دخلوا من الشباك.. التفاصيل الكاملة لعملية سرقة متحف اللوفر في 7 دقائق

اهتزت العاصمة الفرنسية باريس الأحد الماضي على وقع سرقة كبرى طالت متحف اللوفر، أحد أبرز رموز الفن والثقافة في العالم.

ووثقت كاميرات الهواتف لحظة الاقتحام في وضح النهار، وسط ذهول الزوار وارتباك أجهزة الأمن، في حادث وصفه وزير الداخلية الفرنسي بأنه “يحمل بصمة الجريمة المنظمة”.

وقالت الشرطة الفرنسية إنها تواصل مطاردة 4 لصوص اقتحموا المتحف صباح الأحد، مستخدمين شاحنة مزودة برافعة توقفت على ضفة نهر السين، ليتمكنوا عبرها من كسر نافذة في الطابق الأول والوصول إلى قاعة أبولون التي تضم مجوهرات التاج الفرنسي.

وأكدت وزارة الثقافة الفرنسية أن اللصوص حطموا واجهتين محميتين وسرقوا 8 قطع حُلي أثرية نادرة، بينها عقد من الياقوت للملكة ماري إميلي وتاج الإمبراطورة أوجيني زوجة نابوليون الثالث، قبل أن يفروا خلال سبع دقائق فقط على دراجات نارية.

وأوضح وزير الداخلية لوران نونيز أن السرقة تمت بـ”احترافية عالية” وفي وقت قياسي، مشيرًا إلى أن منفذيها لصوص متمرسون قد يكونون أجانب، ومرجحًا أن العملية نُفذت لصالح جهة محددة أو بغرض غسل الأموال عبر بيع الأحجار الكريمة بعد تفكيكها.

وأضاف أن أجهزة الأمن الفرنسية كثفت عمليات البحث بمشاركة نحو 60 محققًا من فرق مكافحة الجريمة والاتجار بالممتلكات الثقافية.

وذكرت وزارة الثقافة أن أجهزة الإنذار في المتحف انطلقت فور اقتحام قاعة أبولون، ما دفع اللصوص إلى الفرار تاركين معداتهم، مؤكدة أن القطع المسروقة لا تُقدّر بثمن من الناحية التراثية، وأن قطعة واحدة فقط، هي تاج الإمبراطورة أوجيني، سقطت أثناء الهروب ولم تُسرق.

وأشعلت السرقة جدلًا واسعًا داخل فرنسا، إذ قال وزير الداخلية إن الحادث يكشف هشاشة الأمن في المتاحف الفرنسية رغم الخطة التي أطلقتها وزارة الثقافة مؤخرًا لتعزيز الحماية.

أما الرئيس إيمانويل ماكرون فتعهد بأن السلطات “ستعثر على المسروقات وسيُحال الجناة إلى القضاء”، بينما وصف رئيس حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا ما حدث بأنه “إهانة لا تُحتمل”، مؤكدًا أن فرنسا “تُنهب أمام العالم”.

وتأتي هذه الحادثة بعد سلسلة سرقات استهدفت متاحف فرنسية، بينها المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي الذي فقد عينات ذهبية بقيمة 600 ألف يورو الشهر الماضي، ومتحف ليموج الذي سُرقت منه قطع خزفية نادرة بقيمة 6.5 ملايين يورو.

ويرى مراقبون أن هذه الوقائع تكشف عن ثغرات في أنظمة المراقبة وتستدعي إعادة تقييم شامل لإجراءات حماية الكنوز الفنية الفرنسية.

وفي حادث يُعد الأول من نوعه في اللوفر منذ عام 1998، تمكن اللصوص في غضون 7 دقائق فقط من تنفيذ واحدة من أكثر عمليات السطو جرأة في التاريخ الحديث، ما جعل الحادث حديث الإعلام الدولي، وأعاد طرح سؤال محوري:

هل لا يزال الإرث الثقافي العالمي في مأمن حتى داخل أكثر المتاحف حراسة في العالم؟