حكاية فردوس محمد.. الأم التي أخفت ابنتها 17 عامًا وبكت ليلة زفافها

تحل اليوم الإثنين ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة فردوس محمد، أيقونة الأم في السينما المصرية، والتي ارتبط اسمها في وجدان الجمهور العربي بدفء الحنان وصدق المشاعر، حتى لُقبت بـ'أم السينما المصرية'، بعد أن قدمت دور الأم في عشرات الأفلام لنجوم ونجمات من مختلف الأجيال، منهم من كان في نفس عمرها أو حتى يكبرها سنًا.
ورغم بساطة ملامحها وهدوء حضورها، إلا أن حياة فردوس محمد الشخصية كانت مليئة بالتفاصيل الدرامية المدهشة، والتي لا تقل إثارة عن أدوارها الفنية.
زواج بالصدفة تحول لحب حقيقي
إحدى المحطات اللافتة في حياة فردوس محمد كانت قصة زواجها من المونولوجست محمد إدريس، والتي بدأت بتمثيلية وانتهت بزواج حقيقي. فقد كانت فردوس ضمن فرقة فوزي منيب الفكاهية، التي تلقت دعوة لتقديم عروضها في فلسطين، لكن القوانين حينها لم تكن تسمح بسفر الفتيات غير المتزوجات. فردوس محمد
ولأن دور فردوس كان رئيسيًا لا يمكن استبعاده، لجأت الفرقة لحل مؤقت وهو زواج صوري بينها وبين أحد أعضاء الفرقة، وكان محمد إدريس هو الزوج 'التمثيلي'.
لكن بعد العودة، لم ينته الأمر عند هذا الحد، إذ كشف إدريس عن حبه لفردوس، وتحول الزواج الورقي إلى ارتباط رسمي دام لسنوات، جمع بينهما فيه الفن والحياة.
أمومة سرية خوفًا من الحسد
ورغم شهرتها الكبيرة في أداء أدوار الأم، فقد ظل الناس يظنون أن فردوس محمد لم تنجب أبدًا، وهو ما لم يكن حقيقيًا.فالفنانة الكبيرة مرت بتجربة قاسية، إذ فقدت ثلاثة أطفال بعد ولادتهم، فنصحتها إحدى الجارات حينها بإخفاء حملها في طفلها الرابع درءًا للحسد.
فردوس محمد
وبالفعل، وبعد ولادتها لطفلتها الوحيدة، أخفت أمرها عن الجميع، وأوهمت المحيطين بأنها تبنّت هذه الطفلة من الملجأ، واستمرت على هذا الحال لمدة 17 عامًا، لم يعرف أحد خلالها أنها أم بالفعل.
ولم تكشف فردوس محمد الحقيقة إلا ليلة زفاف ابنتها إلى المصور السينمائي المعروف محسن نصر، حيث قالت الحقيقة لأول مرة وسط دموعها، في لحظة مؤثرة اختلط فيها الفرح بالحزن والحنين.
فردوس محمد
رحلت فردوس محمد عام 1961 عن عمر ناهز 55 عامًا، لكن بقيت صورتها كأم تحتضن أبناء الشاشة الفضية راسخة في ذاكرة الأجيال، وبقيت قصتها الشخصية مثالًا على التضحية والصبر والحب، تمامًا كأدوارها التي لم تكن تمثيلًا فقط، بل كانت صدى لحياتها.