شيرين حمدي تكتب .. إرادة وتحدي
أحياناً الظروف تقهر المستحيل ،وتحوله إلى بطولات وأوسمة ..ظروفٌ لم يكن للناس فيها أي خيار ، يرفضون السقوط مهما كانت قسوتها ، فبات الإصرار على الاجتهاد أمراً ضرورياً للوصول إلى الهدف .
أولئك أصحاب الإصرار على تحقيق أهدافهم ..يجعلون السبيل إليها محور حياتهم ، كل شىء يدور حولها ويتجه إليها مسخرٌ لخدمتها ببركة من الله عز وجل ليضىء مسارهم ومسعاهم ..
فالمسار ..كيف للمرء أن يخطط لغد أجمل !
وأما المسعى ..كيف نختصر مسيرة نجاح كان المرض يختزل فيها كل الأمنيات.
عبدالله شاب سقط المستحيل أمامه خجلاً ،عشرون عاماً ما بين ألم ساقه له القدر وأمل يحيا من أجله ..
ولد بعدم وجود العظمة الرئيسية للساقين مع وجود التواء بهما ، وطيلة سنوات عدة ومع السعى الحثيث لاستعدال وضع الساق وتحويل العظمة الخلفية مكان الرئيسية ،باءت المحاولات فى النهاية بالفشل مما أدى إلي بتر الساقين.
عامٌ كاملٌ من المعاناة ومع تدخل أصحاب القلوب الجميلة قرر العودة إلى السباحة والتدريبات ،فخاض العديد من البطولات ليحصد أربع ميداليات فى عامٍ واحد، وتوج فى بطولة كأس مصر ٢٠١٩ ، والمركز الأول فى بطولة الجامعات ، وبطولة القاهرة المفتوحة ، ومشاركات فى ماراثون الجري بالكراسي المتحركة بالإسكندرية .
بطلنا لم ينطوى على نفسه حبيساً أو ركض إلى زاوية ليختبيء فيها..بل واجه ما أجبره القدر متحدياً كل الظروف فكانت أغلى أمانيه أن لا تستسلم مهما كان..
يخوض سباقاً مختلفاً فريداً والمتحدى أمامه وطد متحجر رسخ يحارب إرادته ، وبالرغم من كل هذا عبدالله طالب بكلية الآداب قسم علم الاجتماع، ويحاول جاهداً تحقيق هدفه ..وهو الوصول إلى الاشتراك فى منتخب مصر، وأن يحقق رقماً قياسياً.
وكم من عبد الله فى مجتمعنا يحاولون شق الطريق من بين الصخور ليحولوها لجواهر .
عبدالله أحمد محمدين وجه مصر المشرق فلا زالت الأرض الطيبة تمنحنا الوجوه المشرقة وتستمر الرحلة #شكرا_عبدالله.