رائحة الموت تفوح من المكان.. 5 مشاهد في حادث طريق المنيا
على الطريق الصحراوي الشرقي بالكيلو 93 في مركز ملوي بالمنيا، رائحة الدم تفوح في المكان، رياح الصحراء تنقلها إلى أنوف مستقلي السيارات المسرعة عليه، بينما تنبعث من حطام وقطع المعدن متعلقات نثرها اصطدام أتوبيس نقل جماعي تابع لإحدى الشركات الخاصة بمحافظة أسيوط، بسيارة نقل ثقيل «مقطورة»، ما أسفر عن وفاة 23 شخصًا وإصابة 29 آخرين.
لم يتوقع المارين على الطريق الصحراوي الشرقي بالكيلو 93 في مركز ملوي بالمنيا أن صوت الإنذار 'فرامل السيارة' الذي صدر من إحدى الحافلات ليس إلا إنذارا بموت 23 شخصا وإصابة 29 آخرين في الحادث بين أتوبيس وسيارة نقل ثقيل.
توقفت السيارات على الطريق وهرولوا مسرعين نحو الحادث لتقديم يد العون وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. فيما ردد أحد المتواجدين: “حد يطلب الإسعاف الناس بتموت” لينهار البقية بوصلة بكاء من هول المشهد.
السيارة تحولت إلى قطعة من الخردة، فعلى بعد 100 مترا في مسار رسمه حطام الأتوبيس، أشلاء، رائحة دماء تطبق على المكان، وتراكمت قطع الزجاج الأمامي كالملح مخضبة بدماء الركاب، ومن نقطة التصادم، وصولا لمكان توقف الأتوبيس تحكي متعلقات الركاب عنهم، زجاجات مياة وملابس مبعثرة مخطلته بالدماء وما طالها من زيت المحرك لونها، قطع متطايرة من الأتوبيس على الرصيف، أحذية مختلفة المقاسات لكبار وأطفال، وجثث مفترشة الأرض وسط برك من الدماء.
أثار حادث تصادم المنيا
صدمة ممزوجة بحزن سيطرت على الحضور، ففرق الإنقاذ البري تسابق الزمن لاستخراج جثامين الضحايا العالقة داخل السيارات التي تهشمت بالكامل بسبب شدة الاصطدام، إذ عمدوا لاسخدام مقصات كهربائية وأدوات حديثة لقطع هياكل السيارة ومن ثم انتشال الضحايا.
لا تتوقف الرحلات المكوكية لرجال الإسعاف على مدار الساعة؛ لنقل المصابين لأقرب مستشفى أملا في إنقاذهم من جهة، وإيداع الجثامين مشرحة المستشفي.
تحريات الأجهزة الأمنية أكدت أن أسباب حادث أوتوبيس المنيا، هي انتظار سيارة نقل ثقيل «مقطورة» على جانب الطريق الصحراوي الشرقي في الكيلو 93، واصطدم بها أوتوبيس النقل الجماعي من الخلف بشكل مفاجئ.
ونقلت الجهات المختصة مختلف المصابين في حادث أوتوبيس المنيا إلى مستشفى ملوي التخصصي عقب وقوع الحادث، من أجل تلقيهم العلاج والإسعافات بشكل سريع والاستماع لأقوالهم من جانب النيابة العامة بشأن الواقعة، التي صرحت بدفن جثامين الضحايا بعد الكشف الظاهري.
قرار النيابة العامة
أمرت النيابة العامة بحبس قائد أتوبيس شركة (الحصان الذهبي) أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات؛ لتسببه بإهماله ورعونته وعدم احترازه واتباعه للقوانين في وفاة ثلاثة وعشرين شخصًا وإصابة تسعة وعشرين من ركاب الأتوبيس قيادته، بعدما اصطدم بسيارة نقل متوقفة بجانب الطريق حال سيره بسرعة زائدة عن المقررة وبقيادة متهورة، وهو تحت تأثير تعاطي المواد المخدرة.وكانت قد تلقت النيابة العامة إخطارًا أمس الموافق التاسع عشر من شهر يوليو الجاري بوقوع حادث التصادم بين الأتوبيس وسيارة نقل بمقطورة على طريق الجيش الصحراوي الشرقي بالقرب من مركز ملوي بمحافظة المنيا، ووفاة بعض ركاب الأتوبيس وإصابة الباقين، فتولت النيابة العامة التحقيقات وانتقلت إلى محل الحادث لمعاينته ومعاينة السيارتين، فتبنيت وقوع الحادث نتيجة اصطدام الأتوبيس بالسيارة النقل التي كانت متوقفة على جانب الطريق لعطل بها.
وانتقل فريق من النيابة العامة للمستشفى لمناظرة الجثامين وسؤال المصابين الذين سمحت حالتهم الصحية بسؤالهم، فشهدوا بقيادة سائق الأتوبيس بسرعة زائدة، وهو ما أشارت إليه معاينة محل الحادث وتحريات الشرطة بأقوال مجريهما والمهندس الفني في التحقيقات.
وباستجواب النيابة العامة المتهم قائد الأتوبيس أنكر ما نسب إليه من اتهام، وادعى أن سبب الحادث يرجع إلى أنه حال تفاديه سيارة تخطته على الطريق فوجئ بالسيارة النقل المتوقفة فاصطدم بها، بينما سألت النيابة العامة قائد السيارة المتوقفة وتابعه فقررا بتوقفهما على جانب الطريق بسبب تلف أحد إطارات السيارة النقل وضرورة تغييره، ففوجئا بالأتوبيس يصطدم بسيارتهما.
وعلى ذلك قررت النيابة العامة فحص عينتي بول ودماء المتهم قائد الأتوبيس، فتبين تعاطيه للمواد المخدرة، وأمرت بحبسه أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات وجارٍ استكمالها.
الصحة: خروج 16 مصابا في حادث المنيا بعد تلقيهم العلاج بمستشفى ملوي
ننشر أسماء 23 متوفيًا وإصابة 33 آخرين ضحايا حادث المنيا المروع