم الشروع فى قتل زميلاتهن المصابين، وبالنسبة للمتوفية فستكون التهمه القتل العمد مع ظرف مشدد وهو استخدام السم وهو إحدى الحالات الأربعه لتشديد العقوبه من المؤبد للإعدام، ويرجع تشديد عقوبه القتل بإستخدام السم من وجهه نظر المشرع إلى أنه ينطوى عل خطوره إجراميه فى نفس الجانى وقدرته على التخطيط لإرتكاب الجريمة.

ويضيف الحصرى والنيابة المختصه هى نيابة الاحداث والمحكمه المختصه هى دائره جنح وجنايات الاحداث والتقاضى أمامها على درجتين، اذا كانو اقل من 15 عاما، واذا المتهمين الأحداث قد تخطو هذا السن وكان أحد المتهمين بالغ فى هذه الحاله بيحاكمو أمام دائره جنايات عاديه والتقاضى امامها على درجة واحدة، ووضعهم فى إحدى المؤسسات العقابيه المختصه بالأحداث أو التسليم لاهلهم