حسين عموتة من مدرب نتائجه كارثية إلى صانع التاريخ مع الأردن
من مطالبة الجماهير بإقالته من منصبه إلى إنجاز غير مسبوق في تاريخ الأردن، هذا هو حال المغربي حسين عموتة، الذي كتب اسمه في التاريخ بحروف من نور، بعدما صعد بـ«النشامي» إلى نهائي بطولة كأس أمم آسيا 2023، لأول مرة في تاريخه.
تولى عموتة تدريب منتخب الأردن، بعد تجربة قصيرة للغاية مع الجيش الملكي المغربي الذي قاده في آخر مباريات الموسم الماضي، بينما قيادته لـ«النشامي» هي التجربة الأولى له مع منتخب أول، بعد ما يصل إلى 17 عامًا من تدريب الأندية ومنتخبات الفئات العمرية المختلفة.
بداية عموتة مع الأردن، لم تكن المرضية لجماهيره، حيث خسر أمام النرويج بسداسية نظيفة، في مباراة ودية، ثم خسر أمام اليابان بستة أهداف مقابل هدف، وحصد نقطة وحيدة فقط من مباراتين خاضهما النشامي في تصفيات كأس العالم 2026.
ومع انطلاق كأس أمم آسيا، غير عموتة كل شيء، وحول السلبي إلى إيجابي، ليرد على الذين طالبوا بإقالته من منصبه، حيث حقق التأهل من دور المجموعات بـ4 نقاط، بفضل الفوز على ماليزيا 4-0، والتعادل مع كوريا الجنوبية 2-2، والخسارة من البحرين، بهدف دون رد.
وفي دور الـ16، قاد عموتة منتخب الأردن، للفوز على العراق بنتيجة 3-2 في مباراة كانت الإثارة عنوانًا لها، ثم فاز على طاجكيستان، بهدف نظيف في ربع النهائي، ليتأهل لمواجهة كوريا الجنوبية من جديد في نصف النهائي ويفوز بهدفين دون مقابل.
وينتظر منتخب الأردن الفائز من مباراة الغد والتي تجمع بين قطر و إيران، لمواجهته في نهائي البطولة الذي تأهل له في أول مرة في تاريخ النشامي، بعد مسيرة ناجحة خلال البطولة.
وكان الحسين عموتة واحدًا من المدربين القلائل، الذين تولوا التدريب وفي نفس الوقت دخلوا إلى المباراة كلاعبين، وحدث ذلك في بعض المباريات، خلال بداية مسيرته التدريبية مع فريقه الأم في مدينة الخميسات.
وحقق عموتة مع هذا النادي المتواضع «اتحاد الخميسات»، أداءً مميزًا، وصل من خلاله إلى وصافة الدوري المغربي في موسم 2007-2008، وهو ما أهله للمشاركة في دوري أبطال إفريقيا لأول مرة في تاريخه.
ورحل عموتة عن اتحاد الخميسات بعد ثلاثة مواسم ناجحة، لكن نتائج النادي تدهورت بشكل كبير بعدها، ليهبط إلى الدرجة الثالثة «دوري الهواة» حاليًا، وهو ما يؤلم عموتة للغاية، لكونه عاشقًا لمدينته الصغيرة القريبة من الرباط، حيث بدأ مشواره كلاعب عام 1988، في خط الوسط، وبعدها لعب لفرق الفتح الرباطي، ثم احترف في الخليج مع عدة أندية، أبرزها السد القطري بين 1997 و2001.
ولا يذكر الكثير من المتابعين أن الحسين عموتة، كان من بين ما عُرف بالتركيبة الرباعية، وهم أربعة مدربين مغاربة تولوا قيادة أسود الأطلس، في المباريات الثلاث الأخيرة من تصفيات كأسي العام وأمم إفريقيا عام 2010، خلفًا للفرنسي روجيه لومير، لكن المنتخب خرج من هذه المباريات بشكل كارثي، ولم يتأهل لأي واحدة من المنافستين.
ويحمل حسين عموتة العديد من الألقاب كمدرب، فقد فاز بلقب دوري أبطال إفريقيا مع الوداد عام 2017، وكأس الكونفيدرالية مع الفتح الرباطي عام 2010، فضلا عن التتويجات المحلية مع هذين الفريقين، كما درب مجموعة مميزة من اللاعبين في السد القطري، أشهرهم راؤول جونزاليس وتشافي هيرنانديز.
ويذكر الجميع الفترة الصعبة التي عاشها المنتخب المغربي، قبل مونديال قطر 2022، حيث كان لا يقنع عشاقه في الفترة، عندما كان يدربه البوسني وحيد خليلوزيتش.
وارتفعت الأصوات حينها، مطالبةً بالتعاقد مع الحسين عموتة، الذي كان يدرب المنتخب المغربي لأقل من 23 سنة، خصوصًا أنه فاز بكأس إفريقيا 2020 للمنتخبات المحلية، كما قاد المنتخب المغربي الرديف في كأس العرب 2021، وخرج من ربع النهائي.
وفي النهاية، وقع الاختيار على وليد الركراكي، الذي قاد الأسود لأفضل إنجاز إفريقي وعربي في تاريخ بطولات كأس العالم، باحتلاله المركز الرابع.
ومن الصدف أن عموتة خلف الركراكي، في ذلك الصيف، على رأس الوداد البيضاوي، الذي غادره صانع مجد مونديال قطر، وعاد إليه عموتة مجددًا.
وصرّح حينها عموتة بأنه، بالفعل، تلقّى دعوة من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لتدريب المنتخب الأول في مونديال قطر، لكنه اعتذر عن عدم قبولها، لأنه لم يكن جاهزًا لرهان بهذا الحجم.
لكن المونديال تسبب بإقالة عموتة بسرعة من الوداد، بعد مضي 3 أشهر على تعيينه، إذ سافر إلى قطر للعمل محللًا رياضيًا في إحدى القنوات إبّان البطولة، وهو ما رفضته إدارة النادي البيضاوي.
وقبل الإقالة، غادر عموتة كذلك منتخب أقل من 23 سنة، رغم أنه كان مقرّرا أن يشارك به في كأس إفريقيا للمحليين، وكذلك في نسخة خاصة من كأس إفريقيا مؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية.
وفي النهاية حصل الاتفاق مع الاتحاد الأردني لكرة القدم، وبدأت مسيرة مظفرة في القارة الآسيوية.