صدمة كبيرة.. طبيب يفاجئ بـ طفليه و8 من أسرته شهداء خلال عمله بالمستشفى بخان يونس
ترك الدكتور إياد شقورة أطفاله في منزل العائلة خان يونس بقطاع غزة آمنين مطمئنين، رفقة باقي أسرته المكونة من شقيقيه وزوجاتهما ووالدته وأخته وأطفالها الصغار، تحت سقف يظلهم من أشعة الشمس وأتربة الرياح، دون أن يعلم ما يخبئه القدر لهم.
صدمة طبيب خلال عمله في المستشفى
فالسقف سقط فوق رؤوسهم أجمعين، بفعل غارة إسرائيلية قصفت بيتهم فلم يخرج منهم أحد على قيد الحياة وارتقت أرواحهم إلى بارئها. كان الطبيب بمستشفى ناصر في قطاع غزة، إياد شقورة توجه إلى عمله وكعادته منهمكًا في استقبالا الضحايا بين شهيد ومصاب، يداوي الجريح منهم ويكفن المتوفي. ولكن كانت الصدمة التي لم يتوقعها، الدكتور إياد شقورة، الطبيب في إحدى مستشفيات قطاع غزة، عندما كان من بين الضحايا فلذات كبده، فقد وقعت عينه عليهما وهما جثث هامدة توقف القلب فيها عن النبض، والدماء جفت من منابعها بعدما أغرقت أجسادهم الهزيلة. فامتلأ فمه بالحمد لله وأخذها يكررها أكثر من مرة وهو لا يستطيع حبس دموعه داخل عيونه التي أتعبها السهر فوق مرضاه، وأخذ يكفن فيهما واحدا تلو الآخر، والجميع من حوله متأثره بصبره وقوته وهو يحتسبهم عند الله شهداء. فطرة الأبوة طغت على إياد شقورة، وهو يبكي عبد الرحمن ابنه البكري صاحب الـ 7 سنوات وأخيه الأصغر صاحب الـ 5 سنوات، وهو يردد: ما ذنب هؤلاء الأطفال الأبرياء حتى تصب على رؤوسهم أطنان من القنابل والمتفجرات والبراميل المحملة بالبارود وتسقط المنازل فوق رؤوس قاطنيها الأبرياء العزل. رضي الله بقضاء الله وقدره، وحمل بيديه طفليه وهما في زيهم الأبيض الذي لن يغيروه مجددا، وبه سيرقدون في مثواهم الأخير، وصلى عليهم، صلاة الجنازة وأخذ يدعو الله لهما، وشارك في تشييعهما إلى مثواهم الأخير .