«تفاصيل أزمة ثروة حسن كامي» .. الصراع يشتعل بين محاميه وأسرته .. والثقافة تشمع مكتبته التاريخية لاحتوائها على 40 ألف كتاب ومخطوطات نادرة

خلال الأيام الماضية ومع وفاة الفنان القدير حسن كامي تصاعدت أزمة ممتلكاته وثروته بعد رحيله، خاصة بعد ما أعلنه محاميه الخاص أن حسن كامي باع إليه كل ممتلكاته قبل وفاته، الأمر الذي آثار الريبة خاصة وأنه يأتي بعد أيام من وفاة الفنان حسن كامي، والذي نفته أسرة الفنان الراحل، وأكدت عدم صحة تلك العقود التي يمتلكها المحامي بشأن بيع ممتلكان حسن كامي، حيث أكدت أسرته ان الفنان الراحل كان من الأثرياء ولم يبيع ممتلكاته لأي شخص» .

وكان عمرو رمضان المحامي الخاص بالفنان حسن كامي قد فجر مفاجأة بتأكيد أنه يمتلك مستندات تثبت ملكيته لمكتبة الفنان حسن كامي مشيرا إلى أن مكتبة المستشرق هي ملكه وأن كامي كان شريك بـ 1% فقط، وباع له المكتبة كاملة منذ فترة»

وأضاف المحامي فى تصريحات تليفزيونية أنه سيسترد المكتبة بعد تشميعها، وأنه لديه أوراق تثبت ملكيته للمكتبة، وأن الطرف الثاني فى العقد زوجته، وأن الظروف المادية لحسن كامي كانت ليست جيدة قبل وافته، وأنه أعطي ثمن المكتبة إلى حسن كامي ولم يسأل كامي فيما أنفقها .

وأوضح المحامي أنه لم يكن هناك أي علاقة بين حسن كامي وأشقائه، وذلك بسبب معرفتهم لبيعه أملاكه إليه، وأن الفنان حسن كامي باع شركة سياحة كان يمتلكها، ولا أحد يعرف أين ذهبت تلك الأموال، مؤكدا أن كامي باع كل ثروته من أسهم شركة السياحة قبل وفاته .

وأكد المحامي أن الاتهامات الموجهة إليه بالإستيلاء على ثروة حسن كامي غير صحيحة وأن النيابة هي سلطة الاتهام الوحيدة، ولا يهتم بما يتردد فى وسائل الإعلام والصحافة، خصوصا وأن كل الأمور مثبتة بشكل قانوني وبالاوراق .

على الجانب الآخر قال اللواء ممدوح محمود زوج شقيقة الفنان الراحل حسن كامي «لم يبيع مكتبته للمحامي عمرو رمضان، والدولة شمعة المكتبة اليوم لأنها تحتوي على كتب تصل قيمة سعرها لـ 10 آلاف جنيه للكتاب، وخرائط ومقتنيات تاريخية، إن أي ملكية تنتقل بالتسجيل فى الشهر العقاري، فهل من المعقول أن يبيع حسن كامي كل ما يملك ؟ .. الفنان حسن كامي كان لديه فيلا و 3 سيارات ولديه خادم وطباخ وكان يرتدي ساعة ثمنها 180 ألف جنيه، وسلسلة ثمنها أكثر من 200 ألف جنيه، والمحامي يدعي أنه لم يجد ما يأكله وهو غير صحيح لأنه كان من الأثرياء» .

ولم يكن النزاع القائم بين محامي حسن كامي وورثته حول ممتلكاته بعيدا عن الدولة حيث تدخلت وزارة الثقافة لحماية المكتبة وما بداخلها من كتب وتراث لا يقدر بمال .

حيث قررت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزير الثقافة، اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لحماية مقتنيات مكتبة الفنان الراحل حسن كامي والتي تضم مخطوطات وكتب ووثائق نادرة، حيث تم تشكيل لجنة برئاسة الدكتور هشام عزمي، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، لفحص وجرد كافة محتويات المكتبة، وإعداد تقرير مفصل عنها، لما تحتويه المكتبة من مقتنيات تراثية.

كما تمت مخاطبة النيابة العامة «نيابة قصر النيل» باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للحفاظ على المقتنيات الفنية التراثية الموجودة بالمكتبة، وعدم تمكين أي من الورثة أو غيرهم من التصرف فيها إلا بعد إنتهاء اللجنة المشكلة وفقـًا للمادة الثالثة من القانون 8 لسنة 2009 وتعديلاته من فحص وجرد محتويات المكتبـة، وتم أيضا تكليف الإدارة المركزية للشئون القانونية بوزارة الثقافة لإنذار كل من الورثة والحائز للمكتبة بمنع التصرف في محتوياتها إلا بعد انتهاء أعمال اللجنة .

مكتبة حسن كامي تعود إلى نهاية القرن التاسع عشر، حيث أسسها سويسري يهودي يدعى فيلدمان، أطلق عليها اسم المستشرق، حيث كان يضم للمكتبة كافة الكتب التراثية والتاريخية، وأصبحت المكتبة قبلة للمستشرقين والباحثين في التاريخ.

ونجح السويسري صاحب المكتبة في جمع كل الكتب التي تحتاجها جامعات أوروبا وجميع المستشرقين الذين ارتبط بعلاقات قوية ووثيقة بهم.

بعد حرب العام 1956 غادر فيلدمان مصر وباع المكتبة لمواطن مصري يدعى شارل بحري، وخلال الخمسينيات والستينيات تردد الفنان الراحل وكان في مطلع شبابه على المكتبة، وكان صاحبها يرفض بيع الكتب أو إعارتها، وأصبحت المكتبة هدفا للفنان الراحل، فقد انتوى شراءها مهما كلفه الثمن، وشجعته على ذلك زوجته الراحلة التي كانت مغرمة وعاشقة للكتب والثقافة والتاريخ.

بعد أعوام من المفاوضات نجح الفنان الراحل في شراء المكتبة في نهاية الستينيات، وأهداها لزوجته «نجوى»، وظلت تعتني بها حتى وفاتها عام 2012.

في حوار سابق له مع صحيفة أجنبية، روى كامي كيف أقنع صاحب المكتبة بشرائها منه، مضيفا قلت لصاحب المكتبة: «مهمتي في الحياة هي خدمة الفن باسم بلدي، وسوف تعتني زوجتي بالمكتبة، وهو ما كان له وقع السحر على صاحبها وقرر بيعها له، ليهديها في النهاية لزوجته الراحلة».

وتضم مكتبة المستشرق أكثر من 40 ألف كتاب ومخطوطات وطبعات كتب نادرة، وخرائط، ولوحات فنية أصلية وطوابع، إضافة إلى نسخة مخطوطة لكتاب وصف مصر، وأغلب ما كتبه المستشرقون في علم المصريات ولوحات كبار الفنانين العالميين عن مصر وشوارعها وآثارها ونوادر الكتب والوثائق والخرائط.

وتضم المكتبة أطالس نادرة خاصة بمكتبة هاشيت الفرنسية، ونسخة من مجموعة كتاب بروس عن نهر النيل والمكون من خمسة أجزاء، كُتبت في القرن الـ 18 وتحتوي على معلومات كبيرة ومهمة عن نهر النيل.