في حضرة الوفاء.. من هو الشهيد العميد مالك مهران الذي شرف الرئيس السيسي عقد قران كريمته؟

في مشهد مؤثر ينبض بالوفاء والتقدير، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على حضور عقد قران 'مي مالك مهران إمام'، كريمة الشهيد العميد شرطة مالك مهران، أحد أبطال وزارة الداخلية، الذي ارتقى شهيدًا خلال أداء واجبه الوطني في محافظة بني سويف، في الرابع عشر من أغسطس عام 2013.
حضور الرئيس لم يكن مجرد مشاركة اجتماعية، بل تجسيد لمعنى الوفاء الحقيقي لمن ضحوا بأرواحهم فداءً لمصر، ورسالة صادقة بأن دماء الشهداء لا تُنسى، وأن الوطن لا يغفل عن تكريم أبنائه المخلصين.
وسط مشاعر ممزوجة بالفخر والامتنان، شارك عدد من المسؤولين بالدولة وأسرة العروسين في هذه اللحظة الاستثنائية، التي جمعت بين الفرح الإنساني وعبق التضحية، لتمتد جسور الذاكرة من ميدان الشهادة إلى بهجة الحياة.
لقد كتب الشهيد مالك مهران اسمه بمداد من نور في سجل الشرف الوطني، حين واجه بإقدام رجال الجماعة الإرهابية أثناء محاولتهم اقتحام ديوان عام محافظة بني سويف، فسقط مضرجًا بدمائه بعد أن أُصيب غدرًا وهو يتقدم الصفوف لحماية منشآت الدولة وأمن المواطنين.
واليوم، وبعد سنوات من الغياب، يأتي الرئيس ليجدد العهد مع أسر الشهداء، ويُعيد في لحظة صادقة تسليط الضوء على قصة بطل لم يتوانَ عن أداء واجبه حتى النفس الأخير.. العميد مالك مهران، الذي لم يرحل من الذاكرة، بل بقي حاضرًا في وجدان الدولة، وفي كل يد تمتد لتكريم أسرته، وفي كل قلب مصري يعرف معنى التضحية.
من هو العميد مالك مهران؟
الشهيد العميد مالك مهران إمام محمد، أحد رموز البطولة والفداء في مواجهة إرهاب الجماعة الإخوانية خلال أحداث العنف التي شهدتها مصر إبان ثورة 30 يونيو، وتحديدًا في الرابع عشر من أغسطس عام 2013، حيث ارتقى شهيدًا أثناء تأدية واجبه في تأمين منشآت الدولة بمحافظة بني سويف.ولد الشهيد في محافظة الغربية، وعُرف بين زملائه بحسن الخلق والكفاءة والانضباط. وقبل يوم واحد فقط من استشهاده، تم نقله من إدارة مرور مرسى مطروح بعد ترقيته ليشغل منصب مدير إدارة مرور بني سويف.
وفي أول يوم عمل له، وأثناء قيامه بتأمين ديوان عام محافظة بني سويف تزامنًا مع بداية عمل المحافظ الجديد آنذاك المستشار مجدي البتيتي، تعرض المبنى لهجوم عنيف من عناصر الجماعة الإرهابية، الذين استخدموا الأسلحة النارية والزجاجات الحارقة.
ووسط هذه الفوضى، استهدف أحد العناصر الإرهابية الشهيد من الخلف وضربه بآلة حادة على رأسه، ما أدى إلى إصابته إصابة بالغة نقل على إثرها إلى مستشفى بني سويف العام، ثم إلى مستشفى المعادي العسكري، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، مضحيًا بروحه فداءً للوطن.
تكريمًا لتضحيته، قرر محافظ بني سويف إطلاق اسمه على مدرسة ورشة سنور للتعليم الأساسي بشرق النيل، تخليدًا لذكراه وتقديرًا لما قدمه من بطولة وتفانٍ في العمل.
سيبقى اسم العميد مالك مهران محفورًا في ذاكرة الوطن، شاهدًا على إجرام الجماعة الإرهابية، ورمزًا للفداء من أجل أمن مصر واستقرارها.