باريس تتألق بأنغام أم كلثوم.. ليلة طربية في ذكرى رحيل كوكب الشرق الـ 50

في ليلة طربية استثنائية، عادت أنغام كوكب الشرق أم كلثوم لتصدح في سماء العاصمة الفرنسية باريس، حيث استضاف مسرح فيلهارموني باريس واحدًا من أروع الاحتفالات الموسيقية، بمناسبة الذكرى الخمسين لرحيل سيدة الغناء العربي.

تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، وبقيادة المايسترو علاء عبد السلام، قدمت أوركسترا الموسيقى العربية حفلاً ساحرًا، بمشاركة النجمتين رحاب عمر وإيمان عبد الغني، وسط حضور جماهيري ضخم تجاوز 2400 متفرج، جاءوا من مختلف الجنسيات ليعيشوا تجربة استثنائية تُعيد إحياء إرث أم كلثوم.

رحلة موسيقية تستحضر الزمن الذهبي

بدأت الأمسية بمقطوعة 'ألف ليلة وليلة' التي أشعلت حماس الحضور، تلاها أداءٌ مميز لأغنيات خالدة مثل 'إنت عمري'، 'هذه ليلتي'، و'الأطلال'، حيث استطاعت المطربتان أن تنقلا الجمهور إلى عصر الطرب الأصيل بأداء مبهر أضفى على الأمسية روحًا كلاسيكية خالدة.

تكريم عالمي وتأثير مستمر للموسيقى المصرية

في كلمته، أكد وزير الثقافة أن هذا الحدث يمثل احتفاءً عالميًا برمزٍ فني تجاوز حدود الزمن، مشددًا على أن إقامة الحفل في باريس، المدينة التي احتضنت حفلات أم كلثوم التاريخية، يجسد التأثير العابر للقارات للموسيقى المصرية. كما أشاد بالجهود المبذولة من دار الأوبرا المصرية والأوركسترا في تقديم عرض يليق بهذه المناسبة العظيمة.

تحضيرات دقيقة لاستعادة أجواء حفلات الستينيات

من جانبها، كشفت الدكتورة لمياء زايد، رئيس دار الأوبرا المصرية، عن أن التحضيرات لهذا الحفل بدأت قبل شهور، لضمان تقديم عرض يتناسب مع قيمة أم كلثوم التاريخية. كما أوضحت أن اختيار الأغاني جاء بعناية لاستحضار أجواء حفلتها الأسطورية في مسرح الأوليمبيا عام 1967، حيث تم تصميم الأزياء والديكورات لتعكس روح العصر الذهبي للطرب العربي.

أما المستشار الفني لمسرح فيلهارموني باريس، آلان ويبر، فقد وصف الحفل بأنه تحفة موسيقية أعادت إحياء الأجواء الساحرة لحفلات أم كلثوم، مؤكدًا أن هذا الحدث يعكس المكانة الخالدة للفن المصري على الساحة العالمية.

إرث موسيقي يتجدد برؤى معاصرة

تزامنًا مع هذه الاحتفالية، أطلق مسرح فيلهارموني باريس فعاليات موسيقية مستوحاة من أعمال أم كلثوم، بمشاركة فرق عالمية تقدم رؤى موسيقية حديثة مستلهمة من عبق الماضي، ليظل إرث كوكب الشرق حاضرًا ومتجددًا عبر الأجيال، شاهداً على قوة الموسيقى العربية في عبور الحدود وملامسة وجدان الجماهير حول العالم.