عصابات المافيا تشارك في عمليات الإغاثة في إيطاليا وتوزع طعام مجاني على الأسر الفقيرة

وكالات

كرست عصابات المافيا الإيطالية جهودها في توزيع الطعام المجاني على الأسر الفقيرة، التي تدهورت أوضاعها في ظل الإغلاق الذي رافق تفشي الوباء بينما تكافح إيطاليا من أجل إنقاذ اقتصادها المشلول بفعل أزمة كورونا.

و، ظهرت مقاطع فيديو تظهر عصابات جريمة منظمة في إيطاليا وهي توزع مواد أساسية على السكان الذين تضرروا بشدة من فيروس كورونا، وما رافقه من إغلاق للبلاد، حسبما أوردت صحيفة "جارديان" البريطانية.

وتركزت عملية توزيع المواد الأساسية على المناطق الأكثر فقرا في في الجنوب الإيطالي، مثل كامبانيا وكالابريا وجزيرة صقلية وبوليا.

وفي الأيام الأخيرة، كثفت الشرطة الإيطالية من دورياتها في أفقر أحياء مدينة نابولي الجنوبية، وذلك بعد أن نظم رجال "مافيا كامورا" حملات لإيصال الطرود الغذائية إلى منازل الفقرا.

وباشرت السلطاتت القضائية تحقيقا ضد مجموعة من الأشخاص الذين تم استجوابهم أثناء توزيع الطعام على السكان الفقراء.

وبحسب صحيفة "لاريبابليكا " الإيطالية، فقد وزع زعيم مافيا "كوستا نورستا" مساعدات على الفقراء في أحد أحياء مدينة باليرمو يسمى "زين"، وللمافيا حضور بارز به.

وكتب هذا الشخص على "فيسبوك"، أن ما قام به "مجرد أعمال خيرية فقط لا غير"، مهاجما الصحفي الذي نشر نبأ توزيعه للمساعدات.

وبحسب فيديريكو فاريزي أستاذ علم الجريمة في جامعة أكسفورد، فإن المافيا ليست مجرد منظمات إجرامية، بل إنها جماعات تتوق إلى حكم المناطق والأسواق.

وأضاف فاريزي أن "المحللين يركزون على الجانب المالي في المافيا، وينسون أن قوة هذه العصابات المنظمة تأتي من خلال وجود قاعدة شعبية تعمل ضمنها".

وقال نيكولا غراتري، المحقق المتخصص في ملاحقة عصابات المافيا، رئيس مكتب المدعي العام في كاتانزارو عاصمة إقليم كالابريا: " المتاجر والمقاهي والمطاعم والحانات مغلقة منذ أكثر من شهر".

وأضاف: "يعمل ملايين الأشخاص في الاقتصاد الرمادي، وهذا يعني أن هؤلاء لم يتلقوا أي دخل لأكثر من شهر، وليس لديهم فكرة متى يعودون إلى العمل".

وحذر المحقق الإيطالي من أنه في "حال لم تتدخل الدولة قريبا لمساعدة العائلات الأكثر فقرا، فسوف تسد المافيا الفراغ وتقدم خدماتها، وتفرض بالتالي سيطرتها على حياة الناس".

وطالت تداعيات الإغلاق في إيطاليا ما يقدر بنحو 3.3 مليون شخص يعملون "تحت الطاولة" هربا من الضرائب، ويعيش أكثر من مليون من هؤلاء جنوبي البلاد.