الملتقى البحثي لقسم الإذاعة.. انطلاقة نحو مسيرة علمية تواكب الثورة الرقمية في الإعلام

يعقد قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة الملتقي البحثي السنوي الأول للقسم تحت عنوان "من البث واسع النطاق الى البث المحدود إلى البث الشبكى: تحديات العصر الرقمي وتداعياته"، وذلك في الفترة من (13) إلي (14) فبراير 2024، بمقر كلية الإعلام، وذلك برعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، وبدعم الأستاذ الدكتور محمود السعيد نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، ورئاسة الدكتورة ثريا البدوي عميد الكلية، وإشراف الأستاذ الدكتور/ أشرف جلال القائم بعمل رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون وأمين عام الملتقي.

وقال الدكتور حسين خليفة، أستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة إن الملتقى يسعى في دورته التي تحمل اسم رائدة الدراسات الإعلامية الأستاذة الدكتورة جيهان رشتي إلي تحليل ورصد التحولات التي حدثت علي مستوي وسائل الإعلام المسموعة والمرئية بسبب ما أحدثته الثورة الرقمية في مجال الاتصالات، وانعكاس هذه الثورة علي عمليات صناعة وإدارة المحتوي الإعلامي وخاصة المسموع والمرئي، كما يناقش الملتقي الآثار القانونية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام والاتصال.

وعبر الفعاليات العلمية المتنوعة يتحدث خلال الملتقي عدد كبير من أساتذة وباحثي الإعلام والممارسين من المصريين والعرب والأجانب حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام، وكذلك الجمهور في عصر الذكاء الاصطناعي وتحليل الفجوة المعرفية والتكنولوجية وكيفية التصدي لها، بالإضافة إلي واقع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الدراما ومواقع التواصل الاجتماعي، علاوة على سبع جلسات بحثية، جلسة افتتاحية، جلسة ختامية، وعروض الملصقات البحثية للملتقي.

وتشير الدكتورة ثريا أحمد البدوي عميدة كلية الإعلام ورئيسة الملتقي أن التقدم التكنولوجي في مجال صناعة الإعلام قد غيّر قواعد المعادلة الإعلامية من وسائل الاتصال الجماهيري إلي وسائل التواصل الشخصي ومن البث التقليدي واسع النطاق إلي البث المحدود إلي البث الشبكي، حيث حول العصر الرقمي وسائل الإعلام التقليدية إلي منصات شبكية، والجمهور العادي من المستمعين والمشاهدين إلي مستخدمين ومنتجي محتوي، وأصبح بمقدور أي مواطن يمتلك جهازا ذكيا وخدمة الإنترنت من إنتاج ونشر محتوي يشمل الصور والفيديوهات والنصوص وغيرها علي منصات التواصل الاجتماعي وبذلك أضحي الفرد العادي مؤثرا وإعلامي.

وتضيف أن إعلام المواطن علي شبكات التواصل الاجتماعي قد أدي إلي تغييرات جوهرية في المشهد الإعلامي وأصبحت الرسالة الإعلامية رسالة تفاعلية لتعلن عن انتهاء حقبة إعلامية ساد فيها نموذج المتلقي السلبي الذي يتلقي المحتوي من المرسل عبر وسيلة الإعلام وبداية حقبة إعلامية جديدة يسود فيها نموذج المستخدم المتفاعل الذي يشارك الآخرين عبر العالم الافتراضي الأفكار والآراء والمعلومات وبذلك تحولت المشاركة من المشاركة التقليدية المباشرة إلي المشاركة عبر المجتمع الافتراضي حيث تتحول من المجال العام الواقعي إلي المجال العام الرقمي. وتؤكد أن المواطنة الافتراضية أضحت واقعا يتعلق بجملة المسؤوليات والسلوكيات الرقمية التي يتوقع أن يتحلي بها المشاركون في هذا السياق الافتراضي، وبهذا تتمحور المواطنة الافتراضية حول المشاركة الفعالة، المسؤولية الرقمية، التعلم الرقمي، والتواصل الثقافي.

وتوضح أن تحولات العصر الرقمي في مجال الإذاعة والتليفزيون والإعلام بشكل عام تمثل نقلة نوعية كبيرة، وأن الملتقي يمثل فرصة متميزة لرصد هذه التحولات علي صناعة ومهنة الإعلام من خلال الأجندة البحثية الثرية التي يتضمنها الملتقي والتي تعكس التأثيرات المختلفة للتطور التكنولوجي في مجال الإعلام الذي يعد وسيلة رئيسية في تشكيل الأنساق المعرفية والوجدانية والسلوكية للرأي العام.

وتؤكد الأستاذة الدكتورة/ ماجي الحلواني أستاذة الإذاعة والتلفيزيون والعميد الأسبق لكلية الإعلام أن الملتقي بداية متميزة للقسم في مواكبة تطورات العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام المسموع والمرئي والذي يظهر جليا في البودكاست والفودكاست وغيرها من الأشكال الرقمية في صناعة وإنتاج المحتوي الذي أصبح جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية للمشاهدين والمستمعين بالإضافة إلي التفاعل المتزايد يوما بعد يوم مع هذه التطبيقات الحديثة وهو ما يحتم علي الجهات الأكاديمية والبحثية دراستها وفهم تأثيراتها علي الجمهور بما يضمن أن هذا التطور يؤدي إلي تحول إيجابي في المشهد الإعلامي المصري بالالتزام بأسس الممارسة المهنية والمعايير الأخلاقية التي تضمن الجودة وتلبية الاحتياجات المتنوعة للجمهور.