سبعة أحلام على رصيف الغربة.. مأساة شباب الفيوم في طريق أجدابيا بليبيا

كتب القدر نهاية مأساوية لسبعة من خيرة شباب مركز إطسا بمحافظة الفيوم، بعدما سطروا أسماءهم في سجل ضحايا الغربة على الحدود الليبية، حين تحولت رحلة بحث عن لقمة العيش إلى فاجعة أليمة، إثر حادث سير مروّع أنهى حياتهم على طريق "أجدابيا – طبرق" الصحراوي في ليبيا.
لم يكن عبد الناصر، ولا رمضان، ولا عبد الكريم، ولا ناجي، ولا بقية الشباب، يتخيلون أن الحافلة التي حملت آمالهم في حياة أفضل، ستكون ذاتها التي تقلهم إلى مثواهم الأخير. تركوا خلفهم قرى هادئة وأمهات يذرفن الدموع، وزوجات يترقبن خبر الوصول، وأطفالاً لم يحفظوا من الدنيا سوى كلمة "بابا".
منذ أسبوعين فقط، ودّعهم الأهل بالدعاء والدموع، وقلوبهم متوجسة من مشاق الطريق، لكن أمل الرزق كان أقوى من الخوف. جمعتهم الغربة تحت سقف واحد، في شقة بسيطة داخل الأراضي الليبية، يتقاسمون اللقمة والحلم، وينامون على أمل غد أفضل.
لكن الحلم تلاشى فجراً، حين اصطدمت حافلتهم بشاحنة ضخمة في طريق صحراوي ناءٍ، فسقطوا جميعاً بين أنقاض الحديد والزجاج، وارتفعت أرواحهم إلى بارئها، في مشهد تقشعر له الأبدان.
الخبر نزل كالصاعقة على أهالي مركز إطسا، فتحولت القرية إلى بيت عزاء كبير، تسابقت فيه الأقدام والعَبَرات. صفحات "فيسبوك" امتلأت بصور الشهداء السبعة، وكلمات الحزن والدعاء. كتب أحدهم: "كأن الحزن لف البلد كلها.. سبعة شباب راحوا في لحظة، والدنيا سكتت."
على بعد مئات الكيلومترات، أنهت السلطات الليبية الإجراءات القانونية، تمهيداً لنقل الجثامين إلى وطنهم، حيث ينتظرهم تراب يعرف أسماءهم، ويحن لخطاهم التي لم تعد.