في الذكرى الأولى لرحيله.. مصطفى فهمي بدأ كمساعد مصور ودخل التمثيل بالصدفة
تحل اليوم الذكرى الأولى لرحيل الفنان مصطفى فهمي، الذي غادر عالمنا في مثل هذا اليوم 30 أكتوبر 2024 بعد صراع مع المرض، تاركًا خلفه مسيرة فنية امتدت لأكثر من خمسة عقود، جمع فيها بين الموهبة والرقي والأناقة في الأداء والحضور.
رحيله ترك فراغًا كبيرًا في الساحة الفنية المصرية والعربية، بينما لا يزال جمهوره يتذكره كواحد من أكثر الفنانين هدوءًا ولباقة، ممن قدّموا صورة مميزة عن جيلٍ كامل من الممثلين الذين جمعوا بين الاحتراف والإنسانية.
النشأة والبدايات: من التصوير إلى التمثيل
وُلد مصطفى محمود فهمي في القاهرة يوم 7 أغسطس عام 1942، وسط عائلة معروفة بحبها للفن والثقافة. درس في المعهد العالي للسينما قسم التصوير، وبدأ حياته العملية خلف الكاميرا كمساعد مصور، قبل أن تتحول مسيرته بالصدفة إلى عالم التمثيل الذي سيصنع له شهرة واسعة.كانت أولى تجاربه الفنية في فيلم أين عقلي؟ عام 1974، لتبدأ بعدها رحلة طويلة في السينما والتلفزيون، قدّم خلالها عشرات الأدوار التي تراوحت بين الرومانسية والاجتماعية والدرامية، وجعلته واحدًا من أكثر الممثلين تميزًا بأناقته وحضوره الهادئ.
مسيرة حافلة وإنجازات متنوعة
شارك مصطفى فهمي في أكثر من 45 فيلمًا سينمائيًا وقرابة 100 عمل درامي، تعاون خلالها مع نخبة من المخرجين والنجوم في أعمال شكلت جزءًا من ذاكرة الدراما المصرية.من أبرز أعماله: قضية الأمس، الفندق، محمد رسول الله 2، نكدب لو قلنا ما بنحبش، الحرير المخملي، بابلو، السقوط في بئر سبع، مأمون وشركاه، ولحظات حرجة، أهل الكهف، السرب.
تميز فهمي بقدرته على تجسيد الشخصيات المركبة، وحرصه الدائم على اختيار أدوارٍ تحمل قيمة فنية وإنسانية، مبتعدًا عن الظهور من أجل الظهور فقط، وهو ما جعله دائمًا في خانة “الفنان الراقي”.
زيجاته وحياته الشخصية
تزوج الفنان الراحل ثلاث مرات:الزوجة الأولى كانت إيطالية تُدعى كارلا، وأنجب منها ولدًا وبنتًا.
الزوجة الثانية هي الفنانة رانيا فريد شوقي، واستمر زواجهما عدة سنوات قبل أن ينفصلا واحتفظا بعلاقة احترام متبادل.
أما الزوجة الثالثة فكانت الإعلامية فاتن موسى، وانتهى زواجهما بالطلاق أيضًا بعد جدل إعلامي واسع.
ورغم الجدل الذي أحاط بحياته الشخصية في سنواته الأخيرة، ظل مصطفى فهمي متحفظًا في أحاديثه الخاصة، حريصًا على الظهور بصورة متزنة وراقية أمام جمهوره.
المرض والرحيل
تعرض الفنان مصطفى فهمي في عام 2024 لوعكة صحية شديدة استلزمت إجراء جراحة دقيقة لإزالة ورم، لكن حالته تدهورت لاحقًا، ليفارق الحياة يوم 30 أكتوبر 2024، وسط حالة من الحزن في الوسط الفني. نعت نقابة المهن التمثيلية وعدد كبير من النجوم رحيله، مؤكدين أنه كان فنانًا مهذبًا وإنسانًا خلوقًا، يجمع بين البساطة والاحترام.محطات مؤثرة وتصريحات لا تُنسى
كان مصطفى فهمي من الفنانين القلائل الذين يتمتعون بنظرة فلسفية تجاه الفن والحياة، ومن أبرز تصريحاته التي تداولتها وسائل الإعلام: “أنا مؤمن إن الشهرة مش هدف.. الاحترام هو اللي بيعيش بعد ما الناس تنسى اسمك.”كما أكد في أكثر من لقاء تلفزيوني أنه يرفض الأعمال التي لا تضيف لرصيده الفني، قائلاً: “مش ممكن أعمل حاجة لمجرد الوجود، لازم الدور يكون له قيمة.”
وفي حديث آخر أشار إلى أهمية التوازن في الحياة قائلاً: “بحب الرياضة وببعد عن السهر والمشاكل.. علشان أفضل دايمًا متصالح مع نفسي.”
تابعوا قناة صدى البلد على تطبيق نبض