«قصة كفاح وإصرار».. أنور وجدي من شوارع الفقر إلى قمة المجد

ولد أنور وجدي لعائلة سورية استقرت في القاهرة، حيث بدأ حياته الدراسية في المدرسة الثانوية العبيدية لكن فكرة غريبة خطرت له دفعته للسفر إلى بورسعيد ثم إلى أمريكا مع أصدقائه، لكن مغامرته انتهت بالفشل عندما اكتشفهم القبطان وطردهم، مما أدى إلى طرده من المدرسة، الأمر الذي أوقعه في دوامة من الفقر والحرمان.

تحل الذكرى الـ 120 على ميلاد الفنان الراحل أنور وجدي، وفي تقرير يقدمه موقع قناة صدى البلد، نرصد محطات فارقة في حياة هذا النجم، وإليكم التفاصيل.

محطات في حياة أنور وجدي

طرد أنور وجدي من منزله، وجدت حياة الشارع طريقها إليه، ليعيش في شارع عماد الدين، حيث تعلقت عيناه بالممثلين وهم يخرجون من مسرح رمسيس، ليولد حلمه بأن يصبح ممثلاً.

قرر الذهاب إلى الكاتب مصطفى أمين للحصول على توصية للفنان يوسف وهبي، ولكن المفاجأة كانت قاسية حين ألقى وهبي الكارت في سلة المهملات، مما أصابه بصدمة كبيرة.

أنور وجدي أنور وجدي

لم يتوقف أنور عند هذا الحد، بل استمر في العمل على تحقيق حلمه وعاش على الهامش، يأكل من فضلات القمامة وينام في مقهى الفيشاوي.

عندما نشب حريق في المسرح، أظهر شجاعة كبيرة وساعد في إخماد النيران، مما لفت انتباه قاسم وجدي، مدير المسرح، الذي قرر تعيينه براتب ضئيل.

أسرار عن أنور وجدي

انطلقت مسيرته من جديد، حيث بدأ بالعمل في المسرح بكل طاقاته، كان يبيت في المسرح، يراقب العروض ويؤدي أدوارًا بسيطة. وفي لحظة حاسمة، اقترح القيام بدور سيدة عندما غابت ممثلة، ليجد نفسه وسط الأضواء.

تدريجيًا، أصبح أنور واحدًا من أبرز الفنانين في الساحة، شارك في عدة أعمال ناجحة، وأسس شركة إنتاج خاصة به، لكن على الرغم من كل نجاحاته، بقيت لديه غصة من الماضي، وحافظ على بدلته القديمة تذكيرًا بتلك الأيام الصعبة.

أنور وجدي أنور وجدي

تزوج من ليلى مراد، لكنه أصبح بخيلًا وابتعد عن المشاعر الحقيقية، مما أدى إلى الطلاق. واصل نجاحه في عالم السينما، حيث قدم كلاسيكيات مثل 'أمير الانتقام' و'غزل البنات'.

لكن مرض السرطان كان له بالمرصاد، وعانى من آلامه، ليكتشف معنى الحياة الحقيقي. تمنى العودة لأيام الفقر والصحة، متذكرًا دعاءه القديم. ومع تفاقم حالته، تُوفي في 14 مايو 1955، عن عمر 51 عامًا، تاركًا وراءه قصة ملهمة عن التحدي والصمود.

تظل حياة أنور وجدي مثالًا حيًا على تناقضات الحياة، وكيف يمكن للفقر أن يتحول إلى غنى، ولكن بتكلفة قد تكون مؤلمة.