فضل صلاة التهجد وكيفية أدائها وعدد ركعاتها والفرق بينها وبين والتراويح

تعتبر صلاة التهجد من العبادات التي تشهد إقبالا كبيرا من المسلمين في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك؛ طمعا في الفوز بالثواب العظيم الذي تحمله هذه الأيام المباركة، والتي فيها ليلة القدر.

فضل صلاة التهجد

وعن فضل صلاة التهجد، قال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، حكم صلاة التهجد، خلال لقائه ببرنامج «مكارم الأخلاق في بيت النبوة»، على قناة صدى البلد، إن صلاة التهجد فرض في حق النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)، مضيفا: كان يزيد عليها في رمضان صلاة التراويح التي قال عنها العلماء إنها خلاف صلاة التهجد.

كيفية أداء صلاة التهجد

يمكن أداء صلاة التهجد بأكثر من طريقة أبرزها أن ينام من أراد أداء صلاة التهجد ولو نومة يسيرة، ثم يقوم في منتصف الليل فيصلي ركعتين خفيفتين، ثمّ يصلي بعد ذلك ما شاء من ركعات.

ويجب أن تكون صلاته ركعتين؛ فيسلم بعد كل ركعتين، وبعد أن يتم ما أراد من صلاة التهجد يوتر بركعة واحدة كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز له كذلك أن يوتر بثلاث ركعات، أو بخمس.

وفيما يخص  الجهر والإسرار في صلاة التهجد، فيترك ذلك الأمر لتقدير المصلي، فإن رأى الأفضل في رفع صوته والجهر بالصلاة جهر بها، وإن رأى الإسرار بها وخفض صوته في القراءة أفضل له أسرّ بها.

موعد أداء صلاة التهجد

وحول موعد صلاة التهجد، قال الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن صلاة التهجد جزءًا من قيام الليل لكنها أخص منه، حيث تكون بعد النوم، وأفضل وقت لصلاة التهجد في الثلث الأخير من الليل، والثلث الأخير يكون بانقسام الوقت من المغرب إلى الفجر على ثلاثة أوقات حتى يتبين الثلث الأول من الثاني من الثالث.

أفضل وقت لصلاة التهجد

أوضح الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن وقت صلاة التهجد يبدأ بعد الانتهاء من صلاة العشاء، ويستمر إلى آخر الليل، فيكون الليل كله من بعد العشاء إلى الفجر وقتا للتهجد، إلا أن أفضل وقت لصلاة التهجد هو آخر الليل أو ما قارب الفجر ودخل في الثلث الأخير من الليل.

واستشهد مفتي الجمهورية بحديث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، جاء فيه: «من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل»، ويدل هذا الحديث على أن أفضل صلاة الليل هي ما كانت في آخر الليل، مع جواز التهجد أول الليل لمن خشي أن ينام فيفوته فضلها.

الفرق بين التهجد والتراويح

وعن الفرق بين صلاة التهجد والتراويح، أوضحت دار الإفتاء المصرية، أنّ  التراويح تتشابه مع صلاة قيام الليل ولا يوجد بينهما فرق من حيث السنيّة؛ فكلاهما صلاة تؤدى في الليل، وكلاهما من السنن المندوبة، لكن بينهما عموم وخصوص مطلق، فالتراويح تعد من قيام الليل؛ لأنها الصلاة في أول الليل، لكن قيام الليل المطلق لا يعتبر من التراويح.

وأضافت الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني، أن التهجد يختلف عن قيام الليل والتراويح أنه يكون بعد الاستيقاظ من النوم ليلاً. ولم يرد في الشريعة نص صريح بضرورة قراءة سور أو آيات معينة من القرآن الكريم دون غيرها في صلاة التهجد.

وأشارت إلى أن الثابت عن رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلَّم أنَّه كان يقرأ بسورة الأعلى وسورة الكافرون وسورة الإخلاص في الركعات الثلاث في صلاة الوتر. ولكنَّ الأفضل على المسلم ألَّا يداوم على هذه السور حتَّى لا يظنَّ أنَّها لازمة فتكون بدعة والعياذ بالله، ولكي لا يظن الناس أنَّها واجبة في هذه الركعات.

عدد ركعات صلاة التهجد

وفيما يخص عدد ركعات صلاة التهجد في رمضان، فإن الأمر يختلف حسب رغبة كل فرد، فأقل عدد هو ركعتان خفيفتان وركعة للوتر، وأكثر عدد غير محدد.

وبحسب مفتي الجمهورية، فإن الأصل أن يختتم المصلي صلاته بركعة من الوتر أو ثلاث ركعات أو خمس، ودليلهم على ذلك الحديث الذي في صحيح مسلم ويرويه أبو هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: 'إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ'.

وواصل: «أمنا عائشة كانت تحكي عن سيرته الليلية في أدائه للقيام والتهجد، وقالت ما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن 8 ركعات في رمضان وغير رمضان وهي صلاة التهجد بعد منتصف الليل وكانت فرضا في حق النبي لكنها سنة في حق المسلمين، وبالتالي فإن صلاة التراويح مختلفة عن التهجد».

وأوضح، أن النبي سنّ صلاة التراويح ولما كان يصليها فخرج إلى المسجد النبوي فصلى في الليلة الأولى وفي الليلة الثانية صلى معه أناس، وكان العدد يزداد، وفي الليلة الثالثة خشي أنه لو صلى ربما فُرضت الصلاة على الأمة ولا تطيقها لذلك صلاها في بيته، ثم جاء عهد عمر بن الخطاب ووجد الناس يجتمعون حول أئمة، فجمعهم جميعا حول إمام واحد وصلى الإمام بهم التراويح، ولما رأى عمر هذا الأمر قال «نعم البدعة هذه»، لافتًا إلى أن صلاة التراويح لم تكن 8 ركعات، فقد كان المالكية يصلون 20 ركعة وبعضهم زاد إلى 36 ركعة: «لو كانت 8 ركعات لسميت صلاة الترويحتين، وعموما فإن الأمر فيه سعة كبيرة ولا ننكر على أحد أن يصليها 8 ركعات ولا ننكر أن يصليها أي شخص 4 ركعات».

وأوضح أن النبي كان يواصل الصوم فلما واصل الصحابة الصوم، قال لهم: «أنتم لستم مثلي»، أي أن هيئته البشرية ليست مثل غيره وله الخصوصية في تحمل العبادات أكثر بكثير من الصحابة ومن أمنوا به بعدهم.

دعاء صلاة التهجد

وعن دعاء صلاة التهجد أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في صلاة التهجد، عبر صفحته الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إذ كان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من الطاعات والنوافل في العشر الأواخر من رمضان، فيقوم ليلها، ويعين أهل بيته على اغتنامها؛ فعَنْ أُمّنا عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ».

وفيما يخص دعاء صلاة التهجد أضاف الأزهر أنَّه كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ من الليل يتهجد، قائلًا: «اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ الحَقُّ وَوَعْدُكَ الحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ المُقَدِّمُ، وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ - أَوْ: لاَ إِلَهَ غَيْرُكَ -» [أخرجه البخاري].

صلاة التهجد.. الإفتاء توضح التوقيت وكيفية أدائها

فضل صلاة التهجد.. أَيام معدودات وأجور كثيرة

كيفية أداء صلاة التهجد وحكم الجهر والإسرار

موعد أداء صلاة التهجد

كيفية أداء صلاة التهجد وحكم الجهر والإسرار

الفرق بين التهجد والتراويح في رمضان

عدد ركعات صلاة التهجد

دعاء صلاة التهجد