فضل يوم عرفة والأعمال المستحبة فيه

حالة من الروحانيات يعيشها المسلمون بكافة بقاع الدنيا، مع اقتراب يوم عرفة، اليوم قبل الأخير من الأيام العشر من شهر ذي الحجة، والذي يقف فيه ضيوف الرحمن حجاج بيت الله، على جبل عرفات لتأدية الركن الأعظم من فريضة الحج ودون الوقف على صعيد عرفات لا يتم الحج.

يوم عرفة، هو اليوم الذي يغنتمه المسلمون، في التقرب والتضرع إلى الله، حيث قال فيه رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم «إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ»، حيث يستمر الوقوف على صعيد عرفات منذ طلوع شمس يوم التاسع من ذي الحجة حتى غروبها، ويؤدي ضيوف الرحمن في صعيد عرفات صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين في مسجد «نمرة»، اقتداءً بسنة رسولنا الكريم الذي قال: «خذوا عني مناسككم».

سبب الصعود لجبل عرفات

كشفت دار الافتاء المصرية، عن سبب صعود جبل عرفات، بأنه لا يقصد به صعود جبل عرفات البالغ ارتفاعه 30 مترًا ولكن يجوز الوقوف بصعيده ولو لحظة، في أي جزء منه، ولو مارًّا، ويستحب الوقوف بجبل عرفات، متوضئًا، بعد أن يكون قد أدى الحاج صلاة الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بنمرة مستمعًا للخطبتين، ملتزمًا بالدعاء، والتضرع إلى الله، حتى غروب الشمس من يوم التاسع من ذي الحجة.

حكم صيام  يوم عرفة

صوم يوم عرفة سنة فعلية فعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقولية حث عليها في كلامه الصحيح المرفوع؛ فقد روى أبو قتادة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» أخرجه مسلم، فيسن صوم يوم عرفة لغير الحاج، وهو: اليوم التاسع من ذي الحجة، وصومه يكفر سنتين: سنة ماضية، وسنة مستقبلة كما ورد بالحديث.

أفضل أيام الدنيا

وأقسم لله تعالى بيوم عرفة، في كتابه الكريم، «وليال عشر»، مؤكدا على فضائل هذا اليوم الكريم، وأنه أفضل أيام الدنيا ، وأن أعظم وقت بدءً من ظهر يوم عرفة إلى موعد انتهاء الوقوف بعرفة في المغرب وهي أهم 6 ساعات في عمر البشر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف وأخذ يناجي ربه وصلى الظهر والعصر جمع تقديم بمسجد نمرة بصعيد عرفات، وكانت له خطبة الوداع الشهيرة، وبعد غروب الشمس نزل من عرفات قاصدًا مزدلفة وصلى بها المغرب والعشاء جمع تأخير وجلس بها النبي.

وتحدث شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، سابقا عن فصل يوم عرفة قائلا: «يوم عرفة من أفضل أيام الدنيا؛ فيه تتنزل الرحمات، ويباهي الله بأهل عرفة ملائكته، فلنغتنم فضل هذا اليوم بالذكر والدعاء والصلاة والصيام والإكثار من الطاعات، وإدخال السرور على الفقراء والمحتاجين»، وتابع «اللهم لا تدع لنا في هذا اليوم الكريم ذنبًا إلا غفرته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا ميتًا إلا رحمته، ولا سائلًا إلا أجبته، يا أرحم الراحمين».

استجابة الدعاء

قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن يوم عرفة: «خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ»، حيث يستجاب فيه الدعاء، لذا دعا فيه جموع المسلمين بالإكثار في يوم عرفة بالدعاء.

صيامه يكفر سنتين:

«يكفِّر صيامه سنتين من الذُّنوب».. حيث قال رسولنا الكريم حين سئل عن الصيام في يوم عرفة: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»، لذا حث فيه المسلمون على الصيام كون أفضل أيام الدنيا وأحد أفضل وأشرف الأيام العشر من شهر ذي الحجة.

 العتق من النار

العتق من النار، أحد فضائل اليوم الكريم، وهو ما قاله الرسول الكريم: «ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ».

وقالت دار الإفتاء المصرية، إن يوم عرفة مِن أفضل الأيام، وذلك لما قَالَتْه عَائِشَةُ “رضي الله عنها” إِنَّ رَسُولَ اللهِ “صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ الله فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ».

أفضل الأدعية في يوم عرفة

ومن أفضل الأدعية المستحبة في يوم عرفة:

«اللهم أنقلني من ذلّ المعصية إلى عزّ الطاعة، وإكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك، ونور قلبي وقبري، وأغفر لي من الشر كله، وأجمع لي الخير، أستودعك ديني وأمانتي وقلبي وبدني وخواتيم عملي وجميع ما أنعمت به عليّ وعلى جميع أحبائي والمسلمين أجمعين».

«اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم يسرني لليسرى وجنبني العسرى، وارزقني طاعتك ما أبقيتني، أستودعك مني ومن أحبابي والمسلمين أدياننا وأماناتنا وخواتيم أعمالنا، وأقوالنا وأبداننا وجميع ما أنعمت به علينا».

الإفتاء توضح فضل الأيام العشر من ذي الحجة