برلماني: القمة الروسية الإفريقية تدشين لمرحلة جديدة في مسار العلاقات
أكد الدكتور جمال أبوالفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في القمة الروسية - الإفريقية الثانية بمدينة بطرسبرج، تعكس ما تلعبه مصر من دور محوري في دائرة البعد الإفريقي، وما تعمل عليه من أجل ترسيخ مكانة القارة وتعزيز قدراتها في مواجهة التحديات التنموية والمناخية، لاسيما وأن القمة تأتي فى توقيت بالغ الحساسية، إذ تلقي الحرب بظلالها على الدول الأفريقية والدول الأكثر احتياجًا، خاصة في ظل ما فرضته من ظروف استثنائية قاسية زادت الأمر وطأة مما كان له أثره السلبي على اقتصادات دول القارة الإفريقية التي تعاني في الأصل، من تحديات داخلية عدة.
وأضاف أن القمة الروسية الإفريقية، ستشكل فرصة للتباحث وتبادل الرؤى في حل مشاكل الأمن الغذائي وسلاسل الإمداد، وسط تأكيد روسيا، اعتزام تقديم حلول لمشاكل الغذاء للدول الأفريقية فى ظل إنهاء العمل بصفقة الحبوب، موضحا أن الأزمة كان لها تداعياتها في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود وانهاء روسيا العمل بصفقة الحبوب فى 18 يوليو الجارى وسحب ضماناتها بسلامة الملاحة في البحر الأسود، ومن ثم فإنها ستكون انطلاقة محورية في بلورة رؤية مشتركة لمستقبل العلاقات بين افريقيا وروسيا لتأمين احتياجات القارة والتي تستهدف وضع حلول لكيفية معالجة هذه المشاكل، وما تحتاجه من جهود لتحقيق التنمية المستدامة فى ربوع القارة الأفريقية.
ولفت عضو مجلس الشيوخ، إلى أن مشاركة الرئيس السيسي ستعبر عن صوت القارة السمراء من منطلق الدفاع عن مصالحها وشواغلها كقاعدة راسخة وما تحتاجه من أولويات لتخفيف أعباء المرحلة الراهنة، فبالإشارة إلى حجم الاحتياجات التمويلية، لدول القارة الإفريقية، طبقًا لتقديرات الأمم المتحدة، وبنك التنمية الإفريقى، فإنها تتمثل في 200 مليار دولار سنويا لتحقيق أهداف التنمية كما تقدر قيمة مواجهة الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية فى إفريقيا، بنحو "3" تريليونات دولار، وهو ما يجعل إشكالية التغيرات المناخية وتداعياتها السلبية، حاضرة في المناقشات بقوة باعتبارها قضية وجودية للقارة السمراء ينبغى أن تأتى على رأس الأولويات الاستراتيجية.
واعتبر أن انعقاد تلك القمة للمرة الثانية يبرز مكانة القارة السمراء وما تمتلكه من مقومات يمكن أن تجعلها شريك مهم في المسار الاقتصادي العالمي إذ سيكون المنتدى الاقتصادي المنعقد في إطار القمة الروسية الأفريقية الثانية حدثًا فريدًا من نوعه في العلاقات بين روسيا والقارة الأفريقية، وسيهدف لتنويع أشكال ومجالات التعاون بين روسيا وأفريقيا وتحديد مسار هذه العلاقات على المدى الطويل، بما يحقق تعميق للعلاقات التاريخية بين القارة الأفريقية وروسيا، ودفع خطى التصدي للتحديات المشتركة، علاوة على السعي للارتقاء بالشراكة التجارية والاقتصادية، إذ زاد حجم التبادل التجارى بين روسيا والدول الإفريقية في 2022 لقرابة 18 مليار دولار، وهو ما سيكون له انعكاس إيجابي أيضا في تنامي العلاقات المصرية الروسية ودفع الشراكات الاستراتيجية بين الدولتين.