في ذكرى ميلادها.. كيف جسدت معالي زايد ملامح المرأة المصرية في أدوارها؟
تحل اليوم الذكرى الثانية والسبعون لميلاد الفنانة الراحلة معالي زايد، التي وُلدت في مثل هذا اليوم 5 نوفمبر 1953، ورحلت عن عالمنا بعد صراع قصير مع السرطان في 10 نوفمبر 2014، لتبقى واحدة من أبرز النجمات اللواتي تركن بصمة لا تُمحى في تاريخ الدراما والسينما المصرية.
رحلت معالي زايد في الشهر نفسه الذي شهد ميلادها، حيث رحلت عن عالمنا في 10 نوفمبر 2014 عن عمر 61 عامًا، وكأنها أتمّت دورة فنية وإنسانية مكتملة، غادرت بعدها الحياة في هدوء يشبه رقيّها وصدقها أمام الكاميرا، بعد صراع مع مرض السرطان.
البدايات والنشأة.. من عائلة فنية إلى قمة التمثيل
وُلدت معالي عبد الله أحمد زايد في القاهرة داخل أسرة فنية، فوالدتها الفنانة آمال زايد، وخالتها جمالات زايد، ما جعل الفن يسري في دمائها منذ الصغر.درست الفنون الجميلة والتربية الفنية، ثم التحقت بـالمعهد العالي للسينما، لتجمع بين الحس الجمالي والثقافة الأكاديمية، وهو ما انعكس بوضوح في أدائها المتوازن والراقي.
وترجع أصولها إلى صعيد مصر، وهو ما منحها ملامح القوة والصلابة التي تجسدت لاحقًا في كثير من أدوارها.بدأت رحلتها الفنية من التلفزيون الإماراتي أثناء تصوير مسلسل الليلة الموعودة عام 1978، ثم انطلقت بسرعة في عالم السينما والتلفزيون المصري، لتصبح واحدة من أهم ممثلات جيلها.
امرأة من الصعيد.. وتجسيد القوة والأنوثة في آن واحد
اشتهرت معالي زايد بتقديمها أدوار المرأة القوية والصعيدية، فكانت نموذجًا للأنثى المصرية الصلبة التي تجمع بين الكبرياء والعاطفة.وبرعت في التنقل بين الشخصيات الاجتماعية المركّبة، فترى فيها المتمردة والحنونة، الصارمة والعاطفية في آن واحد، دون مبالغة أو تصنّع.
وقدّمت خلال مسيرتها أكثر من 36 عامًا من العطاء الفني، نالت خلالها العديد من الجوائز والتكريمات، أبرزها جائزة أحسن ممثلة من جمعية الفيلم عام 1987 عن دورها في فيلم السادة الرجال.
من الشاشة إلى الحياة الخاصة.. فنانة عاشقة للفن والطبيعة
بعيدًا عن الأضواء، كانت معالي زايد إنسانة بسيطة تهوى رسم البورتريه وتمتلك مزرعة خاصة في الإسكندرية، تمكث فيها فترات طويلة حين لا تشارك في أعمال فنية.تزوجت مرة واحدة فقط ثم انفصلت، ولم تُرزق بأبناء، لكنها تركت إرثًا فنيًا ضخمًا ظلّ خالدًا في ذاكرة محبيها.
أعمال لا تُنسى.. رصيد فني متنوّع بين السينما والدراما
قدّمت معالي زايد قائمة طويلة من الأعمال التي تنوّعت بين الكوميديا والتراجيديا والدراما الاجتماعية.ومن أبرز أفلامها:
الشقة من حق الزوجةالسادة الرجال
أنا اللي قتلت الحنش
البيضة والحجر
أبو الدهب
سيداتي آنساتي
الأرملة والشيطان
كتيبة الإعدام
وفي الدراما التلفزيونية، تألقت في مسلسلات:
دموع في عيون وقحةحلم الجنوبي
حضرة المتهم أبي
امرأة من الصعيد الجواني
ابن الأرندلي
موجة حارة
وظلّت حتى آخر أيامها تحافظ على مكانتها واحترام جمهورها، دون أن تركض وراء الأضواء أو تلهث خلف الشهرة، بل اختارت أن تترك أعمالها تتحدث عنها.
رحلت معالي زايد في 10 نوفمبر 2014، بعد مسيرة فنية حافلة، لتبقى في ذاكرة المصريين مثالاً للفنانة الراقية المخلصة لفنها، التي جسّدت القوة بعينين تحملان الصدق والهدوء.
تابعوا قناة صدى البلد على تطبيق نبض