صلاح السعدني.. فنان رفض الشهرة السريعة واختار الطريق الصعب

تحل اليوم السبت 19 أبريل، الذكرى الأولى لرحيل الفنان الكبير صلاح السعدني، أحد أعمدة الدراما والمسرح العربي، وصاحب البصمة الفنية الهادئة التي ظلت مؤثرة في وجدان الجمهور لأكثر من خمسة عقود.

بدأ صلاح السعدني مشواره الفني في سن مبكرة، حيث اقتحم عالم التمثيل وهو في السابعة عشرة من عمره، وأثبت من اللحظة الأولى موهبته الفذة، حين قدم دور شخصية 'أخرس' ببراعة أبهرت الجميع، حتى أن كثيرين ظنوا أنه لا يتحدث في الواقع، من شدة إتقانه للدور.

صلاح السعدني

عرف السعدني بلقب 'العمدة'، ليس فقط بسبب أدواره التي جسّد فيها هذه الشخصية، بل لأنه كان بالفعل عمدة في اختياراته الفنية، يتأنى في قبول الأدوار، ويتمسك بالقيمة والمعنى في كل ما يقدمه، دون السعي وراء الانتشار السريع أو الشهرة الزائفة.

رغم أنه كان مرشحًا للمشاركة في مسرحية 'مدرسة المشاغبين'، التي أصبحت واحدة من أهم الأعمال الكوميدية في تاريخ المسرح المصري، اختار صلاح السعدني أن يواصل مشواره في المسرح القومي، حيث عُرضت عليه بطولة عمل عالمي باللغة العربية الفصحى. رفض التنازل عن تاريخه المسرحي من أجل عمل تجاري، وقرر أن يحافظ على اسمه وموهبته في المساحات التي تليق به.

صلاح السعدني

قدم صلاح السعدني العديد من الأعمال الخالدة في الدراما التلفزيونية، وكان واحدًا من أبرز نجوم 'الفيديو' في فترة الثمانينات والتسعينات، حين كانت الدراما المصرية تعيش أزهى عصورها. ومن أشهر أعماله: 'ليالي الحلمية'، 'أرابيسك'، 'الناس في كفر عسكر'، وغيرها من المسلسلات التي لم تُنس.

صلاح السعدني

في ذكرى رحيله، يعود اسم صلاح السعدني إلى الواجهة من جديد، ليس باعتباره نجمًا راحلًا، بل كأيقونة فنية اختارت المجد الباقي على ضجيج اللحظة، وترك خلفه رصيدًا من المحبة والاحترام في قلوب جمهوره وزملائه وكل من مر بتجربته الفنية.