صفر فيروس.. كيف نجحت السعودية في إقامة شعيرة الحج بدون إصابات بكورونا؟

نجحت المملكة العربية السعودية في العبور بموسم الحج الأخير إلى بر الأمان بدون تسجيل إصابات بفيروس كورونا المستجد بعد إعلان مؤشر الصحة والأمن أن نسبة تسجيل الإصابات بفيروس كوورنا والآوبئة والحودث والوفيات والحج غير النظامي صفر في المائة.

وأعدت السلطات المختصة في المملكة العربية السعودية خطط عمل استثنائية لمراعاة المتطلبات الطبية لإجراءات العزل الصحي قبل وبعد أداء مناسك الحج، وتوفير البيئة الصحية والمعايير والاشتراطات اللازمة لأماكن سكن الحجاج وإعداد خطط التفويج لمناسك الحج بما يسمح بإقامة موسم الحج بشكل آمن وفي ظل إجراءات تضمن سلامة الحجاج.

المعايير الصحية

كانت المعايير الصحية هي المحدد الرئيسي لاختيار الحجاج، حيث تقرر قصر أداء مناسك الحج 1442هـ - 2021 على المواطنين والمقيمين داخل السعودية للفئات العمرية من (18 إلى 65 عاماً) الحاصلين على اللقاح، بإجمالي 60 ألف حاج، وتمكينهم من أداء مناسك الحج بصورة آمنة صحياً وبما يحقق التباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته.

تلك الاجراءات الصحية بدأت مبكرًا عبر إخضاع جميع الحجاج للفحص قبل أن يصلوا إلى المشاعر المقدسة، وكذلك اخضاع كافة العاملين في الحج إلى الفحص قبل أن تبدأ المناسك، فضلاً عن خضوع الحجاج للحجر المنزلي بعد أداء الحج، كما تمت متابعة الحالة الصحية لكافة الحجاج بصورة يومية، عبر تجهيز عدد كافٍ من الطواقم الطبية التي رافقت الحجاج في جميع المناسك، وتم تخصيص مستشفى متكامل تحسبا لحدوث أي ظرف طارئ، بالإضافة إلى مركز صحي في مشعر منى.

من جانبها، فقد قامت وكالة الشؤون التوجيهية والإرشادية بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بتقديم أكثر من 100 برنامج، لتمكين الحجاج من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة وطمأنينة. وشملت تلك البرامج الأهداف التوجيهية والإرشادية والدروس والمحاضرات فضلا عن تفعيل برامج تصحيح التلاوة، ومقرأة الحرمين الشريفين عن بعد، وترجمة الأدعية الواردة من الكتاب والسنة.

وفيما يتعلق بالهوية الإعلامية للحج هذا العام فقد تم تشكيلها بصريًا ولفظيًا لتتسق مع الظرف الاستثنائي الراهن، فكانت عبارة عن جزء من قوله تعالى في الآية 46 من سورة الحجر 'ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ'، حيث تم الاكتفاء بكلمتي 'بسلام آمنين'، وتعني كلمة 'بسلام' أي سالمين من الآفات، و'آمنين' أي من كل خوف.

وقامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بترجمة خطبة يوم عرفة إلى 10 لغات هي :'الإنجليزية، والفرنسية، والإندونيسية، والأوردو، والفارسية ، والصينية ، و التركية ، والبنغالية ، والهاوسا، والملاوية ' وبثها عبر تطبيق مخصص لترجمة الخطبة على أجهزة الهاتف المحمول وموقع الرئاسة الإلكتروني، ومنصة منارة الحرمين، بما يسهم في إيضاح الرسالة الإسلامية والدينية الصحيحة وفق منهج المسلمين باختلاف لغاتهم.

عمارة المسجد ‏الحرام

وجاءت في وقت تبذل فيه المملكة الغالي والنفيس في سبيل عمارة وتطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وتقديم أرقى الخدمات العصرية لحجاج بيت الله الحرام ‏والزائرين والمعتمرين، وذلك استشعارًا للمسؤولية والشرف العظيم الذي خصّ الله به المملكة لرعاية الحرمين الشريفين.. حيث إن عمارة المسجد ‏الحرام الأولى وجّه بها الملك عبد العزيز وأمر بتنفيذها وشُرِعَ في تنفيذها بعهد الملك سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - وانتهت في ‏عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - ، والتوسعة الثانية كانت في عهد الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - ، فيما بدأت التوسعة السعودية الثالثة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - ولا تزال مستمرة ‏بأمر وتوجيه ومتابعة ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

التوسعة الثالثة

وتُعد ‏التوسعة السعودية الثالثة للحرم المكي هي أكبر توسعة على مرّ العصور والتاريخ، وتتضمن توسعة الحرم المكي، لترتفع الطاقة الاستيعابية بعد إنهاء أعمال التوسعة إلى مليوني مصلٍ، حيث أولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - المقدسات الإسلامية عنايته والحفاظ على أمنها، ومن ذلك الأمر بإنشاء الهيئة الملكية لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وإنشاء شركة المشاعر المقدسة، ‏وتدشين قطار الحرمين، والأمر بإنشاء مطار الطّائف الجديد خدمة لمكة المكرمة وبوابة أخرى للحجاج، ‏والتّوجيه باستكمال جميع مشروعات تطوير المدينتين المقدستين.

رفع الطاقة الاستيعابية لزوار بيت الله الحرام

 

تخطط المملكة العربية السعودية لرفع الطاقة الاستيعابية لزوار بيت الله الحرام إلى 30 مليون معتمر بحلول 2030، تماشياً مع أهداف رؤية 2030 وذلك من خلال افتتاح أحد أكبر مشاريع التوسعة بالحرم المكي خلال موسم الحج لهذا العام، بإضافة مساحة مقدارها الثلثان مقارنة مع المساحة السابقة للمسجد الحرام، ومن المقدر أن تصل المساحة الإجمالية للحرم المكي إلى نحو مليون ونصف مليون متر مربع، مع تدشين 78 باباً أوتوماتيكياً تحيط بالحرم في الطابق الأرضي، ويتم التحكم فيهم عن بعد.

ووفقًا لتقرير أصدرته وزارة المالية السعودية فإن أعمال المشروعات ضمن التوسعة السعودية الثالثة الكبرى للمسجد الحرام شملت مكونات رئيسة هي: مبنى التوسعة الرئيسي للمسجد الحرام، توسعة المسعى، توسعة المطاف والساحات الخارجية والجسور والمساطب، ومجمع مباني الخدمات المركزية، ونفق الخدمات والمباني الأمنية، والمستشفى، وأنفاق المشاة، ومحطات النقل والجسور المؤدية إلى الحرم، والطريق الدائري الأول المحيط بمنطقة المسجد الحرام والبنية التحتية وتشمل محطات الكهرباء وخزانات المياه وتصريف السيول.

بث مباشر قناة صدى البلد  -  قناة صدى البلد بث مباشر -  2 بث مباشر قناة صدى البلد

https://www.youtube.com/watch?v=Ec1z5nH71G8