خطيب الجامع الأزهر: شكرُ الله على نعمة العودة للمساجد عبر التزام المصلين التام بالتدابير الاحترازية

ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، تحت عنوان: 'شكر نعمة الله على عودتنا إلى بيوت الله عز وجل'.

قال لاشين: إنّ شكر نعمة الله على عباده به رسائل عديدة، أولها: أن الله وصف نفسه بالشاكر في موضعين في القرآن، ومنهما: 'وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ'، كما وصف نفسه بالشكور في أربعة مواضع في القرآن، منها: 'لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ'، ونفهم منهما أن من عاش شاكرًا لله على أنعمه كان متصفًا بصفة من صفات الله عز وجل.

وأضاف خطيب الجامع الأزهر أن الرسالة الثانية أن الله أثنى على كثير من أنبيائه لاتصافهم بالشكر، فقال في شأن سيدنا نوح: 'ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ' وقال في شأن سيدنا إبراهيم: 'شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ' وبما يفيد أن من كان شاكرًا لله على أنعمه فقد اتصف بصفة من صفات أنبياء الله ورسل الله. كما وصف الله تعالى عباده الصالحين بصفة الشكر ومنها قوله تعالى: 'قال رب أوزعني أن أشكر نعمتلك التي أنعمت علي وعلى والدي'، فمن كان متصفًا بصفة الشكر كان فيه صفة من صفات عباد الله الصالحين.

وأوضح لاشين، أن الرسالة الثالثة أن الله أمر عباده بالشكر فقال: 'واشكروا لي ولا تكفرون' وقال في موضع آخر: 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ'، فمن كان شاكرًا لله في حياته كان ملبيًا لأوامر الله عز وجل، وقد قدم لنا رسول الله 'صلى الله عليه وسلم' القدوة الحسنة في شكر الله كما ورد عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت :(كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى قام حتى تفطر رجلاه .. قالت عائشة : يا رسول الله أتصنع هذا وقد غُفِرَ لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟! ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : يا عائشة أفلا أكون عبدًا شكورًا ( فمن اتصف بالشكر يتصف بصفة من صفات رسول الله 'صلى الله عليه وسلم'.

وقال لاشين: إن من أراد أن يستفيد من نعم الله ومن أراد أن يضمن دوام واستمرار نعم الله عليه فليشكر الله على نعمه؛ مصداقًا لقوله تعالى: 'ولئن شكرتم لأزيدنكم ولإن كفرتم إن عذابي لشديد'، وهو ما يستوجب علينا أن ننفذ بكل حرص الاجراءات والتدابير الاحترازية وأن نتأدب بأدب الله ورسوله، وأن نلتزم أثناء وجودنا في بيوت الله -عز وجل- بكافة الاشتراطات، وأن نتجنب التزاحم، وبهذا نكون من الشاكرين لله -تعالى- على نعمة عودتنا إلى بيوته.

كان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر قد وجه بعودة إقامة شعائر صلاة الجمعة في رحاب الجامع الأزهر الشريف، بالتزامن مع قرار لجنة إدارة أزمة كورونا عودة فتح المساجد أمام المصلين في صلاة الجمعة، مع التنبيه على إدارة الجامع الأزهر بتنفيذ كافة الاشتراطات والإجراءات الاحترازية التي حددتها اللجنة والتي من شأنها الحفاظ على المصلين في أثناء الصلاة.

حى على الصلاة..مساجد مصر تستقبل صلاة الجمعة .. بالكمامة والتباعد وخطبة 10 دقائق

فرحة في البحيرة بعودة صلاة الجمعة .. المساجد تمتليء بالمصلين وسط إجراءات احترازية

إجراءات احترازية وتنظيمية خلال صلاة الجمعة في الجامع الأزهر