القصة الكاملة لـ ريناد عادل.. كيف تحول التنمر إلى مأساة؟
سقطت الطفلة ريناد عادل من شرفة منزلها بالطابق الثامن في منطقة جناكليس بالإسكندرية. فجأة الحي الهادئ الذي كانت تعيش فيه تحول فجأة إلى مسرح للحزن والصدمة.
هرع الجيران إلى المكان، وجاءت سيارات الإسعاف والشرطة، لكن لم يكن هناك أي أمل. كانت الطفلة قد فارقت الحياة، تاركة خلفها ألماً لا يمكن تحمله.
ريناد، التي كانت في الصف السادس الابتدائي، لم تكن مجرد طالبة عادية، كانت تعيش حياة مليئة بالضغوط التي لم يستطع قلب طفلة تحملها، وفقًا لمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
كانت الطفلة تعاني من التنمر المستمر من قبل زميلاتها في المدرسة، بعد أن تم ذكر اسمها ضمن الطالبات اللاتي لم يسددن المصروفات الدراسية.
لم تكن تلك الحادثة هي الوحيدة التي جعلت حياتها جحيمًا، بل كانت مجرد حلقة من سلسلة مضايقات تعرضت لها، وهو ما أثر بشكل كبير على حالتها النفسية.وفي لحظة من اليأس، يُقال إنها تركت خطابًا لوالدتها، تذكر فيه أسماء زميلاتها اللاتي كان لهن دور في هذه المعاناة، وكأنها كانت ترغب في أن تترك رسالة تنقل إلى العالم ما عاشته، وتصرخ في وجه من حولها لتقول إن كلماتهم وآلامهم كانت تفوق قدرتها على التحمل، هذا الخطاب، الذي تم تناقله في بعض الروايات، كان بمثابة صرخة أخيرة من قلب مكسور.
بينما كانت مواقع التواصل الاجتماعي تغلي بالغضب والأسى، نُشرت ردود فعل متباينة من المدرسة، فقد أصدرت إدارة المدرسة بيانًا تعرب فيه عن حزنها العميق لنفوق الطالبة، لكنهم في نفس الوقت نفوا تمامًا أن يكون للحادث أي علاقة بالأحداث التي تجري داخل أسوار المدرسة. كانت المدرسة تطالب الجميع بعدم نشر شائعات قد تؤثر على مشاعر أسرة ريناد وزملائها.
وفي قرار عاجل استدعت النيابة العامة أسرة الطفلة لسماع أقوالهم حول الحادث، كما تم تكليف الأجهزة الأمنية بإجراء تحريات مكثفة للوقوف على حقيقة الخطاب المزعوم الذي تركته الطفلة، وكذلك للتحقق من وجود شبهة جنائية وراء هذه الحادثة المؤلمة.
في جنازة مهيبة، ودع الأهالي الطفلة ريناد بقلوب مفجوعة. كانت دموع الحاضرين تعبر عن مشاعر مختلطة من الحزن والغضب والندم.