توقعات بانخفاض أسعار القمح عالميًا خلال موسم 2025

توقعت شركة "فيتش سوليوشنز" أن تتجه أسعار القمح العالمية إلى الانخفاض خلال الموسم الزراعي 2025-2026، مدفوعة بتحسن ملحوظ في المعروض العالمي، خاصة من كبار المنتجين مثل روسيا ودول الاتحاد الأوروبي، وذلك في ظل مؤشرات إيجابية على وفرة الحصاد مقارنة بالموسم السابق.
وفي تقرير حديث، خفضت الشركة تقديراتها لسعر البوشل من القمح إلى 568 دولارًا، بدلًا من 585 دولارًا في توقعاتها السابقة، مشيرة إلى أن زيادة الإنتاج العالمي ستكون العامل الرئيسي في هذا التراجع.
ووفقًا للتقرير، يُتوقع أن يرتفع الإنتاج بنسبة 0.9% على أساس سنوي ليصل إلى 806.6 مليون طن، مقابل 799.1 مليون طن في موسم 2024-2025.
وأرجعت "فيتش" هذه الزيادة إلى تحسُّن الظروف الجوية في أوروبا، بعد موسم حصاد ضعيف في العام الماضي، ما دفع إلى رفع توقعات الإنتاج في دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 7.3%.
وأشارت دائرة مراقبة الموارد الزراعية الأوروبية (MARS) إلى أن متوسط إنتاج الهكتار الواحد قد يبلغ 5.86 طن متري، وهو أعلى من متوسط السنوات الخمس الماضية.
وفي روسيا، من المنتظر أن يرتفع الإنتاج بنسبة 2.5%، بينما تُقدَّر زيادة الإنتاج في الهند بنحو 3.3%، بفضل وفرة الأمطار الموسمية خلال عام 2024.
على الجانب الآخر، توقعت الشركة تراجع إنتاج الولايات المتحدة – ثالث أكبر منتج عالميًا – بنسبة 4.7%، ليصل إلى 51 مليون طن، بسبب تعرض حوالي 34% من المناطق المزروعة بالقمح الشتوي لحالة من الجفاف، وهي نسبة تفوق بكثير مستويات العام الماضي التي بلغت 13% فقط.
وأشار التقرير إلى أن انخفاض المساحات المزروعة بالقمح في أمريكا بنسبة 3.2% يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو تقليص الاعتماد على هذا المحصول، لصالح زراعة بدائل أكثر ربحًا مثل الذرة وفول الصويا.
ورغم التوقعات الإيجابية على مستوى العرض، نبّه التقرير إلى أن السوق لا يزال معرضًا لمخاطر مناخية وجيوسياسية، خاصة في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي تلقي بظلالها على إنتاج أوكرانيا، إحدى أكبر الدول المصدّرة للقمح عالميًا.
أما من حيث الطلب، فتُشير التقديرات إلى زيادة في الاستهلاك العالمي بنسبة 1.2%، بدعم من النمو السكاني وتحسّن الظروف الاقتصادية في بعض المناطق، ولا سيما إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. لكن هذه الزيادة في الطلب لن تكون كافية لامتصاص المعروض المرتفع، ما يُبقي الأسعار تحت ضغط.